يزداد الوضع فى غزة قسوة مع استمرار العمليات العسكرية العنيفة، مع تساقط المزيد من الشهداء يومًا بعد يوم حيث سقط يوم أمس فقط أكثر من 100 شهيد فيما بلغ عدد الشهداء منذ انهيار وقف اطلاق النار أكثر من ألف شهيد، كما أن الحصار يضيق والظروف الإنسانية تتدهور، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون تحديات كبيرة فى ظل نقص الإمدادات الأساسية.
قالت مصادر اعلامية أن 24 شخصا استشهدوا جراء غارات إسرائيلية على مدينة خان يونس فيما استشهد و81 آخرون بمناطق متفرقة من قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وأضافت المصادر إن إسرائيل نسفت مبانى سكنية فى المناطق الجنوبية من مدينة غزة وتشن غارات عنيفة على منطقة ميراج شمال شرق رفح الفلسطينية، إضافة إلى قصف مدفعى عنيف استهدف مناطق متفرقة من المدينة جنوبى القطاع.
فى الوقت نفسه، ارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى 18 مارس الماضى إلى 1066 شهيدًا و2597 مصابًا. وقالت وزارة الصحة فى غزة أن حصيلة الشهداء بسبب العدوان الإسرائيلى منذ 7 أكتوبر عام 2023 ارتفعت إلى 50523 شهيدًا و114638 مصابًا.
جاء ذلك بينماأصدر جيش الاحتلال قرارًا بالإخلاء القسرى لعدة مناطق شرق مدينة غزة. وطالب المتحدث باسم جيش الاحتلال فى منشور سكان قطاع غزة المتواجدين فى منطقة الشجاعية وأحياء أخرى بالإخلاء الفوري.
من جهته أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو البدء فى تقسيم قطاع غزة والسيطرة على محور موراج الذى «سيكون محور فيلادلفيا الثاني» حسب زعمه. وكشف نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلى يقوم بـ»تجزئة» قطاع غزة و»السيطرة» على مساحات فيه من أجل استعادة الأسري، الذين تحتجزهم حركة حماس.
قال فى بيان إن الجيش «يقوم بتجزئة القطاع وزيادة الضغط تدريجياً، لكى تعيد «حركة حماس» الرهائن وفق وكالة الأنباء الفرنسية. كما أضاف أن إسرائيل «تسيطر على أراضٍ»، وتضرب مسلحى حماس وتدمر البنى التحتية.
من جهة أخري، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريشعن قلقه البالغ إزاء الخسائر البشرية الناجمة عن تصاعد الأعمال العدائية فى غزة.
أدان جوتيريش مقتل أكثر من ألف شخص – بينهم نساء وأطفال – منذ انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس فى 18 مارس.
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إن القصف الإسرائيلى والعمليات البرية أسفرا عن دمار واسع النطاق ونزوح أكثر من 100 ألف فلسطينى من رفح خلال اليومين الماضيين فقط، معظمهم نزحوا عدة مرات.
أضاف نشعر بالصدمة إزاء هجوم الجيش الإسرائيلى على قافلة طبية وطارئة فى 23 مارس الماضى والذى أسفر عن مقتل 15 من الطواقم الطبية والإنسانية فى غزة.وشدد على ضرورة حماية جميع أطراف النزاع للعاملين فى المجال الطبى والإنسانى والطوارئ فى جميع الأوقات، واحترام المدنيين وحمايتهم، وفقا لما يقتضيه القانون الإنسانى الدولي، مؤكدا ضرورة إنهاء منع تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
من جانبه،أكد العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى أن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي.
وشدد العاهل الأردنى فى مؤتمر صحفى مشترك مع المستشار الألمانى فى برلين، على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع فورًا، داعيًا المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات فورية للتخفيف من المأساة الإنسانية.
وفيما يتعلق بالوضع الانساني، جددّت وزارة الصحة الفلسطينية تحذيرها من التدهور الخطير الذى يشهده القطاع الصحى فى المحافظات الجنوبية، فى ظل استمرار وتصاعد العدوان الإسرائيلي، والحصار المشدد، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، فى وقت تتزايد فيه الاحتياجات الطبية والإنسانية بشكل غير مسبوق.
قالت وزارة الصحةإن المستشفيات والمرافق الصحية فى قطاع غزة تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، وسط نقص حاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة والمولدات، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحي، خاصة الأطفال، النساء الحوامل، وكبار السن.
وتطالب وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي، والدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإنسانية، بسرعة التحرك والضغط على الاحتلال الإسرائيلى لفتح المعابر بشكل فورى وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود دون تأخير، والعمل الفورى لإدخال مساعدات غذائية عاجلة لإنقاذ المرضى والأطفال والمحتاجين فى ظل تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية».
وجددت مناشداتها لتوفير فرق طبية دولية لدعم الطواقم الطبية المنهكة فى المستشفيات التى تعمل فى ظروف قاسية وغير إنسانية، والعمل على تأمين ممرات إنسانية لنقل الجرحى والمرضى لتلقى العلاج فى المستشفيات الفلسطينية فى الضفة الغربية أو فى الخارج.
من جهته، حذر المجلس النرويجى للاجئين من أن أكثر من مليون شخص فى قطاع غزة يعانون نقصاً حاداً فى الخيام وأماكن الإيواء، وسط أوضاع إنسانية كارثية إثر العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع.
أكد المجلس النرويجيأن منظمات الإغاثة فى قطاع غزة لا تمتلك خياماً لتوزيعها بسبب الحصار الإسرائيلي، ما يفاقم أزمة النازحين. وأشارت التصريحات إلى أن النازحين اضطروا للجوء إلى المبانى المدمرة والمعرضة للانهيار، لافتقارهم إلى الخيام والأغطية، والاكتظاظ فى الخيام.