و2.5 مليون سورى فى مصر.. حلم العودة أو التمهل والبقاء؟!
عندما سقط نظام صدام حسين فى العراق بعد دخول القوات الأمريكية بغداد فإن أعداداً كبيرة من العراقيين قاموا بتمزيق صور صدام حسين وعبروا عن فرحتهم بزوال نظامه بتحطيم العديد من تماثيله التى كانت فى الميادين الرئيسية.. واندفع العديد منهم فى الحديث بحماس عن مستقبل العراق بعد نهاية حكم صدام حسين.
وعندما شاركت دول أوروبا وأمريكا فى تدبير مقتل الزعيم الليبى معمر القذافى فى أعقاب ما أطلق عليه بالربيع العربى فإن الجماهير فى ليبيا توقعت واحتفلت وغنت لعهد جديد فى ليبيا..! وتتكرر نفس المشاهد الآن فى احتفالات مشابهة فى عدد من المدن السورية احتفالاً باختفاء ورحيل الرجل القوى فى سوريا الذى حكمها لما يقرب من ربع قرن اتهم خلالها بأنه قد استخدم أساليب وحشية لقمح معارضيه.
ونحن نأمل لسوريا وشعبها.. سوريا الشريك فى معارك التحرير.. سوريا الوحدة التى كانت حلماً للبلدين.. سوريا الشعب الطيب والعزيز.. نأمل فى أن تكون النهاية سعيد.. نهاية على عكس ما حدث بعد سقوط صدام ومقتل القذافي.. نهاية تحمل الخير والاستقرار والوحدة الوطنية.. نهاية لا يأتى معها الفوضى والتقسيم والاستسلام..! الاستسلام لإسرائيل.. والاستسلام لأمريكا.. والاستسلام فى مقابل البقاء..!! نأمل ونبحث وندعو لأن يكون فيما حدث فى العراق أو فى ليبيا عظة للقيادة السورية الجديدة فى البحث عن صيغة سريعة ناجحة لدولة سورية جديدة متماسكة قادرة على صناعة القرار الوطنى لصالح سوريا والسوريين.. قيادة ذات توجهات عروبية مخلصة تعود بسوريا إلى الصف العربى عضواً مؤثراً وفاعلاً ومرغوباً.
>>>
وحين نتحدث عن سوريا الجديدة.. حين نقول إننا على ثقة من أن هناك خارطة طريق للمرحلة القادمة حتى تتجنب سوريا الصراعات والانقسامات مرة أخرى فإننا نعلق الآمال على الشخصيات التى ستتصدر المشهد السياسى والتى سيكون لها التأثير فى صورة سوريا أمام العالم والتى سيكون فى مقدورها أيضاً أن تفرض الأمن وتمنع الفوضى فى سوريا.. شخصيات تفرض الاحترام وتؤكد الالتزام بألا يكون هناك تصفية حسابات ولا انتقام ولا إقصاء..!
وفى حديثنا هذا فإننا نبتعد عن تقييم ما حدث فى سوريا.. ولا نصدر أحكاماً قاطعة لأن للسوريين الحق كل الحق فى أن يكون قرارهم ومصيرهم بأيديهم دون تدخلات ودون وصاية من أحد.
>>>
ولكننا ونحن نتابع الشأن السورى نشعر بالكثير من القلق.. القلق من اندفاع إسرائيل وتوغلها فى سوريا وعلاقتها الوثيقة ببعض الفصائل المسلحة التى شاركت فى الانقضاض على بشار الأسد.. ففى الوقت الذى كان فيه أبومحمد الجولانى القائد العسكرى لجبهة تحرير الشام يلقى خطاب المنتصر من المسجد الأموى فى دمشق كانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم مائة موقع عسكرى فى سوريا يعتقد أنها مخازن للأسلحة، وكانت القوات الإسرائيلية تتوغل فى عمق 14 كيلو متراً فى سوريا وتسيطر على جبل الشيخ بعد انسحاب الجيش السورى من مواقعه..! وما يحدث هناك يثير القلق والمخاوف خاصة مع تصريحات لنتنياهو إسرائيل بأنه هو من أسقط الأسد..!
إن سوريا العربية لا يجب أن تترك وحدها فى هذه الأوقات الصعبة.. وسوريا فى حاجة إلى أن يبادر العرب إلى مد اليد إليها لمساعدتها على النجاة من مستقبل محفوف بالمخاطر يدبر لها.. ولا تتركوا سوريا لمصيرها.. والنهايات ينبغى أن تكون سعيدة..!
>>>
وماذا عن 2.5 مليون سورى يقيمون فى مصر.. هل سيبادر العديد منهم إلى العودة إلى بلادهم التى خرجوا منها خوفاً من ملاحقات أو من فقدان للأمن والأمان فى سنوات الحرب الأهلية فى سوريا؟!
إن البعض يتحدث عن إمكانية عودة نصف عدد السوريين الموجودين فى مصر إلى سوريا خلال الفترة القادمة.. والبعض أيضاً يتحدث عن ضرورة اتخاذ إجراءات لحث ودفع السوريين على المغادرة والعودة إلى بلادهم.
ويقيناً فإن السوريين فى مصر كانوا وسيظلون ضيوفاً وأخوة أعزاء نكن لهم كل المحبة من واقع الإخوة والمصير المشترك.. ولكننى واحد من الذين يعتقدون بأن السوريين لن يعودوا الآن.. وأن الكثيرين منهم قد اتخذوا من مصر وطناً دائماً لهم بحثاً عن الأمن والأمان والنجاة أيضاً.. وأن من أقاموا وشاركوا فى تأسيس أعمال تجارية فى مصر سوف يقومون بتوفيق أوضاعهم ولكن قرار العودة لن يكون فى الحسبان قبل عدة أعوام وقبل أن تتضح الصورة ومجريات المستقبل..!
لقد خرج عدد من السوريين فى مصر للترحيب والاحتفال بنهاية وسقوط نظام بشار ولكنهم مازالوا فى حالة ترقب وانتظار..!!
>>>
وابحث عن أمريكا.. والإشارة دائماً تأتى من واشنطن وتتلقفها المحطات التابعة لها.. كما حدث فى أحداث الربيع الزائف فى 2011 . وواشنطن التى تدعم الإسلام السياسى مدخلاً لتغيير شكل المنطقة وهدم أفكار القومية والعروبة لن تجد غضاضة فى التعامل مع من وصفتهم سابقاً بتهمة الإرهاب.. وفى السياسة ومع المصلحة لا يوجد ثوابت ولا أيضاً مبادئ.. كلها تمثيلية وليس لنا إلا المشاهدة مع فرض الرقابة على بعض أجزاء المسلسل حتى لا نشاهدها أيضاً..!
>>>
وأخيراً:
>> ما يعتقده الآخرون عنك ليس من شأنك، وما تعتقده عن نفسك
هو شأنك مدى الحياة.
>> وإذا الله أحب عبداً كشف له حقيقة الناس الذين من حوله.
>> وولدت لتفوز، ولكن لكى تكون فائزاً،
>> عليك أن تخطط للفوز وتسعى للفوز وتتوقع الفوز..!
>> والحوار يفضح العقول، والغضب يفضح الأخلاق.