نهى الله تعالى عن التعاون السـلبى المتضمن معصية الله تعالى أو العدوانٌ وظلمٌ للآخرين، وكل ما يصدُّ عن البرِّ والخير، بما يجعل الناس أعداء متباغضين فيما بينهم؛ فيقول سبحانه: «وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»؛ ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا»، وبذلك يتأسس معيار التعاون المُثْمر الذى يكشف عن مظاهر الطريقة المثلى لبناء المجتمع والأوطان، ويؤكد مفهوم الشراكة الإيجابية فى المجتمع، بعيدا عن المصالح المادية، وإنما يقوم على التساند والتعاون من أجل البناء والعمران وتوفير سبل الحياة الكريمة فى كافة المجالات والأحوال سواء فى ذلك الأفراد أو المجتمعات أو الدول
والإسلام لا يعرف مجـتمعًا قائمًا على الفرديَّة والأنانيَّة بحيث يهتم كل إنسان بنفسه فقط، وإنما يؤسس من خلال نصوصه الشرعية وآدابه المرعية لمجـتمع يقوم على أواصر مُترابطة وعلاقات تكاملية مُتعاوِنة، فهو مجتمع يعرف الإخاء الصادق، والعطاء الكريم، والتعاون الدائم على البِرِّ والتقوي، تحقيقًا للأمر النبوى الشريف الوارد فى قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ لَهُ فَضْـلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْـلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ».
إننا فى أشد الحاجة اليوم إلى تعاون الأسرة فيما بينها، وتعاون الفرد مع المجتمع، فضلًا عن تعاون المؤسسات مع بعضها البعض، لأجل نهضة شاملة وجمهورية جديدة، تحفظ للمجتمع أمنه واستقراره وازدهاره، وللفرد وعيه وكرامته ومعيشته الطيبة، له ولأبنائه وأحفاده.