الفائدة من اقتران اسم الله «الضار» باسم الله «النافع» تتمثل فى ترسيخ الاعتقاد لدى المسلمين بأنه إذا كان الضار هو الله وليس شخص آخر فإن النافع كذلك هو الله، وبما يمثل دلالة على التوحيد واليقين بأنه تعالى هو وحده الذى يضر وينفع، وأن النفع والضرر من الله تعالي، ولا يملك إنسان أيا كان أن ينفع أو يضر غيره، فهناك البعض يعتقدون بأن صديقه أو مديره فى العمل قادر على ضره أو نفعه، على عكس الحقيقة، فكل ذلك بيد الله تعالي، والمدير أو الصديق هو سبب فى تحقق الأقدار، بالضر أو النفع، وعلى المؤمن الذى تصيبه مصيبة أن يتذكر أنها بيد الله، وأن ما يصيبه من مصائب أو ابتلاءات كلها من الله، فكل شيء بيده تعالي، وهو راجع إليه وسوف يلقى ثوابا وجزاء ما أصابه مصداقا لقوله تعالي: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه راجعون»، كما أن الله تعالى من أسمائه «الصبور»، ومن جَرَّبَ الصبر يعرف أن منافعه حميدة، وأن مآله يزيل كل الآلام التى صبر عليها، وللصابرين من أهل غزة أعلى الجنان، إن شاء الله تعالي، فذلك وعد الله ولن يخلف الله وعده، حيث وعد سبحانه بأن من يقدمون أرواحهم فى سبيل الله أو يقتلون أو يخرجون من ديارهم لهم أعلى الجنان، وأهل غزة قد اجتمع عليهم القتل والإخراج من الديار، وطالهم الكثير من الظلم، «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون»، فوالله لن تمر كل هذه الأفعال هكذا، فالله تعالى عدل، وهو نصير المظلومين والضعفاء وخاصة حين لا يجد هؤلاء الضعفاء من ينصرهم.