.. و«ريستارت» لتامر حسنى يلاحق بشراسة

رغم حماسة النجوم وحرارة المنافسة على شباك التذاكر، لم يكن موسم عيد الأضحى السينمائى 2025 استثنائيًا فى كل جوانبه؛ فبين تفوق لافت لأفلام بعينها وتراجع فى الحضور الجماهيري، بدأ المشهد وكأنه يخوض معركة «مشتعلة» فى ظل ظروف موسمية صعبة.
فى وقت تصدّر فيه كريم عبدالعزيز السباق بفيلمه الجديد «المشروع X» محققًا رقمًا قياسيًا تجاوز 7.5 مليون جنيه فى أول أيام العيد، عاد الفيلم ليتفوّق من جديد فى ثانى أيام العيد محققًا 11 مليونًا و111 ألفًا و231 جنيهًا، ثم واصل تربّعه على القمة فى ثالث أيام العيد بإيرادات بلغت 10 ملايين و541 ألفًا و524 جنيهًا، ليصل إجمالى ما حققه فى الأيام الثلاثة الأولى إلى نحو 29.1 مليون جنيه، بعدد تذاكر ضخم جعله على رأس قائمة الإيرادات دون منازع.
«المشروع X» من تأليف وإخراج بيتر ميمي، ويشاركه فى كتابة السيناريو أحمد حسني. ويشارك فى البطولة إلى جانب كريم عبدالعزيز كل من إياد نصار، ياسمين صبري، أحمد غزي، عصام السقا، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من ضيوف الشرف على رأسهم: ماجد الكدواني، كريم محمود عبدالعزيز، وهنا الزاهد.
الفيلم الذى اعتمد على حبكة تشويقية وتقنيات بصرية متقدمة، أعاد الجمهور إلى قلب الحدث منذ أول لقطة، وأكد مجددًا أن كريم عبدالعزيز أحد فرسان الشباك الأقوياء لهذا الموسم.
فى المقابل، جاء الفنان تامر حسنى ليشعل المنافسة بفيلمه «ريستارت»، الذى اقتنــص المركز الثانى محققًا أكثر من 6.5 مليون جنيه فى اليوم الأول، ثم ارتفعــــت إيـــراداته إلى 8 ملاييــــن و754 ألفًا و576 جنيهًا فى اليوم الثاني، قبل أن يضيـــف فى ثالــث أيــام العيد 9 ملايين و170 ألفًا و167 جنيهًا، ليصل إجمالى ما حققه إلى نحو 24.4 مليون جنيه فى ثلاثة أيام فقط، مع أداء قوى ومنافسة شرسة تجعله أقرب منافسى «المشروع X».
«ريستارت» من تأليف تامر حسني، وإخراج سارة وفيق. ويشارك فى بطولته إلى جانب تامر حسنى هنا الزاهد، عمرو عبدالجليل، شيرين، حمدى الميرغني، طه دسوقي، ومحمد رضوان، ويدور فى إطار يجمع بين الكوميديا والخيال العلمي، حول مطرب يعانى من أزمة فى حياته الفنية، فيخضع لتجربة تقنية تعيد له الذكريات، ليبدأ رحلة اكتشاف ذاته من جديد فى قالب يمزج بين الترفيه والرسائل الإنسانية.
أما فيلم «سيكو سيكو»، فيشارك فى بطولته النجمين عصام عمر وطه دسوقي، وهو فيلم درامى كوميدى يتناول قضايا اجتماعية معاصرة من خلال قصة شابين يحاولان تحقيق أحلامهما وسط تحديات الحياة اليومية. الفيلم من إخراج محمد صلاح وتأليف محمود يوسف. رغم مرور أسابيع على طرحه، لا يزال الفيلم محافظًا على تواجده فى دور العرض محققًا إيرادات جيدة نسبيًا، إذ حقق فى ثانى أيام العيد 561 ألفًا و30 جنيهًا، ثم أضاف فى ثالث أيام العيد 551 ألفًا و913 جنيهًا، ليبلغ إجمالى ما حققه خلال اليومين الأخيرين نحو 1.1 مليون جنيه، مما وضعه فى المركز الأخير من حيث الإيرادات اليومية، مع استمرار وجود زخم دعائى يدعمه جزئيًا فى المنافسة.
اللافت فى موسم العيد الحالى كما يؤكد مجدى عبد العظيم، مدير إحدى دور العرض، هو قلة عدد الأفلام المتنافسة مقارنة بمواسم سابقة، وهو ما منح مساحة أوسع لكل عمل لتحقيق أكبر استفادة جماهيرية وتسويقية. لكن المفارقة كانت فى التراجع النسبى بالإقبال الجماهيري، والذى أرجعه إلى موسم الامتحانات، وعلى رأسها امتحانات الثانوية العامة، التى أوشكت على الأبواب، ما دفع شريحة واسعة من الأسر والطلاب إلى تجنّب الخروج والازدحام.
ويرى صلاح منصور، مدير عام إحدى دور العرض، أن هذا الموسم السينمائى شهد توازنًا بين الأعمال الجماهيرية ذات الطابع التجارى مثل «ريستارت»، ومحاولات تقديم محتوى فنى مختلف كما فى «المشروع X»، ما أعاد بعضًا من الثقة فى السوق، وإن كانت الأرقام تحتاج إلى قراءة أعمق خلال الأيام المقبلة.
ويبقى السؤال مطروحًا بقوة: هل يُحسم السباق مبكرًا لصالح كريم عبدالعزيز؟ أم أن الأيام القادمة تحمل مفاجآت قد تغير ملامح خريطة الإيرادات؟