من حسن حظى، إننى كنت واحداً من ضمن كتيبة «الجمهورية»، عندما ارتفع توزيعها إلى 850 ألف نسخة كل خميس «العدد الأسبوعى»، و650 ألف نسخة فى العدد اليومى فى الزحف نحو المليون.. وذلك فى فترة ولاية الاستاذ محسن محمد رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. وامتد هذا التفوق خلال فترة الاستاذ محفوظ الأنصارى رئاسة التحرير.. ومن خلفهما دينامو «الجمهورية» الاستاذ ناجى قمحة عامود الخيمة.. ويبقى السؤال: كيف حدث ذلك؟!.. كيف تتفوق «الجمهورية» على عملاقين سبقوها فى بلاط صاحبة الجلالة؟!.. البداية جاءت من الاستاذ محسن محمد ومعه الاستاذ ناجى قمحة مدير التحرير، عندما قرر الاستاذ محسن محمد تعيين مجموعة من شباب الصحفيين حديثى التخرج.. وكان الاستاذ ناجى قمحة المسئول عن تعيينهم.. وبالفعل التحق بـ «الجمهورية» جيل جديد.. وبمعنى أدق دماء جديدة، قادرة على تنفيذ افكار رئيس ومدير التحرير.. أنا واحد منهم.. أذكر من هذا الجيل الزملاء على هاشم ومحمد خليفة والسيد البابلى وفادى متولى ويوسف عبدالرحمن وعبدالله نصار والسيد نعيم ومحمود نافع وجمال كمال وفاروق عبدالعزيز وسميرة صادق وآمال حسن وسوزان زكى وأبوكريشة ومحمد إسماعيل وزياد السحار ومصطفى عمارة ومحمد فتح الله ومنى نشأت وهدى مراد وهدى الصافورى ومحمد حامد حسن وحسن الرشيدى ورضوان الزياتى وعبداللطيف خاطر وجمال هليل ومصطفى عبدالغفار ومحمود نفادى وحلمى بدر وثناء البطل وبثينة عبدالحميد وحامد ذهنى وأحمد غريب ومحمد نور وجلال حمام وماهر عباس ومحمد الفوال وثناء حامد وصفوت أبوطالب وعايد عطوة وعبدالوهاب اليرقانى وحمدى حنضل وأحمد المنزلاوى وفتحى متولى ومصطفى غزال وهانى صالح وجلال راشد وإسماعيل بدر وعلاء معتمد وفاطمة يوسف وسمية أحمد وسمية عبدالرازق ويسرى السيد.. هذا الجيل كان محظوظاً، حيث تتلمذ على أيدى أساتذة من عمالقة الصحافة.. الاستاذ سمير رجب وكان مسئولاً عن العدد الاسبوعى ومدير تحريره.. ومن بعده محمد أبوالحديد.. ويأتى فى المقدمة الاستاذ إسماعيل الشافعى نائب رئيس التحرير ورئيس قسم الاخبار الذى يعتبر الأب الروحى لجيل كامل انا منهم.. وكان المرحوم إسماعيل الشافعى يصطحبنا ليعزمنا على ساندوتشات محل كورسال بشارع عماد الدين سيراً على الاقدام من الجريدة.. ومن جيل الرواد الذين فتحوا لنا قلوبهم وتعلمنا منهم الكثير، ناصف سليم وعلاء الوكيل وقدرى عزب ولطفى ناصف وعلاء دوارة وعبدالرحمن فهمى ومحمد العزبى وفاروق فهمى وصلاح عطية وهدى توفيق وعبداللطيف فايد ومحمد الحيوان وصالح ابراهيم وحسن عثمان ويوسف عزالدين ومحمد على أبوكريشة وعبدالوارث زوين وناهد المنشاوى وزينات ابراهيم وفريدة عباس ونجوان محرم وعالية الصالحى وفوقية عفارة وعصمت حامد وعدلى برسوم ومحمود معروف وحسين فهمى وعبدالكريم سليم والسيد عبدالرءوف وصلاح درويش وصلاح عرام ومحمد حسين شعبان وجلال العريان ومحمد حمودة ود.فتحى عبدالفتاح.. نجح الاستاذ ناجى قمحة فى صناعة توليفة متقنة بيننا وبين هذا الجيل.. كنا أسرة واحدة.. سألت الاستاذ محسن محمد أين تذهب كل يوم الساعة الرابعة عصراً؟!.. قال لى:
