لم يكن يتخيل المواطن البسيط بالمدن والقرى والنجوع والكفور ان تصل له خدمات مياه الشرب والصرف الصحى ، فقد كانوا يعتبرون هذا الأمر نوعا من الترفيه وليس حقاً اصيلاً من حقوق الانسان لهذه الفئات ولهذا لم يكن هناك طموح لأن تصل مياه الشرب الصرف الصحى إلى القرى ولكن منذ عام 2014 ومع الجمهورية الجديدة وضعت الدولة المصرية خطط كاملة لتغطية جميع المحافظات بهذه الخدمات والقضاء بشكل كامل على الاعتماد فى الصرف على الرشاحات والطرنشات التي تسبب العديد من الامراض وعدم الاعتماد على الطلمبات الحبشية في توفير مياه الشرب والقضاء على طريق المناوبات لتوفير خدمات مياه الشرب حتى اصبح نسبة تغطية خدمات الصرف الصحى بالقرى يفوق العديد من دول العالم ومن خلال مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة ضمن جميع سكان الريف دخول جميع المرافق وأصبحت قرى تتمتع بحقوقها الإنسانية التى حرمت منها لعقود.
لقد تركنا القرى والنجوع لاكثر من 50 عاما تعيش في الظلام والحرمان من الخدمات الأساسية حتى أصبحت طاردة للسكان مما شكل عبئاً على عواصم المحافظات والقاهرة الكبرى ومنذ عشر سنوات ومع تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة شعر الريف المصري انه في محور اهتمام الدولة المصرية من خلال العديد من الخدمات التي بدأت تقدم له والمشروعات التنموية المختلفة التي بدأ تنفيذها والتي تشمل الرعاية الصحية والاجتماعية وتوفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحى والإسكان وغيرها من الخدمات الأخرى حتى تحول الريف المصرى الى واحة للرقى والنظافة والقضاء على الامراض المترتبة على عدم الاهتمام بمشروعات المياه والصرف الصحى.
وكان صعيد مصر اكثر المستفيدين من هذه المشروعات والمبادرة العملاقة بعد ان كان خارج اهتمامات الدولة واقصى أحلام اهالى الصعيد وجود لمبة كهرباء تضىء ليله فقط حتى جاءت حياه كريمة لتغيير الحال طالبت العديد من القرى بعد تطويرها بتحويلها الى مدن.
اعتمدت سياسة قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية منذ عام 2014 على تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحى بمــد الخــدمــة والتوســــع فيهــا في المنــاطق المحرومــة والامتــدادات والتوسـعات، وضـمان اسـتدامة تقديم الخدمات لكافة المواطنين بالحضـر والريف بالجودة المطلوبة والتكلفة المناســـبة لتحســـين مســـتوي المعيشـــة وتحسين النظم التشغيلية وأداء مقدمي الخدمة من خلال رفع كفـاءة مقـدمي الخـدمـات ومتـابعـة الأداء طبقـاً لمعـايير تهـدف إلى استدامة وجودة خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وتعزيز إطار عمل القطاع القومي و ضبط الأطر المؤسسية والتشريعية الخاصة بالقطاع.
لم يكن نجاح وزاة الإسكان في توفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحى قائم على الصدفة وانما على اســــس ومعـايير فنيـة وبيئيـة واقتصــــاديـة، واجتمـاعيـة، ومـاليـة وعلمية ، وجغرافية بعد ان حددت الخطوات المطلوبة والاستفادة من كل نقطة مياه و الحماية الناتجة من عمليات معالجة الصـــرف الصـــحي وتحويلها إلى طاقة للاستفادة منها وتحقيق التوازن بين مقـدمي الخـدمـات ومتلقي الخـدمـات والعمـل علي زيـادة رضـــــاء العملاء والتـأكـد من توافر الخـدمـات بـالجودة المطلوبـة والسعر المناسب والعمــل على تنفيــذ المشــــروعــات التي تحول دون التــأثر بــالتغيرات والمناخية بهدف الحفاظ على الامن المائي.
