عندما أطلق الرئيس مقولته الخالدة: «عايزين نعلم الناس إننا واحد
وإن التنوع خلقه الله ليحترمه البشر لأن الاختلاف إرادة إلهية»
يحــــرص السيـــد الرئيس عبدالفتاح السيسى يومًا بعد يوم على ترسيخ منهج رئاسى راق يُضاف إلى أدبيات العمل السياسى فى مصر، يؤكد فيه الرئيس – بالقول والفعل والسلوك العملى على أرض الواقع – مجموعة من الحقائق أهمها:
أن مصر لكل أبنائها بلا تفرقة أو تمييز، وأن مصر التى تنطلق إلى الأمام بخطى ثابتة وواثقة ومتزنة أغلقت الباب – تمامًا ودون رجعة – فى وجه الترهات والمزايدات التى كانت تستهدف سحب هذا الشعب وتشتيت أفكاره فى جدليات دخيلة على طبيعة المصريين المتسامحة ولا طائل من ورائها، فـ «الدين لله والوطن للجميع».
جـاءت برقيات التهانى التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى للأقباط داخل مصر وخارجها، إضافة إلى تهنئته للكنيسة القبطية بعيد القيامة المجيد لترسم صورة شديدة الوضوح يسجلها التاريخ بمداد من الذهب لرئيس وطنى وقوى وصادق وشجاع. رئيس آمن بوطنه وشعبه. رئيس يؤمن – بالفعل – بأن قوة هذا الشعب وتماسكه هى الرهان الأول والوحيد الذى يستند إليه حفاظًا على هذا الوطن ومقدراته ودعم مسيرته وانطلاقته نحو المستقبل.
للأعياد فى مصر فرحة خاصة تتجاوز معناها الدينى العقدى المباشر لتصبح أفراحًا تجمع كل المصريين على معانى المحبة والمودة، وهى مشاعر حقيقية كامنة فى نفوس المصريين تعبر عن نفسها تلقائيًا فى كل المناسبات، ولعل أكثر ما يميزها هو ذلك البعد الإنسانى الجميل الذى يجمعنا على التسابق فى عمل الخيرات.
طبيعتنا المتسامحة
لا ننكر أن هذا المشهد ربما تعرض للعديد من التشوهات الدخيلة على الشخصية المصرية بفعل بعض الأفكار «المستوردة» الغريبة على طبيعتنا المتسامحة الأصيلة، ومن عجب أن المجتمعات التى انطلقت منها هذه الأفكار فى مراحل زمنية سابقة تخلت عنها اليوم بعد أن تيقنت فسادها وإعاقتها لحركة تطورها ونموها، ووجدنا بين ظهرانينا بعض من يتمسكون بها ويحاولون إحياءها واستعادتها من مرقدها وإثارتها بين الحين والآخر، وكأننا على موعد سنوى مع «موسم الفتوى بجواز التهنئة بالأعياد من عدمه».
> مشهد مأساوى يثير الضحك والبكاء فى آن واحد، ومنطق مريض يخلط فيه من يروجونه بين البعد «الاجتماعي» والبعد «الديني» فى أى مناسبة، فالأول يشمل كل المصريين وفرصة لتجديد محبتنا ومشاعرنا نحو بعضنا البعض كأبناء وطن يعيشون على أرض واحدة ويربطهم مصير مشترك، والثانى شأن خاص باتباع كل دين يمارسونه فى دور العبادة وفق مفهوم كل عقيدة دون أن يكون عائقًا أمام الأول، ولا يصح أن يكون مجالاً للحوار بين أتباع الأديان والمعتقدات. فلكل دين احترامه، وتعدد الأديان دليل تنوع وقوة، ومن الخيانة لوطننا أن نخلط الأوراق ونتعامل معه بغير ذلك.
>>>
فــى يـوم عيد القيامة المجيد، حرص الرئيس السيسى – كنهجه الصادق الراسخ – على تأكيد هذه المعانى وغيرها الكثير، ففى ذلك اليوم وجه الرئيس رسالة لأبناء مصر من الأقباط بالداخل والخارج كتب فيها:
أبناء مصر الأقباط:
أتوجه إليكم بأصدق التهانى وأطيب الأمنيات، بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها، وأن يبقيها دائمًا منارةً للتسامح والتعايش بين جميع أبنائها، وأن تزدهر فيها قيم المحبة والسلام التى توحّدنا تحت راية الوطن الواحد.
