- أدباء وأكاديميون: “أبوسعود” منارة أضاءت بعطاءاتها الثقافة العربية والعالمية
تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الصباح، أقامت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، اليوم الأربعاء، منارة الأديب الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الثلاثين، وبالتزامن مع احتفالية “الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025″، وذلك تقديرًا للإسهامات الكبيرة للبابطين في واقع الثقافة العربية والعالمية، ومساعيه في المجالات الإنسانية ودفاعه عن السلام العالمي.
جانب من فعالية “منارة الأديب الراحل عبدالعزيز سعود البابطين”
خلال الفعالية شاهد الحضور عرضًا مرئيًا لتقرير وثائقي تناول مسيرة البابطين، وما قدمه من مجهودات على مدى سنوات طويلة بإصرار وصبر، حتى أصبح لمؤسساته الثقافية مكانتها في نشر الثقافة والوعي والدعوة إلى السلام، وتقريب وجهات النظر من خلال الشعر بصوره الإنسانية العالمية.
د. محمد الجسار: عبدالعزيز البابطين أحد أعلام الثقافة العربية
أشاد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، في كلمته، بما قدمه الشاعر عبدالعزيز البابطين من إنجازات ثقافية مهمة ليس في الكويت فقط، ولكن في مختلف الدول العربية والأجنبية.
وقال الجسار: نحتفي اليوم بذكرى قامة أدبية سامقة، أحد أعلام الثقافة والإبداع في وطننا الحبيب، الأديب الراحل عبدالعزيز البابطين الذي كان مثالًا حيًا للعطاء الثقافي والإنساني، حيث كرس حياته لخدمة الأدب العربي والشعر تحديدا، مؤمنا بأن الثقافة جسر بين الشعوب وأداة للارتقاء بالإنسانية.
وأضاف: إن هذا التكريم هو أقل ما يمكن أن يقدم لهذه الشخصية الاستثنائية، التي كان لها بصمة واضحة في دعم الثقافة من خلال مؤسسته الرائدة وجوائزه الأدبية المرموقة. وقام د. محمد الجسار بتكريم عائلة البابطين ممثلة في أسامة البابطين، بدرع تذكارية.
فعاليات “منارة الأديب الراحل عبدالعزيز سعود البابطين”
وبدأت فعاليات ندوة المنارة التي أدارها الإعلامي القدير يوسف الجاسم، وتحدث فيها وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف عن الجانب الشخصي في شخصية البابطين، فيما تطرق وزير التربية الأسبق د. رشيد الحمد إلى الجانب العلمي والعملي وإسهاماته المحلية، وتحدث أ.د عبدالله التطاوي، عن الإسهامات العربية والعالمية للمحتفى به. بالإضافة إلى شهادة من وزير الإعلام البحريني الأسبق نبيل الحمر، وشهادة أدلى بها د. سالم خدادة، فيما ألقى الشاعر عبدالله الفيلكاوي قصيدة “نجم السراة”.
يوسف الجاسم: المدافع عن اللغة العربية وفارس التقريب بين الحضارات
وقال يوسف الجاسم: ما أسهل على الباحث أن يختار البحث أو الكتابة أو الحديث عن الأديب عبدالعزيز سعود البابطين الذي كان (مؤسسة في رجل)، يجترح المبادرات الفكرية والثقافية والاجتماعية والانسانية وينفذها من حر ماله بأساليب تعجز عنها الكثير من الدول.
وأضاف الجاسم: كان هو الأستاذ والشاعر والمعلم والرائد الثقافي وفدائي الذود عن حياض اللغة العربية والشعر العربي والأديب والقناص ورجل الأعمال ومهندس العلاقات الانسانية والاجتماعية، وفارس التقريب بين الحضارات، واجتمعت به مناقب العصامية والإقدام والعزيمة والحكمة في آن معاً، وهكذا كان المرحوم العم عبدالعزيز البابطين.
د. رشيد الحمد: “البابطين” كان حريصًا على أن يظل اسم الكويت حاضرًا
وأشار د. رشيد الحمد في ورقته البحثية إلى محافظة البابطين- رحمه الله- على القصيدة العربية، من خلال مؤسساته، والجوائز الشعرية التي تُمنح للشعراء الفائزين في مسابقات المؤسسة، وكذلك تأسيسه لأضخم مكتبة عربية تُعنى بالشعر، وإصدار المعاجم، وأكثر من 600 كتاب، إلى جانب نشاطاته في العلم والتعليم، من خلال بناء المدارس في مختلف بلدان العالم، كما أنه كان حريصاً على أن يظل اسم الكويت حاضراً، ونشره للغة العربية، والدفاع عن وجودها، بفضل حسه العروبي العالي.
سامي النصف: أرى فيه فرسان العرب
وتناول سامي النصف الجانب الإنساني في البابطين رحمه الله، مؤكداً أنه مجموعة دكاترة وسفراء ومنارات، وأنه فيلق من الدول، وأن سيرته فيها الكثير من الدروس التي يجب أن يطلع عليها النشء والشباب للاستفادة منها، حيث بدأ النبوغ يظهر عليه مبكراً كما عمل في المجال التجاري منذ الصغر، واستفاد ثقافياً من عمله أمين مكتبة الشويخ، فقد كان يعمل في ثلاث وظائف في آن واحد، وكانت له آراء حكيمة خصوصاً في مسألة حوار الحضارات بدلاً من مفهوم صراع الحضارات، وقال: أرى في البابطين فرسان العرب.
