جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى موقف مصر الثابت بضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف اطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن والأسرى وانفاذ المساعدات الإنسانية، مشددا على اعمار غزة دون تهجير الشعب الفلسطينى المتمسك بأرضه.
أكد الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز بمدريد والذى يأتى فى اطار الزيارة الرسمية التى يقوم بها الرئيس السيسى للمملكة الإسبانية تقدير مصر لموقف دولة اسبانيا العادل والشجاع والصادق بشأن القضية الفلسطينية مشيدا بقرار اسبانيا الشجاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
قال إن الازمات الاقليمية والحرب فى غزة كانت محورا للمباحثات مع رئيس وزراء اسبانيا، حيث اكدنا ضرورة التنفيذ الكامل لوقف اطلاق النار بقطاع غزة.
وتناولت المباحثات الثنائية مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الاوضاع الاقليمية حيث تم التأكيد على اتفاق اسبانيا الكامل مع موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين وانها سوف تدعم كل ما سوف يصدر عن القمة العربية المرتقبة التى سوف تعقد فى مصر بشأن مسألة اعادة اعمار قطاع غزة والخطة المصرية فى هذا الشأن وبما يضمن بقاء الفلسطينيين على ارضهم مع التشديد على ضرورة تطبيق حل الدولتين.
الرئيس شدد على ضرورة تعزيز تواجد الاستثمارات الإسبانية والبناء على قصص نجاح الشركات الإسبانية العاملة فى مصر، مشيرا إلى أن زيارته الثانية إلى مدريد تعكس الرغبة الصادقة فى تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين والتعاون المثمر بينهما على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين.
وسجل الرئيس السيسى «إعجابه وتقديره الشديد واحترامه لدولة إسبانيا على مواقفها العادلة والشريفة والصادقة»، معربا عن خالص شكره وامتنانه للحفاوة التى تلقاها منذ وصوله إلى مملكة إسبانيا الصديقة».
وأضاف السيسى أنه فى إطار العلاقات الثنائية بين البلدين والسعى المتواصل لتطويرها، وقع الجانبان المصرى والإسبانى أمس، وثيقة لترفيع العلاقات الإسبانية المصرية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والتى يتطلع الجانبان إلى تطبيقها بشكل فعال جنبا إلى جنب مع جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بينهما بهدف تعميق التعاون الاقتصادى والاستثمارى وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وللأمور التى حظيت بأهمية كبيرة خلال المباحثات أمس.
وأشار السيسى : «أبدينا حرصنا على تكثيف التعاون فى توطين الصناعات بمصر فى كافة المجالات بما فى ذلك مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة والنقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات فى موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية فى ظل ما تمثله مسألة الأمن المائى من أهمية بالغة لمصر».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الأزمات الإقليمية كانت محورا مهما خلال المباحثات حيث استعرضنا التطورات المتعلقة بالحرب فى قطاع غزة ومستقبل القضية الفلسطينية، وأكدنا فى هذا السياق على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة واستمرار تبادل الرهائن والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ أهالى غزة من الأوضاع المأساوية التى يعانون منها.
وأضاف الرئيس السيسى «اتفقنا على ضرورة السعى والدفع لإحياء عملية السلام بهدف إقامة دولة فلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وتم التأكيد على أهمية دعم المجتمع الدولى وتبنى خطة إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الشعب الفلسطيني، وأكرر دون تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التى يتمسك بها ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه بما يضمن البدء الفورى فى عمليات الإغاثة والتعافى المبكر».
وتابع «أكدنا أيضا على ضرورة دعم المنظمات الدولية العاملة فى المجال الإنسانى بالقطاع، وفى مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التى لا يمكن الاستغناء عنها فى تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطيني».
ولفت الرئيس السيسى إلى أن المباحثات مع رئيس الوزراء الإسبانى تناولت التطورات التى تشهدها سوريا، حيث أكدت دعم مصر الثابت للشعب السورى الشقيق والوقوف إلى جانبه لتحقيق تطلعاته المشروعة، وتم التوافق فى هذا الإطار على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها مع أهمية بدء عملية سياسية شاملة فى سوريا بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري، فضلا عن رفضنا التام للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للجولان.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن المباحثات تناولت أيضا الأوضاع فى لبنان، حيث تم الترحيب بانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والتأكيد على أهمية الالتزام بتنفيذ وقف الأعمال العدائية وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضى اللبنانية.
ولفت إلى أن المباحثات شهدت كذلك الاتفاق على أهمية تكثيف التعاون لوقف الهجمات ضد السفن التجارية فى مضيق باب المندب، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية فى منطقتى القرن الإفريقى والساحل والصحراء.
وأعرب الرئيس السيسي،فى ختام كلمته، عن خالص الشكر على دعوته لزيارة مملكة إسبانيا، وتطلعه للترحيب برئيس الوزراء الإسبانى وملك وملكة إسبانيا فى مصر، والمشاركة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى أن هذه الزيارات ستسهم فى تعميق علاقات التعاون وترسيخ أواصر الصداقة التاريخية الممتدة التى تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين.
ومن جانبه أكد رئيس وزراء أسبانيا بيدرو سانشيز رفض بلاده التهجير القسرى للشعب الفلسطيني.
وقال سانشيز «نرفض بشدة وحسم تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة.. إن قطاع غزة للفلسطينيين ومستقبلها فلسطيني، وطردهم عمل غير أخلاقى يتعارض مع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة، وسيكون سببًا مزعزعًا للاستقرار على الصعيد الإقليمى والدولي».
