يبدو أن بايدن وادارته قررا إشعال الحرب قبل رحيله.
فى يوم 15 نوفمبر قال جيك سوليفان مستشار الامن القومى الامريكى ان واشنطن مع حلفائها سترد على موسكو بقرارات سياسية منسقة على مشاركة جيش كوريا الشمالية «3000 جندي» فى الاعمال العدائية فى منطقة العمليات العسكرية الخاصة .وجاء رفع الحظر عن استخدام اتاكمز امريكية الصنع.
وبعد أربعة أيام من رفع الحظر شنت القوات الاوكرانية هجوما بستة صواريخ بعيدة المدى تمتلك منها «50 صاروخا» على العمق الروسى تصدت الدفاعات الروسية لخمسة منها ووصل السادس لمنشأة عسكرية فى بريانسك والحقت خسائر بمخزن زخيرة.
قرار البيت الابيض شجع الحلفاء الاوروبيين الذين لديهم قيود على استخدام صواريخهم طويلة المدى فى أوكرانيا ولذا كان تصريح «كير ستارمر» رئيسى وزراء بريطانيا اثناء انعقاد قمة العشرين بان المملكة المتحدة بحاجة لمضاعفة دعمها لاوكرانيا ..كما قال الرئيس ماكرون ايضا ان باريس مستعدة للنظر فى استخدام صواريخها لضرب الاراضى الروسية.
وبعد استخدام اوكرانيا للصواريخ الامريكية سمحت بريطانيا لاوكرانيا بشن ضربات فى العمق الروسى باستخدام صواريخ ستورم شادو وكذلك سمحت فرنسا باستخدام اوكرانيا لصواريخ سكالب.
تأتى هذه التطورات بعد تحذير روسيا من ان رفع الحظر المفروض على ضرب أوكرانيا فى عمق الاراضى الروسية باسلحة غربية بعيدة المدى يعنى إشراك دول حلف الناتو بصورة مباشرة فى الصراع مما يغير جوهره لان أوكرانيا لا تستطيع استخدام هذه الاسلحة الا اذا استخدمت البيانات الاستخباراتية من الأقمار الصناعية التى لا تملكها أوكرانيا وانما تأتى المعلومات من الأقمار الصناعية لحلف شمال الأطلسى مما يعنى تورط دول حلف الناتو وأمريكا والدول الاوروبية فى الصراع العسكرى وبالتالى فى حالة حرب مع روسيا .
اعتبر عقلاء المحللين ان رفع الحظر الامريكى والفرنسى والاوروبى عن استخدام اوكرانيا لصواريخهم بعيدة المدى خطوة نحو التصعيد وبداية الحرب العالمية الثالثة وتتسق مع مساعى المجمع الصناعى العسكرى فى امريكا للتصعيد قبل ان يبدأ ترامب مدة حكمه فى يناير المقبل لتجعل بداية عمله اكثر صعوبة ويقلل من حرية حركتة فى وقف الحرب الاوكرانية وتحقيق السلام لانه بعقلية الصفقات يستطيع جلب طرفى الصراع لطاولة التفاوض لتحقيق السلام.. بل يضعه امام مواجهة عالمية لانهم يريدون حربا.
قرار البيت الابيض سيشكل معضلة للادارة الامريكية الجديدة حول ما اذا كان يجب إلغاء التصريح وعودة الحظر فور تنصيب ترامب ام الاحتفاظ برفعه واستخدامة كورقة مساومة فى المفاوضات التى قال انه يريد متابعتها لانهاء القتال ووقف الدعم المادى لاوكرانيا الذى تحتاجة الخزانة الامريكية ليحسن الاوضاع الاقتصادية للمواطن الامريكي.
اما بالنسبة للدول الاوروبية فالتوجس من ترامب وتعامله مع اوروبا وحلف الناتو من ناحية والخوف من انتصار بوتين فى عمليته العسكرية فى اوكرانيا مما يشجعه على تكرارها مع دول اخرى ربما يكون وراء استمرار دعم اوكرانيا والسماح لها باستخدام صواريخهم لاضعاف موقف روسيا.
مخاطر استخدام اوكرانيا للصواريخ الامريكية والبريطانية والفرنسية طويلة المدى ضد اهداف فى العمق الروسى سيضع جميع الاطراف امام امكانية اتساع نطاق الحرب وربما تحولها لحرب نووية بين قوى عظمي. كما قد يؤدى لرد نووى يدفع لتنفيذ روسيا تهديداتها بتزويد دول اخرى باسلحة بعيدة المدى يمكن استخدامها ضد الغرب.
هل ما فعله بايدن والدولة العميقة هدفه إعاقة ترامب رغم فوزه باكتساح وفاز حزبه باغلبية الكونجرس بغرفتيه وبالتالى يده مطلقة فى اتخاذ اى قرار يراه دون اعتراض ولكن ما تأثير ذلك على مستقبل الديمقراطية الامريكية ومستقبل الولايات المتحدة نفسها وهل يأتى اليوم لتكون الولايات غير متحدة؟!!