أذهب لمكتبة الجامعة الأمريكية لاطلع على الصحف العالمية.. فهذه المكتبة تصل إليها كبرى الصحف العالمية فى اليوم التالى لصدورها.. وكنت اقتبس منها ما أجده يصلح لـ «الجمهورية».. وانفردت «الجمهورية» بأول صفحة تعليمية متخصصة فى الصحافة.. وأول صفحة فى الاقتصاد.. وتميزت عن غيرها بالرياضة فى صفحتها الأخيرة.. وتفردت بباب «أريد عريساً لنجمته ايفون سعد.. وكما انفردت بأحكام مجلس الدولة.. كمبدأ قانونى بالصفحة الأولى، الذى يهم قطاعاً كبيراً من المحامين والمهتمين بالقانون.. وصفحة التعليم لقطاع كبير جدا من المدرسين والطلبة والجامعات.. وكذلك صفحة الاقتصاد.. مما خلق قراء جدد وسحب العديد من قراء باقى الصحف.. كما تم إنشاء باب جديد بعنوان «اليوم عيد ميلادهم» يذكر به اسماء مواليد نفس اليوم من المشاهير وغيرهم.. وكان محسن محمد وناجى قمحة يستحدثان أبواباً جديدة لأول مرة فى الصحافة المصرية.. بالإضافة إلى الاهتمام بالطبقات الشعبية.. وقد نشرت «الجمهورية» فى صفحتها الأولى صورة لكناسى الشوارع مع حوار معهم عن مشاكلهم.. وهذا يحدث لأول مرة فى الصحافة المصرية.. واعتمد محفوظ الأنصارى على علاقته القوية بالدكتور أسامة الباز ود.مصطفى الفقى.. فكانت تصل إليه نفس تقارير وزارة الخارجية، التى يتم إرسالها للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.. مما كان له الاثر فى اقتحام «الجمهورية» المجال السياسى على يد الاستاذ محفوظ الأنصارى.. والمحررة الدبلوماسية لـ «الجمهورية» هدى توفيق، وايضا محمد إسماعيل المحرر الدبلوماسى.. واقتحمت «الجمهورية» وزارة النقل والمواصلات بـ «على هاشم».. والصناعة بـ «هانى صالح».. وجاء الاستاذ سمير رجب رئيساً لمجلس الإدارة والتحرير.. ليقيم الصرح الحديث المطل على شارع رمسيس لـ «الجمهورية» .
«الجمهورية» عام 1976
ماهر عباس
فى يوليو عام 1976 بينما كنت فى السنة الثالثة كلية الإعلام أوضح لى صديقى وزميلى الراحل إبراهيم سعد زغلول وكان وقتها رفيق المدينة الجامعية بأن الجمهورية فيها فرص للتدريب وأيضاً للتعيين.. وبالفعل لم أكذب الخبر بل اتجهت من الكلية إلى الجريدة مباشرة.. ويومها طلبت مقابلة الأستاذ محسن محمد.. ويشاء القدر أن الرجل ذو الهيبة الذى سألته أريد مقابلة رئيس التحرير كان الأستاذ محمد الحيوان وأثناء تجولى فى المبنى القديم قابلت زملاء معى فى الكلية ففرحت وألفت المكان.. ودخلت بسرعة إلى الأستاذ محسن ومعى الأستاذ محمد الحيوان الذى كان قد تحدث معى فى الطريق أمام الأسانسير حديثاً سريعاً لماذا اخترت «الجمهورية» فقلت له لأننى من قرائها وجميع من فيها أعرفهم اسماً وهنا دخل وأبلغ عدداً من كبار الصحفيين وقتها فى التحقيقات والأخبار الأستاذ عبدالكريم سليم وعبداللطيف فايد والمجد الحريرى وعصمت حامد وبدأنا العمل من أول يوم.. وأذكر أول مرة تنشر «الجمهورية» اسمى كان يوماً له معنى خاص لدى وكان عن أوائل الثانوية العامة.. وبدأت المسيرة وجاءت انتخابات 1976 فى عهد ممدوح سالم وأوفدتنى الجريدة إلى عدد من الدوائر الساخنة فى أسيوط حيث ممتاز نصار وفى الإسكندرية وداد شلبى وكمال أحمد وفى أسيوط الصحفى أحمد فرغلى وكان زميلاً لنا.. وفى بنى سويف عباس صفى الدين نائب رئيس المقاولون العرب.. وأعطانا ذلك الثقة لكى نعرف مدننا وقرانا وكنا نقابل المحافظين فى الفترة التى قال فيها السادات المحافظ من نفس المحافظة ويكون أحد أبنائها.. ومنها فكرت فى كتاب «ابن قريتى محافظ».. وبدأت المسيرة وبعدها كانت