أتمنى لكم عيدًا سعيدًا مليئًا بالخير والبركات، ولعائلاتكم كل السعادة والسرور.
كل عام وأنتم بخير.
كل عام وأنتم بخير، وعيد قيامة مجيد.
كما وجه الرئيس برقية مماثلة للكنيسة القبطية والبابا تواضروس قال فيها:
يسرنى أن أبعث إلى قداستكم وإلى إخواننا الأقباط بأصدق التهانى وأطيب التمنيات بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، أعاده الله عليكم بالخير والبركات.. واغتنم هذه المناسبة الطيبة كى أشيد بصدق مشاعر الود والمحبة التى تربط أبناء الوطن الواحد، فالنسيج الوطنى المتماسك هو الدعامة الأساسية لبناء الوطن وتنميته، وهذا ما يسطره دائما أبناء مصر معا مجسدين بذلك ملحمة وطنية راسخة على مر التاريخ.. أدعو الله «عز وجل» أن يحفظكم ويرعاكم، متمنيا لكم عيدًا سعيدًا تنعمون فيه بموفور الصحة والسعادة، ولمصرنا الغالية المزيد من التقدم والرخاء».
ـ وأرسل الرئيس برقيات تهنئة مماثلة إلى أقباط مصر بالخارج نقلتها سفاراتنا وقنصلياتنا حول العالم بمناسبة عيد القيامة المجيد حيث هنأهم بالعيد وتمنى لهم دوام النجاح والتوفيق.
>>>
التهانى الرئاسية بالعيد تحمل بين سطورها العديد من الرسائل:
> أولاً: أن تحقيق التقدم والرخاء لمصر هو الغاية العظمى والهدف الأسمى الذى يضعه الرئيس نصب عينيه أناء الليل وأطراف النهار.
> ثانيًا: أنه وفى سبيل الحفاظ على هذا الهدف السامى والتمسك به وتحقيقه يجب أن تبقى مصر موطنًا يحتضن الجميع دون أى تفرقة.
>ثالثًا: وأنه لكى يتحقق ذلك لابد من الحفاظ على مصر منارة للتسامح والتعايش، كما قالها الرئيس صراحة فى برقياته.
فى إطار هذه الرسائل الرئاسية شديدة الوضوح يمكن أن نفهم منهج الرئيس فى الحكم ورؤيته لـ«الجمهورية الجديدة»، وهى رؤية تمثل مشروعًا وطنيًا قوميًا كبيرًا يستحق أن يلتف حوله المصريون.
الإنحياز للوطن
قبل 11 عامًا تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى أمانة المسئولية وسط ظروف سياسية واجتماعية وإقليمية أيضًا هى «الأصعب» فى تاريخ هذا الوطن، ولا نبالغ إن قلنا إن مصر كانت أمام مفترق طرق حقيقي، واجه فيه هذا الشعب خيارين لا ثالث لهما:
> إما التمسك بتراب هذا الوطن والحفاظ عليه فى مواجهة مؤامرات ومخططات كثيرة وموجات من الفوضى تم التدبير لها بعناية، لتبقى مصر عصية على الكسر والتقسيم وغيرها من المخططات الخبيثة التى تطل برؤوسها بين الحين والآخر.
> وإما الانزلاق فى ترهات كثيرة نرى آثارها مستمرة وتدفع بلدان كثيرة أثمانها باهظة من مقدراتها وأرواح شعوبها، وما يجرى فى العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن، خير دليل.
هنــا وبلا تردد أعلن القائد الوطنى عبدالفتاح السيسى انحيازه الواضح والصريح للوطن وثباته واستقراره، وأعلنها محذرًا بشكل واضح وقاطع قائلاً: «الدول اللى بتروح ما بترجعش».. قالها الرئيس بمنتهى الوطنية والفهم والوعى والخبرة، والإدراك الحقيقى لمفهوم الأمن القومى المصرى ومحدداته.