د.عبدالله التطاوي: رجل استثنائي وصاحب فعل ثقافي وإنجاز حقيقي
أكد د. عبدالله التطاوي أن البابطين رجل استثنائي بكل المعايير، وصاحب فعل ثقافي وإنجاز حقيقي، وهذا ضد فلسفة الشعارات، كما أنه صاحب مبادرة.. لم يترك شاردة في العالم إلا وصحح من خلالها صورة المسلم الحقيقي، حيث إنه شخصية موسوعية شارك في كل مناحي العلم،
وأوضح أن البابطين انطلق من الهوية الكويتية الوطنية التي كان المعيار الذي تعامل به مع كل البلدان… وشغل نفسه بحوار الحضارات، ونال جائزة الأمم المتحدة في اليوم العالمي للغة العربية… وأسس للغة العربية منارات في كل دول العالم.
نبيل الحمر: الراحل موسوعة أدبية وثقافية وعلمية.
وفي شهادته أوضح نبيل الحمر أنه كان يسمع عن البابطين رحمه الله ولم يلتق به، وحين التقاه وجد فيه شخصية نادرة، وأن مشاعر واحدة في النتائج التي يمكن تحقيقها جمعتهما، وأكد أنه شخصية متعمقة في الشعر والثقافة وموسوعة أدبية وثقافية وعلمية، وأن الجميع اتفق على محبة البابطين رحمه الله. وفيما يخص ديوان “بوح البوادي” للبابطين، أوضح أنه يحمل الأصالة بكل معانيها،
وقال: العم عبدالعزيز سعود البابطين رحمه الله اهتم بالشعراء وشعرهم العربي الأصيل.. وأنشأ مؤسسة (جائزة عبدالعزيزسعود البابطين للإبداع الشعري) ومكتبة للشعر العربي، وتبني إصدار عشرات الدواوين الشعرية والدراسات النقدية عن الشعر لشعراء من مختلف الأقطار العربية دون تمييز أو تجاهل للأدباء من كل بلد. وقد كان لنا شرف استضافة (دورة علي بن المقرب العيوني) في مملكة البحرين في عام 2002م.. والتي كانت من أنجح الدورات التي بذل فيها العم بوسعود الجهد الكبير لإقامتها.. وكنت انا شخصيا سعيداً بتنظيم هذه الدورة في البحرين وكنت أيضاً سعيداً وفخوراً في التعامل والتعاون الراقي مع العم عبدالعزيز البابطين.
سالم خدادة: “البابطين” فتح من خلال الشعر أبواب الحب والسلام
وفي شهادته تحدث د. سالم خدادة عن جانبين خلال علاقته بالبابطين رحمه الله، الجانب الأول “العام”، ويتصل بالشعر العظيم الذي فتح من خلاله أبواب الحب والسلام، حيث إن البابطين أحب الشعر وشجع الشعراء، وحقق الكثير من الإنجازات في سبيل ذلك، والجانب الثاني “الخاص”، تطرق فيه خدادة إلى علاقته بمؤسسة البابطين للشعر العربي، في وقت مبكر، واشتراكه في أنشطتها، كما أن المؤسسة استضافته في الكثير من أنشطتها داخل وخارج الكويت.
قصيدة “نجم السراة” للشاعر عبدالله الفيلكاوي
فيما ألقى الشاعر عبدالله الفيلكاوي قصيدة “نجم السراة”، منوّها في البداية إلى أن البابطين رحمه الله أكبر من أن تُقال فيه قصيدة مدح أو رثاء… ومن ثم فقد عبرت القصيدة- التي حازت على استحسان الحضور- عن مدلولات شعرية، ضمنها الشاعر بمفردات عميقة تارة وبسيطة تارة أخرى، وبالتالي جاءت القصيدة متكاملة ومعبرة عن الجو الاحتفائي الذي يعيشه الجمهور خلال المنارة، حيث تؤكد القصيدة أن البابطين مجموعة متكاملة من الإنسانية والأفكار المحبة للسلام.
معرضان للصور والمطبوعات والكتب
وعلى هامش المنارة شاهد الحضور معرض الصور، الذي احتوى على لقطات صور للمحتفى به الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين رحمه الله، خلال الأمسيات والندوات والملتقيات التي أقامتها مؤسسته الثقافية في الكويت والبلدان العربية والأجنبية. بالإضافة إلى افتتاح معرض المطبوعات والكتب، خصوصاً إصدارات مؤسسة البابطين الثقافية من المجلدات والإصدارات والمعاجم، أسهمت في إثراء الثقافة العربية.
واختتمت الندوة فقراتها بجولة في الدور الثالث من المكتبة للاطلاع على مقتنيات الراحل والشهادات والأوسمة التي حصل عليها.