الراحلة نجوان محرم قد بدأت موضوعها المميز قرى المشاهير وقدمت لها ولم أكن قد تخرجت بعد وبالفعل سمح لنا الأستاذ محسن أن نقوم بنشر أسماء بعض القرى فى المنوفية كقرية أسريحة للشهيد عبدالقادر طه شقيق نائب شبرا أحمد طه وقرية النعناعية حيث مزرعة بشارة وتكلا أصحاب الأهرام.. وفى ظل الموضوعات الجديدة كان باب أبناء الذين يتحدث عنهم الناس وفيه قدمت أبناء حافظ بدوى وكمال الشاذلى ومنى جبر وعبدالمنصف حزين وغيرهم وكان منحى آخر للعمل.. وفى قسم المحافظات مع تعيينى الزميل أحمد فرغلى فى البرلمان أتاحت لى الجمهورية العمل فى جنوب الصعيد فى أسوان وقنا وسوهاج والمنيا وبنى سويف وكنت أشهر صحفى يسافر على هذا الخط وقضيت السنوات الأولى بين خطوط السكك الحديد حيث السفر ليلاً وبالنهار فى المحافظة وهكذا كان رئيس التحرير سعيداً بالتجربة والتطور.. وتعلمت أن الصحفى يتابع التوزيع ورد فعل القراء على الجريدة وغيرها.. وفى هذه الأثناء لم أتخيل أننى سأكتب بجوار كبار كتابها وأساتذتنا الذين كنا ننظر إليهم بكل تقدير واحترام.
فى هذه الجريدة التى ترخيصها باسم الزعيم جمال عبدالناصر وفى نفس الوقت مديرها العام أنور السادات وكنت أسأل عمال الدور الثانى أين كان يجلس السادات وأين مكتبه، وبدأت خطواتى تتعمق فى الجريدة بالعمل تحت رئاسة الأستاذ سمير رجب والأستاذ جلال السيد فى صفحة الأدب وعبداللطيف فايد فى المحافظات وإسماعيل الشافعى الأخبار وعبدالكريم سليم «الإسكان».. لكن تجربة متابعة الانتخابات كانت تجربة ممتعة لى فى هذه الفترة تعرفت منها على كل دوائر الريف المصرى تقريباً.. وحقيقة المسئولين الكبار ساندونا بشكل كبير وكانوا حائط دفاع عنا عندما كنت أكتب بحماس الشباب وأنتقد.. فكانت مدرسة «الجمهورية» لها نبراس خاص ومميز فى ظل وجود حوالى 80 شاباً بينهم المرحوم عبدالله نصار وصفوت أبو طالب وجلال راشد وعايد عطوة ومحمد خليفة وأحمد غريب وفهمى عنبة وحمدى حنضل وفادى متولى ومحمد الفوال وسمية أحمد وسمية عبدالرازق وجلاء جاب الله ومحمد جاب الله وبالمناسبة هذا تشابه أسماء وليس أقارب وعلاء دوارة وعادل غيث وكان الزميل عبدالوهاب عدس فى مكتب الإسماعيلية قبل أن يأتى للقاهرة.. وكنا نسعد كلما ارتفع التوزيع.. وخلال هذه الفترة كان الصحفى نشاطه يلمع سريعاً أمام قارئ يبحث عن الجريدة التى تناقش قضاياها فى الأسعار والتوظيف والتعليم وغيرها.. ومن هنا كانت السعادة على عيوننا فى جريدة دخلناها وتوزيعها لا يتجاوز الـ 40 ألفاً وارتفع إلى أكثر من 150 ألفاً فى نهاية السبعينيات لتواصل الارتفاع إلى 600 ألف وتخترق عام 80 حاجز المليون فى تجربة صحفية مشابهة ومتميزة.. فهى الجريدة التى كنا نقف فى شرفة المبنى القديم يوم المباراة ويأتى شباب المشجعين يصفقون لها وضدها بحسب الماتش الأهلى أو الزمالك.. وكانت تقريباً أول جريدة عربية تكون صفحتها الأخيرة رياضية والمستمرة منذ الأستاذ محسن محمد وحتى الأستاذ أحمد أيوب وهى الجريدة التى دخلت عش الدبابير فى قضايا المحليات وقدمت مراكز الشباب والمرأة فى المجلس المحلى.. وغيرها.. إضافة إلى طبعتها العربية.. ومع «الجمهورية» لا يمكن فى هذه المساحة أن أذكر كل من ساعدونى فيها منذ عام 1976 طالباً إلى اليوم نحو 50 عاماً فى تجربة بدأت فى يوليو 76 أعتز بمحطاتها جميعاً.
