عندما كنت أحاور والدى – رحمه الله – فيما أقابل من أحداث مرت على مدار اليوم.. ملاحظات سلبية تخالف ما تعلمته أنا واخوتى منه تؤكد إيمانه المطلق بأن الدنيا بخير.. وأن علينا نحن المصريين أن نترجم حبنا وانتماءنا للوطن الغالى.. جهداً طيباً وسلوكاً صائباً.. كان رد والدى الدائم.. يابنى لا تنظر إلى النصف الفارغ من الكوب.. بل ابحث دائماً عن الخير فى النصف المملوء.
حكمة استفدت منها طوال مشوار الحياة وعلمتها لأبنائى وتلاميذى انعكس على عملى فى بلاط صاحبة الجلالة.. مندوباً ومحققاً وكاتباً وحتى الآن.. ترجمت ذلك من خلال الحاسة السادسة التى دربنى عليها أساتذتى الراحلون.. استخدمتها أثناء النهار وعند العودة فى المساء متأملاً الحياة من حولى.. ومظاهرها سواء التى اقتحمتها ولست طرفاً فيها أو مرت عليها العين.. اهتممت بأداء الموظفين الذين قابلتهم أثناء العمل أو كان لى عندهم طلب.. شهادة.. حوار سريع حول أسلوبهم فى العمل.. أمنياتهم فى الترقى.. إلخ.. ومعها بالطبع ملاحظات أجملها من الموجودين فى المكان.. أو حواديت المقاهى وسهرات العائلة والزملاء.
فى الشارع كنت أتأمل بتلقائية.. تعامل المارة والباعة مع الشارع.. وأولئك الأشخاص الذين يميطون الأذى عن الطريق.. يروى شجرة.. أو يطعم قطة أو كلباً.. يعبر بعجوز أو مريض الطريق.. ذلك الإلتفاف التلقائى عند وقوع حادث سيارة أو سقوط شخص مغمى عليه.. وأشعر بذلك الترابط الوثيق بين المصريين فى حالات الفرح والأحزان.. والتكافل الاجتماعى المغروس فى القلوب.
وعندما استقر نظام المحليات فى البلاد.. واعتمدت قواعد المهام والواجبات لأجهزة المحليات.. وتعددت خدماتها وتزايدت معها أمانى المواطنين.. وجدت نفسى أعطى مساحة أكبر لشئون وشجون المحليات.. انطلاقاً من اننى أصبحت ضمن المواطنين المتطلعين لخدمات وأخبار سارة.. يتطلع إليها المواطن والمسئول.
فى هذا المجال والحق يقال تجربة التواصل جاءت إيجابية إلى حد كبير.. واليوم أثمرت عن آخر مستجداتها.. استجابة مضيئة.. غلفها الحب والمسئولية.. منبعها الإدارة المسئولة عن الإنارة.. فى حى عين شمس العريق.. برئاسة المهندسة سهير.. الدينامو الذى لا يهدأ.. وزودتها بروح العمل والمودة، حيث بدأت الحكاية باتصال تليفونى من المهندس الشاب عبدالوهاب المهندس المسئول.. الذى اتصل بنا يعلمنا عن حضوره غداً لفحص مشكلة «كابولى» شارع تمام.. المطفى منذ أكثر من ثلاثة شهور.. جاء المهندس عبدالوهاب ومعه الفنيون والعمال.. وسيارة البرج الشامخة.. ولم يكتف بفحص الكابولى المعطل.. وإعادة التشغيل.. بل جعلها جولة صيانة وفحص للمربع السكنى كاملة.. أحس بها السكان وبادروا بالترحيب بالفريق وكنت شاهد عيان.. لعمل دءوب متكامل.. يطمئنا على نشاط المحليات ويستحق الشكر ومعه إحساس بالواجب الصادق تجاه المهندس الشاب.. وبارك الله سبحانه فى جميع العاملين.