كانت رسائل الرئيس واضحة بأنه لن يسمح لهموم الماضى أن تطل على واقعنا الجديد، وأن مصر لابد أن تنطلق نحو المستقبل بكل أبنائها، فالرئيس الذى شطب من قاموسه كلمة «مستحيل»، يسعى بكل قوة لكى يجلو الشخصية المصرية، ونفض ما تراكم عليها من غبار بفعل الزمن والأفكار المستوردة الدخيلة على طبيعتها، ليعيدها مرة أخرى إلى جوهرها الأصيل بكل ما عرف عن الشخصية المصرية من محبة وتسامح وتعايش، وهو ما يؤكده الرئيس دومًا، وشدد عليه فى برقيات التهنئة الأخيرة.
فى سبيل تحقيق ذلك الهدف الأسمى اطلق الرئيس «المشروع المصري» لبناء الدولة الجديدة بإصلاح كثير من التشوهات والأخطاء السابقة، فرأينا الرئيس يتخذ مجموعة من الخطوات الإصلاحية الجذرية غير المسبوقة والتى بدأت بالتالي:
1 – الزيارة التاريخية للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، عشية 7 يناير 2015 وهو العيد الذى أصبحت فيه الفرحة فرحتين، الأولى فرحة العيد نفسه والثانية الفرحة بلقاء الرئيس، وهى الزيارة التى أصبحت تقليدًا سنويًا راسخًا يتم فى أجواء من المحبة الحقيقية. وقد حملت هذه الزيارة الكثير من البشارات السارة تمثلت فى إعلان الرئيس فى زيارة العام التالى 2016 عن بناء وترميم الكنائس التى استهدفها أهل الشر، وصدق الرئيس والتزمت مؤسسات الدولة بما أعلنه، وأعيدت الكنائس إلى أفضل مما كانت عليه، ثم إعلان الرئيس فى زيارة 2017 عن تشييد أكبر مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهما مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، وكشف الرئيس عن منهج رئاسى راق وفلسفة أصيلة لنظام الحكم حين قال: «عايزين نعلم الناس إننا واحد وأن التنوع خلقه الله ليحترمه البشر لأن الاختلاف إرادة إلهية»، وفى العام التالى 2018 قدم الرئيس التهنئة بكاتدرائية «ميلاد المسيح» أثناء الافتتاح الجزئى لها مؤكدًا أن افتتاح الكاتدرائية «رسالة سلام ومحبة من أرض مصر إلى العالم»،وتم افتتاحها رسميًا ليلة 7 يناير 2019.
2 – ثم يأتى الإصلاح التشريعى الأهم وهو صدور قانون بناء الكنائس رقم 80 لسنة 2016، لينهى أكثر من 160 عامًا من العمل بالخط الهمايونى الصادر إبان الدولة العثمانية، وقرارات العزبى باشا الجائرة الصادرة سنة 1934، ليصبح لمصر لأول مرة فى تاريخها قانون طبيعى ينظم بناء الكنائس شأنها شأن باقى المنشآت فى الدولة.
3 – وتكتمل ملامح الصورة بتوجيهات الرئيس التى أصبحت دستورا ومنهج عمل راسخا للدولة ومؤسساتها ببناء الكنيسة إلى جوار المسجد والمدرسة فى كل مدينة جديدة يتم تشييدها فى ربوع الوطن.
عزيزى القارئ:
أسابيع قليلة ويحتفل المصريون جميعًا بعيد «الأضحى المبارك»، وتتجدد مشاعر محبتنا الصادقة بلا رتوش، فنتبادل التهانى والزيارات ويمتلئ الفضاء الإلكترونى بمظاهرة حب كبيرة تثبت للعالم أن تلك هى مصــر الحقيقية، مصر التى نجح الرئيس السيسى فى الحفاظ عليها وإنقاذها من براثن الشر، يسانده فى ذلك أهلها وأجهزتها ومؤسساتها الوطنية. مصر التى سيبقى أهلها فى رباط ومحبة إلى يوم الدين.
ودامت أفراح المصريين.