وكل عام وجمهوريتنا الجريدة والوطن بخير.
جريدة «الأحلام الممكنة»
ماجدة موريس
حين التحقت بالعمل فى الجمهورية.. كنت لا أزال موظفة فى هيئة الاستعلامات وفقا لتعيينى الحكومى بعد ان أكملت دراسة الإعلام فى جامعة القاهرة.. كان العمل بالصحافة حلمى.. بل إننى حضرت من مدينتى الإسكندرية لأنه لا يوجد بجامعتها وقتها كلية للصحافة أو الإعلام، ومن هنا كان الالتحاق بالجمهورية بعد تدريب فى مؤسسات أخرى أثناء الدراسة جزءاً من حلمى الكبير، وذهبت أولا لقسم الأخبار لكننى لم أحبه، أو ربما لم أتوافق معه لاهتماماتى بالفن فى كل أشكاله، وهو ما تأهلت له أثناء دراستى وبعدها فى القاهرة فعرفت طريق «نادى السينما» و«المركز القومى للسينما»، وأصبحا ضمن أساسياتى، ثم تقدمت لاختبارات معهد النقد الفنى فى الهرم، وقبلت به، بالتالى كان طلبى الانتقال لقسم الفن بالجريدة منطقيا، وكانت تغطية أخبار اتحاد الإذاعة والتليفزيون أو ماسبيرو هى مهمتى لسنوات غير قليلة مع عدد من الزملاء والزميلات، ويوميا، وبالطبع أصبح الانفراد بالجديد من الأخبار والبرامج، والتعيينات يؤرقنى لأنه الدليل على «شطارة» الصحفى فى تلك الأيام، لكننى لم أتراجع برغم هذا عن محبة السينما والمسرح ومتابعة أخبار الأوبرا، وبالطبع نجوم الغناء فى إذاعات راسخة زادت عليها إذاعات جديدة موجهة للشباب، وكانت الجمهورية دائما مع الشباب تنشر ما يخصه فى كل مجال، خاصة الفن، وهو ما أضاف الكثير إلى معرفتى، ففى تلك الأيام، منتصف الثمانينيات والتسعينيات، كان الفن المصرى يجدد نفسه بعد انتكاسة قصيرة فى نهاية السبعينيات، وكانت مؤسستنا -أى دار التحرير للطبع والنشر – على نفس القدر، فأصدرت جريدة «السينما والفنون» برئاسة تحرير زميلنا الناقد السينمائى سمير فريد، وهى الجريدة السينمائية الأولى والأخيرة فى تاريخ صحافة مصر، وبعد سنوات أصدرت مؤسستنا أيضا مجلة «شاشتى» أول مطبوعة مصرية تهتم بالقنوات التلفزيونية الخاصة والأجنبية بعد بداية عصر البث الفضائى الخارجى، كنت صاحبة هذه الفكرة، ورئيسة تحرير المجلة الجديدة فى بدايتها قبل ان أذهب إلى كتابة النقد بكل اهتمامى بما يعرض من أفلام تقدمها المهرجانات المصرية والعربية والدولية وكانت الجمهورية تدعمنى كثيرا فى السفر «وأيضا بكل اهتمامى بالدراما التليفزيونية المصرية وصناعها، وبموسم الدراما الكبير فى رمضان كل عام، والحقيقة ان الجمهورية كانت دائما الحاضنة المهمة لما أكتبه أنا وزميلاتى وزملائى فى قسم الفن، وكانت تخصص مساحات مهمة غالبا لتقديم الموضوعات والحوارات وأيضا النقد، ولولا هذا لما شعر العاملون فى الفن بأهمية وقيمة صفحات الفن فى جريدتنا، وأهمية وقدرات العاملين بها فى البحث عن الجديد والأفضل والأكثر إثارة لاهتمام القارئ، وهو ما زال يحدث للآن.. إنه عمر من الزمان عشناه بكل ما فيه من جهد واجتهاد، أحلام تحققت وأحلام أخفقت، لكننا واصلنا العمل بدافع من إدراكنا لهذا التاريخ الطويل لجريدة كانت بيتا لنا لسنوات طويلة، تعلمنا فيها الكثير، وقدمنا أفضل ما عندنا وما زلنا نسعد بهذا الوجود، والتاريخ، ونتمنى ان يبقى كاملا كموقع إلكترونى، كرسالة للأجيال القادمة.