وأضاف أن أسبانيا ستواصل دعم الحلول السياسية للقضية الفلسطينية وتحديدًا «حل الدولتين»، واصفا القمة العربية المقبلة بأنها مهمة جدا.. وقال «إننا نؤيد المقترح الذى ستخرج به القمة العربية التى ستستضيفها القاهرة فى 4 مارس لإعادة إعمار غزة».
وأشاد رئيس وزراء إسبانيا بالجهود المصرية المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وللتحقق من تطبيق الاتفاق، مضيفا أنه حان الوقت للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وبالتالى لابد وأن تشمل تحرير كل الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كثيف.
وأشار سانشيز، إلى أن إسبانيا لديها جنود بالبعثة الأوروبية فى معبر رفح، معربا عن دعم بلاده لمؤتمر قمة السلام الذى سينعقد فى نيويورك، فى يونيو المقبل، مشددا فى الوقت ذاته على أهمية الحوار الأوروبى العربى فى هذا الشأن.
وقال إن العالم يمر بظروف غامضة ومرتبكة، ما يجعل التعاون بين الشركاء فى هذا الوقت أكثر أهمية، منوها بأن مصر وإسبانيا تستطيعان من خلال الشراكة الاستراتيجية بينهما فتح مرحلة جديدة حافلة بالإمكانات لبناء علاقات أمتن من أجل مزيد من الازدهار والرخاء للشعبين.
وقال إن الصداقة بين البلدين ليست فقط على صعيد الحكومة ولكن على صعيد الشعبين، مبيناً انه بإمكان مصر وإسبانيا من خلال التعاون المشترك بناء مستقبل متألق للشعبين.
وحول العلاقات التجارية مع مصر، قال سانشيز: إن هذه الشراكة الاستراتيجية ستسمح بتعزيز العلاقات فى مجالات مهمة جدا بالنسبة إلى مواطنينا فى التجارة والاستثمار والتعاون الانمائى والشؤون الداخلية والهجرة والدفاع والثقافة والزراعة والصيد.
وأضاف أن شركات أسبانية كثيرة ترغب فى المشاركة بالمشاريع الاستراتيجية التى تطلقها حكومة مصر وهناك إمكانيات كبيرة لتعزيز هذا الحضور، مؤكدا أن منتدى الأعمال الذى سيجرى هذا المساء سيكون فرصة لاكتشاف المزيد من فرص الاستثمارية.
وأعرب عن طموحه لتعميق وتعزيز هذا التعاون فى مجالات استراتيجية مثل الطاقات المتجددة وإدارة المياه والأمن والدفاع، مضيفا أن لدى البلدين مستقبلا واعدا.
وأكد سانشيز أن زيارة الرئيس السيسى إلى أسبانيا مهمة فى الظروف القاسية والمعقدة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا غزة.. وقال «إنه لفخر وشرف أن نستقبل الرئيس السيسى فى مدريد فى زيارة رسمية وهى الثانية لاسبانيا».
ولفت إلى أن الشراكة الاستراتيجية مع مصر ستسمح بتعزيز العلاقات فى مجالات مهمة جدا بالنسبة لشعبى البلدين كالتجارة والاستثمار والتعاون الانمائى والشئون الداخلية والهجرة الداخلية والدفاع والثقافة والزراعة وصيد الاسماك.
وقال رئيس وزراء اسبانيا: قرر البلدان رفع العلاقات الثنائية الى مرتبة شراكة استراتيجية وبالتالى يكون لدينا الاطار السياسى الذى يستحقه.
السيسى وسانشيز.. ترفيع العلاقات بين القاهرة ومدريد إلى مستوى «الشراكة الإستراتيجية»
وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الاسبانى بيدرو سانشيز «أمس» الإعلان المشترك لترفيع العلاقات المصرية ـ الاسبانية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية».
جاء ذلك عقب مباحثات الرئيس السيسى ورئيس وزراء اسبانيا بمقر الحكومة فى العاصمة الاسبانية مدريد.
تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين
توقيع عدد من مذكرات التفاهم
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، فى مستهل جدول أعمال سيادته وزيارته للعاصمة الإسبانية مدريد، التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين مصر وإسبانيا، والتى تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات.
وجاءت الاتفاقيات الموقعة على النحو التالي:
> الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسبانيا، والذى وقّعه الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الحكومة الإسبانية.
> مذكرة تفاهم فى مجال التعاون الاقتصادى والاجتماعى والفنى والتجاري، وقّعها وزير الاستثمار والأعمال الإسبانى ونظيره المصرى حسن الخطيب.
> مذكرة تفاهم فى مجال الهجرة الدائرية، وقّعها وزير الإدماج والضمان الاجتماعى والهجرة الإسباني، ووزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطي.
> مذكرة تفاهم فى مجال التعاون السياحي، وقّعها وزير السياحة والصناعة الإسباني، ووزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطي.
> مذكرة تفاهم فى مجال البنية التحتية والنقل، وقّعها وزير النقل والتنقل المستدام الإسباني، ووزير النقل المصرى الفريق كامل الوزير.
> الإعلان المشترك لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة فى إفريقيا، وقّعه وزير الخارجية الإسبانى ونظيره المصرى بدر عبدالعاطي.
تأتى هذه الاتفاقيات فى إطار تعزيز التعاون الثنائى بين مصر وإسبانيا، بما يسهم فى دفع العلاقات الاقتصادية والتنموية بين البلدين نحو آفاق أرحب.