حقوق الدول والشعوب لن تضيع بهذه البساطة والسذاجة التى يتصورها البعض.. والأرض فى منظورنا ومنظور كل شعب حر مثل «العرض» لا تباع ولا تشترى ولا يمكن التفريط فيها بأى حال من الأحوال وكم ضحت أمم وشعوب بأرواح الملايين من أبنائها دفاعا عن الأرض ولديها الاستعداد للتضحية بالمزيد من أجل حماية أرضها من كل مغتصب.
لذلك.. لا أعير التصريحات غير المسئولة عن شراء غزة أو السطو عليها اهتمامًا ولا أدرى كيف تصدر مثل هذه التصريحات من رئيس دولة تتشدق دائمًا بحق الإنسان فى أن يعيش فوق تراب وطنه حرًا كريمًا.
>>>>
فيما يتعلق بالموقف المصرى نؤكد مجددًا أن الشعب المصرى شعب واع، يضحى بكل شىء من أجل الوطن، وينسى كل همومه ومشكلاته وأزماته ويلتف حول قيادته وخلف جيشه؛ خاصة إذا ما شعر بأى خطر يهدد الوطن أو يحاول الإضرار بمصالحه.
لا ينبغى أن نستمع للغوغائيين الذين يطلون من قنوات إعلامية مأجورة تبث من هنا أو هناك وتحاول خداع بعض المصريين بأن هناك انفصاما بين الشعب وقيادته فى مسألة تهجير أهل غزة من وطنهم وتوطينهم فى مصر والأردن.. فالشعب المصرى على قلب رجل واحد ضد المساس بتراب الوطن والتفريط فى شبر واحد من أرض الوطن وهذا ليس جحودا ضد أهل غزة ولكن عونا لهم ودعمًا لقضيتهم كما كانت مصر دائمًا وستظل على هذا الموقف الداعم مهما كانت التحديات والتهديدات.
من يعتقد أو يتوهم أن مصر لا تستطيع الصمود أمام التحديات والتهديدات أو أنها يمكن أن تعقد صفقة تفرط فيها بجزء من أرض الوطن مقابل دعم اقتصادى أو عسكرى أو خوفا من عقوبات من هنا أو هناك واهمون وكاذبون ومخادعون فالموقف المصرى حكومة وشعبا موقف قوى وحاسم ضد التهجير وضد كل مساس بأرض مصر وضد كل محاولة لاهدار حق الشعب الفلسطينى فى الحياة الكريمة فوق أرضه .
الدعم الشعبى القوى للموقف السياسى المصرى.هذا ما لمسناه خلال الأيام الماضية بعد الدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وتوزيعهم على مصر والأردن، وهو المخطط الذى تسعى إليه العصابة الصهيونية المتطرفة فى تل أبيب وتدعمه للأسف الإدارة الأمريكية الحالية.
التفاف الشعب المصرى حول الوطن خلال الأيام الماضية وصل إلى مستوى يطمئن كل المصريين على أن لهذا الوطن شعب يحميه ويدافع عنه.. وليس جيشا فقط.. فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعى بمشاعر فياضة تجاه الوطن ودعم غير مسبوق للقيادة السياسية على موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين الى غزة وحرص الدولة المصرية على أن يظل الشعب الفلسطينى فوق أرضه يعمرها ويدافع عنها حتى يحظى بحقوقه التاريخية.
>>>>
يبقى توجيه التحية لجيش مصر القوى.. الجيش الذى لا يعتدى ولا يغتصب حقوق الآخرين وله عقيدة قتالية أخلاقية لا تتوافر لكثير من جيوش العالم، الجيش الذى ينتصر للحقوق، ويفرض على الآخرين التفكير ألف مرة قبل التهور والدخول فى مواجهات مع دولة تستند الى جيش قوى قادر على الزام الآخرين بموازين الحق والعدل.. وهذا ما أخبرنا به الخالق سبحانه فى قوله عز وجل:» وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» .
جيش مصر قوى ولديه القدرة على الدفاع عن الأرض والعرض ولا يسمح للآخرين بانتهاك السيادة الوطنية، أو تهديد الدولة المصرية فيجب أن تستمع القوى والمنظمات الدولية لرؤية مصر لحل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل، وأن يستمع هؤلاء لما تراه لحل مشكلات إقليمية كثيرة.. لأن رؤية مصر دائمًا رؤية عادلة، لا تهدر حقوق أصحاب الأرض، وترفض كل تدخل خارجى فى الشأن الداخلى للدول، وترفض استنزاف ثروات الآخرين فى نزاعات داخلية ومواجهات عسكرية.
لذلك.. واجبنا أن نفتخر بأن لدينا الآن هذا الجيش القوى الذى يتصدر قائمة الجيوش فى الشرق الأوسط وأفريقيا ويحتل مكانة متقدمة فى قائمة الجيوش العالمية.. جيش يعرف قدره المختصون فى الشأن العسكرى فى العالم.. جيش يحمى الحقوق ولا يعتدى.. جيش لديه عقيدة عسكرية أخلاقية ثابتة، لا يتدخل فى شئون الدول الأخرى.. جيش لا يحارب نيابة عن آخرين.. لكنه يتحرك لحماية الوطن وردع كل معتد أثيم.