منارة مضيئة .. للمواطنة
شريف نبيه
مازالت «الجمهورية» ذات الواحد والسبعين ربيعا جريدة شابة فتية عفية.. لم تتخل عن دورها الوطنى يوما فى تجميع كل أطياف الأمة تحت راية خفاقة عالية.
وحسنا عبر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن العصر الذهبى للمواطنة التى تعيشها مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قال بالحرف الواحد فى أول قداس يترأسه فى كاتدرائية مار مرقس والبابا كيرلس السادس بـ»مثلث الأمل»: «سوف يسجل التاريخ ان الدولة فى مصر فى زماننا الحالى كانت ترعى المواطنين وتعطيهم حقوقهم وتسعى للمساواة.. وهذا الوضع لا شك انه يقدم صورة ايجابية لمصر أمام العالم.. والكنيسة هى أحد أعمدة الوطن والمجتمع المصرى وهى عمود مخلص فى التاريخ وفى الوطنية».
وقد وثقت «الجمهورية» هذه المقولة الأمينة لبطريرك الأقباط الذى يحمل رقم 118 بين البطاركة كما وثقت العديد من المواقف التى تعكس وطنية الكنيسة القبطية مثلما تسلط الضوء على المواقف المضيئة للأزهر الشريف وكافة علماء المسلمين».
أفردت «جريدة الشعب» التى لم تتخل يوما عن دورها الأصيل فى تعميق فكر المواطنة و المساواة وعدم التمييز، أفردت مساحات واسعة للبطريرك الراحل، المفكر، والملقب بـ»بابا العرب» ليكتب مقالات أسبوعية تقوم على منهج «التجميع لا التفريق» ركزت على تعميق الانتماء وتحكيم العقل، والعودة للقيم والأخلاق والسلوك القويم الذى يجب ان يتحلى به كل مواطن يعيش على أرض مصر الطيبة المباركة و«المحروسة» من المولى تبارك اسمه.
تحدث البابا، المفكر والكاتب الصحفى عضو نقابة الصحفيين الذى يحمل رقم 156 منتسباً إلى «جريدة الجمهورية» عام 1966 قبل تنصيبه «البطريرك رقم 117» بخمس سنوات تحدث فى قضايا مجتمعية لها خلفيات قيمية وروحية من عناوينها: «الوداعة».. «القلب الكبير».. «الفراغ وأنواعه».. «التداريب الروحية».. «الذات وأفكار الذات».. «التأمل» «القلق وأسبابه وعلاجه».. «الخير».. «كيف تحب الناس».. «الأسرة السعيدة».. «فلسفة الأخذ والعطاء».. «التوبة».. «محاسبة النفس».. «لا تغطى أخطاءك بالأعذار».. «نقاوة الأفكار».. «فوائد النسيان».. «بين الصمت والكلام».. و«فرائد النسيان» وغيرها من المقالات القيمة التى كان ينتظرها بشغف قارئ «الجمهورية» مما كان ينعكس على مؤشرات «التوزيع» بشكل واضح جداً وكان ذلك على مدى عامى 1971 و1972 وطوال عامى 2003 و2004.
وإيمانا من «الجمهورية» بتأصيل فكر «المواطنة» التى تحرص الدولة المصرية خلال العشر سنوات الأخيرة على دعمها بكل السبل، فقد خصصت الجريدة صفحة أسبوعية تحمل عنوان «أجراس الأحد» وقد دقت هذه الصفحة الرائدة والفريدة من نوعها بل والأولى التى تجسد رؤية واتجاه الصحيفة الحرة فى اتاحة الفرصة كاملة للتعبير عن وحدة وتماسك شعب مصر وهو مصدر قوتها وتتبادل الرؤية الوطنية لقضايا المجتمع من منظور قيمى وفكرى يحارب التطرف، يبحث فى نقاط الالتقاء والاتفاق.. وقد رأت هذه الصفحة النور عام 2009.
