طلقات نارية في الأفراح ومواكب الزفة بإستهتار وتهور تحصد أرواح الأبرياء يوميًا في كل مكان وبلا ذنب لتتبدل الزغاريد بالصراخ والعويل.. وآخر تلك المأسي مقتل طفل بصعيد “قنا ” برصاصة في “العين” من والد العريس دون قصد.. وفي الفيوم وبنفس الطريقة سقط شقيق العريس جثة هامدة بطلقة طائشة من أحدالمعازيم.. تم القبض علي المتهمين وتباشر النيابة التحقيق.
ضرب النار بعشوائية في أفراح الشوارع عادة سيئة قديمة تنتشر في الأحياء الشعبية وقري الريف بالوجهين القبلي والبحري ويجب التخلص منها بالوعي لما تسببه من كوارث لخروجها دوما عن السيطرة بقيام كل من “هب ودب ” باستخدام السلاح للتعبير عن فرحتة بالعروسين ليغتال الرصاص الاعمي ارواح البشر بدون ذنب.. وينتهي الأمر بمأتم وكأنها “جنازة مش جوازه” الامر الذي يتطلب رفع شعار “اللي يحبنا ميضربش نار”.
طفل قنا
ونروي تلك المأسي للتوعية والعظة والعبرة لمن يعتبر.. وقد دارت أحداث القصة الأولي بإحدي قري مركز قوص بمحافظة قنا وراح ضحيتها التلميذ “أحمد 11 عامًا” عندما توجه بصحبة الأهل لحضور حفل عرس مقام بأحد شوارع البلدة والذي امتلأ عن أخره بالمعازيم والمحبين وسط جو من البهجة والفرحة.. الكل في ذلك الوقت يعبر عن فرحته وبطريقته بدون ضابط أو رابط وزي مابيقولوا “مولد وصاحبه غايب”.. طلقات الرصاص بلا حساب هنا وهناك.. وجلسات “الأنس والفرفشة والصهلله” تمتد حتي الصباح في غيبة الرقابة وباستهتار شديد.

رصاصة بالعين
هكذا تسير الأمور غالبا الي ان حدث في تلك الليلة مالا يحمد عقباه ولم يكن في الحسبان عندما خرجت رصاصة طائشة من والد العريس لتستقر في عين الصغير “ملاك الجنة البريء أحمد” ليسقط غارقا في الدماء وتصمت فجأة أصوات الفرحة ويحل مكانها الصرخات والعويل ويسرع الجميع بنقلة للمستشفي في محاولة لإنقاذ حياته لكن بلافائدة فقد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته وتم التحفظ علي جثمانة بثلاجة حفظ الموتي تحت تصرف النيابة لتحديد سبب الوفاة بمعرفة الطب الشرعي قبل تصريح النيابة بالدفن وتسليمها للأهل.
والد العريس
فور إبلاغ رجال المباحث انتقلوا الي مكان البلاغ وبعد الفحص والتحري كانت المفاجأة بإن والد العريس هو المتهم وتم القبض علية بالسلاح المستخدم في الحادث منهارا يبدي دموع الندم ويعض علي أنامله بعد فوات الاوان حزنا علي الفرحة التي تحولت لمأتم ودمرت مستقبله.. تحرر محضرا بالواقعة وقررت النيابة حبسه علي ذمة التحقيقات.
الحادث الثاني
أما المأساة الثانية فهي لشاب يدعي “رمضان” من احدي قري مركز إبشواي بمحافظة الفيوم والذي كان يتابع حفل عرس شقيقه ويستقبل المعازيم والمدعوين مع الأهل والأحباب.. ووسط زغاريد وطبول الفرحة يقوم بتقديم واجب الضيافة لهم دون أن يدر بما يخفية لة القدر وأنها مجرد لحظات وداع مع المحبين.. عندما انطلقت رصاصات الفرح بعشوائية وبحالة من الفوضي ممن حضروا للمجاملة لتخترق احداها رأسه بدون قصد ويسقط مضرجا في دمائه جثة هامدة في مشهد حزين بدل الفرحه بالصراخ والعويل ولطم الخدود.

شقيق العريس
أسرع العريس تاركًا كل شيء تسبقه دموعه وتتعالي صيحاته للحاق بشقيقه الضحية مسرعين به للمستشفي في محاولة لإنقاذ مايمكن انقاذه لكن الأطباء أخبروهم بوفاته وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته لينزل عليهم الخبر كالصاعقة.. تم التحفظ علي الجثة بثلاجة حفظ الموتي لتكون تحت تصرف النيابة التي قررت انتداب الطب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمها للأهل والتصريح بالدفن.. ليقضي الجميع بتلك الصدمة ليلة العمر يفترشون الأرض ماببن المشرحة ومركز الشرطة في وقت لا ينفع فيه الندم.
ضبط المتهم
انتقل إلي مكان الحادث رجال مباحث المركز للمعاينة وبعد سؤال الشهود والتحري تم تحديد شخصية مرتكب الجريمة.. وفور اتخاذ الإجراءات القانونية تم ملاحقته والقبض عليه بالسلاح.. وأعترف بأنه وقع دون قصد أثناء ضرب النار للمجاملة ابتهاجًا بالعروسين.. تحرر محضرا بالواقعة وأخطر اللواء أحمد عزت مدير أمن المحافظة وإحيل المتهم للنيابة التي قررت حبسه علي ذمة التحقيقات.