اعتمدت رؤية قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى منذ عام 2014 على ترشـيد اسـتهلاك المياه وتعظيم الاسـتفادة من الموارد المائية المتاحة من خلال صـــياغة ســـياســـات الإمداد بمياه الشـــرب وترشـــيدها مع تعظيم الاســــتفادة من الموارد المائية المتاحة للدولة مع الحفاظ على المياه الجوفية للأجيال القادمة وعدم اهدارها والاعتماد على ميـاه التحليـة وتغطية كافة مناطق الجمهورية وتشــجيع الصــناعة المحلية من خلال دعم الصــناعة المحلية للمكونات المُستخدمة في تنقية مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي وإشــراك القطاع الخاص في تقديم الخدمات اتســاقا لما تضــمنته وثيقة سياسة ملكية الدولة والعمل على تحقيق الاســـتدامة المالية لقطاع مرافق مياه الشـــرب والصرف الصحي والإدارة الفعالة للأصول للحفاظ على الاستثمارات.
شـهدت مصـر منذ عام 2014 وحتى الان طفرة غير مسـبوقة في الانتهاء من تنفيذ مشـروعات البنية الأسـاسـية من مرافق مياه الشـــرب والصـــرف الصـــحي او البدء في تنفيذ مشـــروعات جديدة والتي تُســـهم في رفع نســـب الخدمة بالحضـــر والريف ووصـــول الخدمة بالجودة المطلوبـة لكـافـة أنحـاء الدولة المصــــرية وبلغت 3250مشروعاً لمياه الشرب والصرف الصحي بتكلفة إجمالية حوالي 536.2 مليار جنيه و تصـل إجمالي مشـروعات مياه الشـرب التي تم تنفيذها والجاري تنفيذها إلى 990 مشـروعاً لمياه الشـرب لتحسـين خدمات مياه الشـرب بتكلفة 259.6 مليار جنيه. بطاقة 15.75مليون متر مكعب يوميا وتنفيذ 2260 مشــروعاً للصــرف الصــحي بالحضــر والريف بتكلفة 276.7 مليار جنيه بطاقة 10.07 مليون متر مكعب يوميا وخلال 40 عاما الماضية لم تتمكن الدول من وضع مخططاً عاماً لتنمية الريف المصرى وتقديم خدمات مرافق متميزة وتركت المواطن يعتمد الصرف الصحى العشوائى ومياه الشرب من الطلمبات الحبشية ومع ايمان الدولة المصرية بحقوق اهالى القرى والنجوع والكفور نفذت مشروعات صرف صحى معالج ثنائيا وثلاثيا بالرغم من ارتفاع تكلفة هذه المشروعات ولكنها رأت ان مواطني الريف المصر لهم حقوق كاملة في الاستفادة من هذه الخدمات حتى احتلت مصر حاليا في تقديم خدمات مياه الشرب والصرف الصحى مكانا متميزاً يتناسب مع طموحات الشعب المصرى الذى كان متعطشا للحصول على هذه الخدمات ولم يحصل عليها من قبل واصبح اهالى الريف المصرى بالصعيد والدلتا وعلى مستوى الجمهورية مدينين بالفضل للمبادرة الرئاسية حياة كريمة التي حولت الظلام الى نور ومن قرى طاردة للسكان الى عودة المهاجرين لها ورغبة الكثير من سكانها في الرحيل اليها والاستقرار بها.
