نحتفل غداً «الأحد» بذكرى نصر حرب أكتوبر الذى سوف يظل يفخر به على مدار التاريخ أبناء الشعب المصرى وهو أيقونة المصريين حتى يوم القيامة وتحية إجلال وتقدير للجيش المصرى العظيم الذى سطر ملحمة وطنية كتبت فى التاريخ بأحرف من نور ومنذ 51 عاماً نجح جيشنا المصرى الباسل فى قهر جيش العدو الإسرائيلى وتركيعه.
بالرغم من مرور أكثر من خمسة عقود من الزمن ولكن مازالت الفرحة الغامرة تملأ البيوت المصرية مع قدوم شهر أكتوبر من كل عام والاستماع إلى الأغانى الرائعة لنصر أكتوبر.
لقد نجح جيشنا العظيم فى تحدى الصعاب التى واجهته ومن بينها خط بارليف وأيضاً فإن جيش العدو الإسرائيلى كان مدججاً بأحدث الأسلحة الأمريكية والأوروبية حينذاك ولكن بالإرادة والعزيمة نجح المقاتل المصرى فى هذه التحديات.
وكما ذكرت فى مقال سابق فإن جيشنا مقدس غند المصريين، وأتذكر أننى عندما كنت طالباً بالمدرسة الإعدادية بقريتنا بسوهاج كان يوجد مدرس للمواد الاجتماعية وكان يحظى بحب وتقدير واحترام خاص من الطلاب والمدرسين نظراً لمشاركته فى حرب أكتوبر المجيدة وهو ضحى من أجل مصر وفقد ساقه وهو بالإضافة لتضحيته كان مدرساً متميزاً فى شرح التاريخ والجغرافيا لطلابه وأيضاً دمث الخلق ولذلك كان يحظى بشعبية واسعة بالمدرسة وأبناء قريته والوسط المحيط به.
وهناك قصص إنسانية كثيرة لدى الذين شاركوا فى هذه الملحمة ومدى التكاتف بين الضباط والجنود أتمنى أن يتم تقديم عمل درامى يليق بتلك الملحمة يكون فى ذاكرة الأجيال القادمة.. والاستماع لحكايات الضباط والجنود المصريين الذين هم على قيد الحياة.. أطال الله أعمارهم ومتعهم بموفور الصحة فالاستماع لهم سوف يعطى أهمية للعمل الدرامى وأتمنى أن يكون ذلك فى أقرب وقت خاصة أن هؤلاء الأبطال بدأوا يتقدمون فى العمر.. ربنا يحفظهم ويطيل فى أعمارهم.
الشعب المصرى متفرد فى كراهيته للكيان الإسرائيلي.. فبالرغم من اتفاقية السلام التى عقدت بين مصر والكيان الإسرائيلى ولكن على المستوى الشعبى لم يكن هناك تطبيع حيث أن المصريين فى ذاكرتهم ما حدث فى مدرسة بحر البقر واختلاط دماء هؤلاء التلاميذ بكراريسهم وكتبهم نتيجة الغارة الإسرائيلية على المدرسة.
لن ننسى مجزرة مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية حيث قامت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلى يوم 8 من أبريل عام 1970 بقصفها مما أدى إلى استشهاد 30 تلميذاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.
وهذا كان قمة الخسة والندالة للعدو الصهيونى بتعمده فى استشهاد هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين هم فى عمر الزهور.
ولكن جيشنا العظيم استطاع بعد هذا الحادث بثلاثة أعوام أن يثأر لهؤلاء الأطفال بمدرسة بحر البقر وأذاق جيش الاحتلال الإسرائيلى مرارة الهزيمة وقام بإذلال جيش العدو الإسرائيلي.
بالفعل سوف يظل هذا النصر التاريخى لجيشنا الباسل هو أيقونة الشعب المصرى ورمز الفخر لمصر وللأمة العربية.
نهنئ الشعب المصرى وجيشنا بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.