لاشك أن مشاركة مصر فى اجتماعات مجموعة العشرين للمرة الرابعة فى السبع سنوات الاخيرة لها دلالات كبيرة تؤكد دورها المحورى وقدرتها على تحقيق التوازن العالمى المنشود داخل منطقة الشرق الأوسط، هذا واضح جدًا من خلال سعى العديد من التكتلات العالمية إلى انضمام مصر لها مثل البريكس وغيرها من التجمعات الأخرى من أجل القيمة المضافة التى تقدمها باعتبارها دولة تمتلك العديد من مقومات النجاح ، تستطيع من خلالها تحقيق طموحات تلك التكتلات المختلفة.
إذا تطرقنا إلى سيناريو علاقة مشاركة مصر ومجموعة العشرين من زوايا مختلفة نجد أن الدولة المصرية لها خصوصية رفيعة المستوى من رؤساء دول المجموعة لحرصهم الشديد على توجيه الدعوة لمصر ورئيسها لحضور اجتماعاتها، مثل الصين التى وجهت الدعوة لمصر فى 2016 واليابان فى 2019 والهند فى 2023 والآن فى البرازيل والتى يشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعوة من نظيره البرازيلى لولا دا سيلفا رئيس تلك الدورة التى تعقد حاليًا فى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية.
إذا تطرقنا أيضًا لتفاصيل مشاركتنا فى فعاليات «العشرين» نجد أن هناك علامات تؤكد الطفرة الكبيرة التى حققتها مصر على صعيد العلاقات الدولية والثقة الكبيرة التى حصلت عليها من جميع دول العالم وبناء علاقات وطيدة فى إطار المصالح المشتركة والتنسيق والتكامل، ايضا من العلامات الدالة على أن الأربع مرات التى شاركت مصر فيها مجموعة العشرين بدأت مع الاصلاحات الكبيرة التى قدمتها الدولة فى عام 2016 رغم تأسيس المجموعة عام 1999 وعقدت أكثر من 19 دورة ولم نشارك فيها، الأمر الذى يؤكد أن مصر تسير بخطوات ثابتة فى علاقاتها الدولية ووقوفها على مسافة واحدة من جميع دول العالم والسعى إلى تحقيق العدالة والتنمية المستدامة، بما يتوافق مع عنوان الدورة الحالية للمجموعة وهو «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، هذا يؤكد أيضًا ثقة العالم فى الإصلاحات التى قدمتها الدولة على مدار السنوات الماضية والانجازات التى تمت على الأرض.
لاشك أننا قطعنا شوطًا كبيرًا فى تطوير علاقتنا الخارجية وأصبحت لنا مكانة لائقة وسط دول العالم، حيث يسعى الجميع إلى بناء علاقة تلبى طموحاتها المشروعة فى منطقة الشرق الاوسط.
معروف أن مجموعة العشرين من أكبر التكتلات العالمية والأكثر تأثيرًا على كافة الأصعدة حيث يلامس ناتجها المحلى 90٪ من إجمالى الناتج العالمى وتستحوذ على 75٪ من حجم التجارة العالمية وتحتل 60٪ من مساحة المعمورة كذلك سكانها، الأمر الذى يؤكد أننا أمام كيان عملاق له تأثير قوى فى تحديد مسارات العالم المختلفة، وبالتالى فإنه عندما يحرص زعماء المجموعة على دعوة مصر للمشاركة فى دوراتها المتعاقبة سنويًا ندرك جيدًا أن مصر لاعب أساسى فى المشهد العالمى ولها ثقل كبير داخل المنظومة، هذا مايجب أن نفهمه ولا نترك أحداً أو نسمح له بتشويه صورة مصر أو النيل من أمنها أو استقرارها.