وفى ظل ندرة المياه كان واجبا على قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى بوزارة الإسكان البحث عن مشروعات صرف صحى يمكن الاستفادة من معالجتها في اعمال ال زارعة حتى جاء مشــروعي محطتي معالجة المحســمة وبحر البقر لمعالجة المصــارف بتكلفة 16 مليار جنيه مما ساعد على زيادة الاف الأفدنة لم يكن الوصول بنسبة تغطية المياه الى 99 ٪ لعـام 2024 من جملـة عـدد السـكان بالجمهورية امر سهلا ولكن كان الهدف استدامة الخدمة وانتظامها والعمل على تجهيز بنية الاحلال والتجديد لها بشكل مستمر ووضع مخطط عام للتوسع وزيادة عدد السكان مما جعل قطاع المرافق يضع مخطط عام حتى 2030 وخطة أخرى حتى 2050 تشمل التوسع الكامل في المحطات والخطوط والشبكات ومحطات تحلية مياه البحر وترشيد الاستهلاك بعد وصـل عدد محطات مياه الشـرب بكافة أنواعها السـطحية و الارتوازيـة و التحليـة حاليا إلى 3050 محطـة ميـاه كما وصـــلت بأطوال شـــبكات 180 ألف كم، ومخطط زيادة الطاقة التصـميمية لمحطات التحلية على مســــتوي الجمهورية لتصــــل الي 48 مليون متر مكعب يوميا بنهاية عام 2027.
كما سـاهم تنفيذ المشـروعات بقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى إلى رفع نسـبة تغطية الصـرف الصـحي بالحضـر من 79 ٪ لعام 2014 إلى 96 ٪ لعام 2024 من جملة عدد السـكان الحضـــر على مستوى الجمهورية كما تم زيادة نســـبة تغطية الصـــرف الصـــحي بالريف المصــري من 12 ٪ لعام 2014 إلى 48 ٪ لعام 2024 من جملة عدد ســـكان المناطق الريفية من خلال عدد من المشروعات تم تنفيذها ابهر دول العالم الأخرى في سرعة التنفيذ وكفاءة التصميم ، ووصـــل عدد محطات معالجة الصـــرف الصحي بكافة أنواعها الابتدائية والثنائية والثلاثية إلى حوالي 588 محطة بطاقة 18.8 مليون متر مكعب يوميا بأطوال شــــبكات الصــــرف الصــــحي 91.3 ألف كم، و مخطط زيادة
الطاقة التصـــميمية لمحطات المعالجة على مســـتوي الجمهورية لتصـــل الي 22.3 مليون متر مكعب يوميا بنهاية عام 2027.
بخلاف المشـروعات التي تم وجاري تنفيذها لمياه الشـرب والصـرف الصـحي بالمرحلة الأولى من المبادرة الرئاسـية حياة كريمة والتي تصـل إلى 866مشــــروعاً لمياه الشــــرب بتكلفة حوالي 16.2مليار جنيه، و 2403 مشروعاً للصرف الصحي بتكلفة 118 مليار جنيه. بتكلفة اجمالية للمشروعات التي تم تنفيذها والجاري تنفيذها على مستوى القطاع الى686.5 مليار جنيه مصري خلال 10 أعوام سابقة.
هذه المشروعات التي تم تنفيذها كانت تحتاج الى خطة كبرى من وزارة الإسكان والمرافق لترشيد استهلاك الميــاه وتعظيــم الاستفادة من المــوارد المائيــة المتاحـــة وتم العمل خلال السنوات السابقة على الاستفادة من المــوارد المائيــة المتاحـــة وتقليل الفواقد في كميات مياه الشرب الى 17٪ بما يتناسب مع المعدلات العالمية بعد ان وصل لأكثر من 27٪ ونشــر الوعي بين المواطنين بأهمية الامن المائي وترشــيد المياه، وتم تقســيم الخطة إلى عدة محاور مختلفة منها محطات التحلية بالمدن الساحلية وقـد تم زيـادة عـدد محطـات التحليـة المنفذة من 36 محطـة تحليـة إلى 125محطـة تحليـة قـائمـة حالياً من خلال تنفيذ 89 محطة تحلية خلال ال10 ســنوات الســابقة و 12 محطـات تحليـة جـاري تنفيـذهـا ليصـــــل إجمالي عدد محطات التحلية على مســـتوي الجمهورية إلى 137محطة