«الجمهورية» وتشكيل الوعى السياسى
بقلم المستشار:
بهاء الدين أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ
«جريدة الجمهورية» بصفتها إحدى أعرق الصحف المصرية، لعبت دوراً محورياً فى إثراء الحياة السياسية على مدار تاريخها العريق. ساهمت فى تشكيل الرأى العام من خلال تقديم تحليلات وافية للأحداث الجارية، وتسليط الضوء على القضايا الملحة التى تشغل بال المواطن.. كما أنها كانت ومازالت منبرا للتعبير عن مختلف الآراء والأفكار، مما أثرى الحوار الوطنى وساهم فى بناء مجتمع مدنى قوى. وقد لعبت دورا بارزا فى تغطية الانتخابات والفعاليات السياسية، مما ساهم فى تعزيز الشفافية والمساءلة. علاوة على ذلك، سعت الجريدة جاهدة إلى نشر الوعى السياسى لدى القراء، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة فى الحياة العامة. وبفضل هذا الدور الحيوى، أصبحت «جريدة الجمهورية» مرجعا هاما للسياسيين والباحثين والجمهور على حد سواء، مما يؤكد أهمية الصحافة فى بناء مجتمع ديمقراطى قوى.
ولطالما مثلت «جريدة الجمهورية»، منذ تأسيسها، منصة مؤثرة فى المشهد السياسى المصرى. فقد شهدت آراء السياسيين تباينا حول دورها، فمنهم من يرى أنها كانت وما زالت صوتاً للدولة الوطنية، داعمة لسياستها وأيديولوجيتها، وآخرون يرون أنها لعبت دورا هاما فى تشكيل الرأى العام وتسليط الضوء على القضايا الملحة، فى إطار واسع.. وقد أثارت الجريدة جدلا واسعا منذ نشأتها وخاضت معركة سياسية خاصة فى الفترات الحرجة من تاريخ مصر. وهناك إجماع عام على أن «جريدة الجمهورية» كانت ولا تزال تمتلك القدرة على التأثير فى الرأى العام وتوجيه النقاش السياسى، مما يجعلها قطعة أساسية فى المنظومة الإعلامية المصرية.
ومثلت «جريدة الجمهورية»، منذ تأسيسها فى أعقاب ثورة يوليو، ركيزة أساسية فى المشهد الإعلامى والسياسى المصرى. فقد لعبت دورا محوريا فى تشكيل الرأى العام ونقل الرواية الرسمية للأحداث، وساهمت فى تعزيز الولاء للدولة الوطنية. وعلى مر العقود، شهدت الجريدة تحولات عديدة فى خطها التحريرى، متأثرة بتغيرات المشهد السياسى والاجتماعى فى مصر.. واستمرت فى التأثير على النقاش العام وتوجيه الرأى العام، خاصة فى القضايا التى تتعلق بالأمن القومى والسياسة الخارجية. وفى السنوات الأخيرة، شهدت الجريدة تطورات ملحوظة فى تغطيتها للأخبار، حيث باتت تهتم بشكل أكبر بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، مع محاولة مواكبة التطورات التكنولوجية فى مجال الإعلام. ومع ذلك، لا تزال الجريدة تواجه تحديات كبيرة فى ظل المنافسة الشديدة من وسائل الإعلام الجديدة وزيادة وعى الجمهور بأهمية التنوع الإعلامى والتحقق من المصادر.. ورغم هذه التحديات، تبقى «جريدة الجمهورية» واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية فى مصر، حيث تحمل فى طياتها تاريخا عريقا وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر فى الحياة السياسية والاجتماعية فى البلاد.
كما مثلت «جريدة الجمهورية»، بصفتها إحدى أعرق الصحف المصرية، ركيزة أساسية فى تشكيل الوعى العام المصرى على مر العقود. فقد لعبت دورا محوريا فى نقل الأخبار والأحداث وتفسيرها للجمهور، مما ساهم فى صياغة الرأى العام حول القضايا المحلية والإقليمية والدولية. وقد استخدمت الجريدة لغة بسيطة ومباشرة لتوصيل أفكارها، مما جعلها قادرة على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع. ومع ذلك. ولا يمكن إنكار تأثيرها القوى فى تشكيل الوعى السياسى والاجتماعى لدى المصريين، خاصة فى الأجيال السابقة التى اعتمدت عليها كمصدر رئيسى للأخبار والمعلومات. وفى ظل التطور التكنولوجى وظهور وسائل إعلام جديدة، تواجه الجريدة تحديات كبيرة للحفاظ على مكانتها. ومع ذلك، فإن تاريخ الجريدة العريق وعمق جذورها فى المجتمع المصرى يجعلها قادرة على التكيف مع التغيرات والتحديات المستقبلية.
كل عام و«الجمهورية» منارة إعلامية كبيرة وكل عام وجميع العاملين بها فى تقدم وازدهار.