المشاركة المصرية فى قمة بريكس كانت لافتة للاهتمام والانظار كما هى عادة مصر عندما تتواجد فى محفل دولى تعطيه الزخم السياسى والاعلامى والاقتصادى لأنها عندما تذهب الى مؤتمر فان كل الحاضرين يعلمون ان مصر قادمة وهى تحمل الرؤى الاستراتيجية واوراق حول كل بند فى جدول اعمال تم تقييمه و تقدير الموقف والكل يدرك ان مصر لديها قدرات غير عادية تراكمت عبر السنين فقد قادت قبل ذلك حركة الحياد الايجابى ثم حركة عدم الانحياز ومجموعات تنموية من دول الجنوب تضم أكثر من مائة دولة أى ان كل دولة مشاركة تعرف قدر مصر ومكانتها ووزنها وثقلها ولذلك فان كل الرؤى والاقتراحات التى تطرحها تلقى الاهتمام وتبدى ذلك من اهتمام الهند وكل الدول التى كانت فاعلة فى حركة عدم الانحياز باعتبار الهند شريك تاريخى فى مرحلة النضال من اجل التحرر والاستقلال.. تنطلق مواقفهما– مصر والهند–من مبادئ تحترم القانون الدولى والقانون الدولى الانسانى وتحترم التزاماتها الاقليمية والدولية لكى تعطى دروسا ونموذجا فى العمل المشترك للدول الأخري.. مصر ذهبت إلى تجمع بريكس وهى تحمل آفاق التعاون مع دول الجنوب لتحقيق التنمية والخروج من هيمنة الدولار و من السيطرة الامريكية التى تتم تحت التهديد
الرئيس السيسى اكد امام القمة ان تجمع بريكس قائم على التعاون والاحترام المتبادل بين الدول ويعكس كذلك حرص التجمع على تكثيف التشاور والتنسيق الفعال مع الدول الصديقة والمؤثرة من خارجه بهدف تحقيق مصالحنا المشتركة
الرئيس السيسى قال ان الاجتماع يأتى فى ظرف دولى دقيق يموج بالأزمات والتحديات المركبة ويشهد تهديدا لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف وتغلب عليه النزعات الحمائية والسياسات الأحادية.. حيث تؤمن مصر فى خضم هذا التشتت بضرورة تكاتف الدول النامية وتعزيز التعاون «جنوب– جنوب» كأحد السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة.. حيث كانت مصر دوما فى طليعة الدول التى حرصت على تعزيز التعاون بين الدول النامية.. فضلا عن سعيها الدءوب لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب فى مختلف المحافل الدولية.. وفى هذا الإطار لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة بدون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة لما يزيد عن العام على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة.. وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية مما يعد أكبر دليل على ما وصل إليه عالمنا اليوم والنظام الدولي من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير.. فضلا عن غياب المحاسبة والعدالة إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية وقواعد القانون الدولى والإنساني.. الأمر الذى نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة واستمرار الحرب وتوسعها.. وهى كلها شواهد تفرض تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة،ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة.. وخاصة فى ظل امتداد الصراعات بالمنطقة لتشمل العديد من الدول وامتداد تلك الصراعات لتؤثر سلبا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.. مصر تثمن محفل «البريكس بلس»باعتباره منصة لدفع التعاون وتعزيز التشاور بين تجمع البريكس ودول الجنوب وفى هذا الإطار وضع الرئيس رؤية للمرحله القادمه تشمل عدة نقاط أولا: أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر بما فى ذلك النفاذ لتمويل المناخ.. ونؤكد على الدور المهم لكل من «بنك التنمية الجديد» و»البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية» فى توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية لتنفيذ المشروعات التنموية فى قطاعات متعددة ثانيا : ضرورة استثمار اجتماعات «البريكس بلس» لتعزيز التعاون «جنوب– جنوب»وتكثيف تبادل الخبرات فى مختلف المجالات.. فضلا عن تنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة.
وأود فى هذا المقام، أن أؤكد استعداد مصر لمواصلة جهودها لتنفيذ العديد من مشروعات التعاون الفنى وبناء القدرات مع الدول الراغبة فى ذلك ثالثا: أهمية استمرار التعاون والتشاور بين الدول النامية لضمان الحفاظ على فاعلية المنظومة الدولية متعددة الأطراف والتصدى بشكل جماعى لمحاولات فرض سياسات أحادية ومنفردة، بما يضر بمصالح دولنا.
أكد الرئيس التزام مصر الكامل بتعزيز العمل والتعاون المشترك بين دول تجمع البريكس ودول الجنوب بما يحقق أهدافنا المشتركة وتطلعات شعوبنا فى مستقبل أفضل.
وسائل الاعلام الدولية أكدت ان كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى جسدت التزام مصر بمبادئ ومحاور عمل تجمع البريكس وحرصها على تعزيز التعاون بين دوله بما يسهم فى تعظيم دوره فى إرساء الأمن والاستقرار وزيادة النمو الاقتصادى العالمى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة عكست تأكيد إيمان مصر بأهمية تعزيز النظام الدولى متعدد الأطراف وفى قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين وضرورة اتخاذ خطوات ملموسة تضمن اضطلاع المجتمع الدولى بدوره فى توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية فى الدول النامية وقالت وسائل الاعلام ان مصر ركيزة اساسية للعمل المشترك داخل التجمع وسوف تشهد الفترة القادمة تحركامصريا واسعا للتعجيل بتنفيذ توصيات وقرارات التجمع حتى يصبح مؤثرا فى الساحة الدولية وعنصرا فاعلا فى الاحداث العالمية حتى تشعر شعوب الجنوب بتحقيق العدالة فى النظام الدولى متعدد الاقطاب التى يسعى التجمع لتنفيذها وتحقيقها.