تحلية بمحافظات شـمال سـيناء و جنوب سـيناء والبحر الاحمر و مطروح و الاسـماعيلية و السـويس و بورسـعيد و المنصـورة، ومخطط الانتهـاء من المشــــروعات الجـاري تنفيـذها تبـاعا نهاية عام 2027 و وضع قطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحى مخطط التوســــع في إنشــــاء محطـات تحليـة ميـاه البحر لتوفير احتيـاجـات ميـاه الشــــرب تمتـد حتي ســــنـة 2050 بـالتعـاون مع الوزارات المختلفـة وعلى راسها وزارة الموارد المـائيـة والري لتوفير طـاقـة 9 ملايين متر مكعب يوميا في محـافظـات شــــمـال ســــينـاء و جنوب ســــينـاء و البحر الاحمر و مطروح و الســــويس الإسـماعيلية و بورسـعيد و الدقهلية و كفر الشـيخ و البحيرة و الإسكندرية وتحتوي الخطة 4 محاور رئيسية: المحور الأول توفير الاحتيـاجـات المـائيـة لحـل المشــــاكـل الحـاليـة والزيـادة الســــكـانيـة الطبيعية المستقبلية للمجتمعات السكانية القائمة والمحور الثانى توفير الاحتياجات المائية البديلة لإيقاف نقل مياه الشرب إلى محافظات مطروح
و البحر الاحمر و سيناء والمحور الثالثتوفير الاحتياجات المائية البديلة لمياه المحطات السـطحية و المحور الرابع توفير الاحتياجات المائية المطلوبة للتنمية العمرانية مع التوسع في إنشاء محطات المعالجة الثنائية والثلاثية وتم إنشــــاء محطات معالجة الصــــرف الصــــحي الثنائية والثلاثية ورفع كفاءة محطات المعالجة القائمة بهدف تحســين جودة مياه الصــرف الصــحي المعالج بما يســــمح بالخلط وإعادة الاســــتخدام، و تم الانتهاء من تنفيذ 588 محطة معالجة على مسـتوي الجمهورية منها محطات معالجة ثلاثية ومحطات معالجة ثنائية بخلاف 305 محطـة معـالجـة جـاري تنفيـذهـا بطـاقـة 4.5 مليون يوميا تتضمن المحطات الجاري تنفيذها ضمن المرحلة الاولي لبرنامج تطوير الريف المصري بمبادرة حياة كريمة ويصل إجمال عدد محطات المعالجة المنفذة والجاري تنفيذها إلى 893 وتم التوافق على تنفيذ 7مشــروعات لمحطات معالجة للصــرف الصــحي والصــرف الصـناعي بمشـاركة القطاع الخاص وفقاً لوثيقة سـياسـة ملكية الدولة من إجمالي 9 مشروعات تشمل المرحلة الثالثة من محطة معالجة غرب أكتوبر بطاقة تصـميمية 150 ألف متر مكعب والمرحلة الاولي من محطة معالجة الصـــرف الصـــناعي بمدينة الســـادات بطاقة 100 ألف متر مكعب يوميا والمرحلة الاولي من محطة معالجة الصــرف الصــناعي بمدينة بني ســويف الجديدة بطاقة تصميمة 25 ألف متر مكعب يوميا والمرحلة الاولي من محطة معالجة الصــرف الصــناعي بمدينة المنصــورة الجديدة بطاقة تصميمية 10آلاف متر مكعب يوميا وتوســـعات محطة معالجة الصـــرف الصـــحي زنين بمحافظة الجيزة بطاقة تصميمية 100 ألف متر مكعب يوميا لتصل إلى 500ألف متر مكعب يوميا وتوســعات محطة معالجة رشــيد بمحافظة البحيرة بطاقة تصــميمة 40ألف متر مكعب يوميا لتصل إلى 60 ألف متر مكعب يوميا .
كما تم تنفيذ أكبر مشــــروعين لإعادة اســــتخدام مياه الصــــرف الزراعي المختلط محطة معالجة مصـرف المحسـمة و محطة معالجة مصـرف بحر البقر، وجاري تنفيذ محطة معالجة مصـرف الحمام.
الخلاصة أن ما شهده الريف المصرى بشكل عام، قرى ونجوع والصعيد بشكل خاص في مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب غير مسبوقة، وكان سببأ في تغيير شكل الحياة، وتطرير مستوى المعيشة