تواصلت المعارك أمس بين الجيش السودانى ومليشيا الدعم السريع فى عدد من المحاور فى محيط بوابات العاصمة السودانية الخرطوم، وسمعت أصوات انفجارات عنيفة من أنحاء المقرن، بوسط الخرطوم، حيث يسعى الجيش إلى التوغل شرقا وتضييق الخناق على الدعم السريع فى جنوب ووسط العاصمة.
ومع استمرار المواجهات القوية بمنطقة شرق النيل شرقى العاصمة، قال الجيش السودانى إنه استطاع السيطرة على منطقة كافورى المهمة، وما تزال تتواصل الاشتباكات فى محور بوابات الخرطوم الجنوبية.
وقالت مصادر عسكرية سودانيةإن الجيش فرض سيطرته على أجزاء واسعة من الخرطوم، فيما تشهد منطقة جنوب الحزام «جنوبى العاصمة»، أوضاعا إنسانية مأساوية وشحاً فى الغذاء والدواء بسبب تصاعد العمليات العسكرية بين الجانبين.
أوضحت المصادر العسكرية أن الجيش يسيطر على أجزاء واسعة من الخرطوم، بينها 70 ٪ من مدينة أم درمان، مع إحكام قبضته على بحري، فى حين ما زالت ميليشيا الدعم السريع تسيطر على القصر الرئاسى وأجزاء من شارع النيل، وعدة مناطق أخرى فى العاصمة.
من جهتها، قالت مصادر محلية إن قوات الجيش تخوض معارك على تخوم منطقة «جياد» الصناعية التى تبعد حوالى 40 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم.
من ناحية أخري، قالت الأمم المتحدةإن حصيلة القتلى المدنيين فى السودان تسجل ارتفاعا حادا، محملة مسئولية ذلك إلى الحرب الأهلية الدائرة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل 275 مدنيا على الأقل بين 31 يناير و5 فبراير، جراء قصف مدفعى وضربات جوية وهجمات بواسطة مسيرات فى الخرطوم وشمال دارفور وجنوب دارفور وشمال كردفان وجنوب كردفان.
ولفتت إلى إن الأرقام أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بـ»العدد المرتفع بالفعل» البالغ 89 قتيلا الذى تم تسجيله فى الأسبوع السابق فقط.
أضافت المفوضية أن «الارتفاع الحاد فى حصيلة القتلى المدنيين يؤكد جسامة المخاطر التى يواجهونها.وحثت جميع الأطراف على توقف التهديدات والهجمات الموجهة ضد المدنيين فورا.
ومنذ اندلاع الحرب فى السودان، قتل عشرات آلاف الأشخاص وشرد أكثر من 12 مليونا فى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى التاريخ الحديث، وفق الأمم المتحدة.
فى سياق متصل، تشهد منطقة «جنوب الحزام»، الواقعة جنوبى الخرطوم، أوضاعا إنسانية صعبة يواجهها الآلاف، بحسب بيان صادر عن غرفة طوارئ «جنوب الحزام».