> يلفت النظر عنوان الحملة الترويجية التى اطلقتها هيئة التنشيط السياحى فى بعض الاسواق العربية المصدرة للسياح الى مصر.. ترويجا للسياحة الوافدة الينا من هذه الاسواق فى رمضان.. والتى جاءت تحت عنوان «مصر روحها فى رمضان».. لانه بالفعل يلخص مظاهر الحياة فى مصر خلال شهر رمضان.. حيث يظهر هذا الشهر الكريم افضل ما لدى المصريين.. والذى يتجذر فى اعماقهم.. من روح التكاتف والتراحم والتواد والتعاطف وحب الخير.. وكل هذا يظهر بوضوح فى الشهر الكريم.. الى جانب مظاهر «رمضان المصري».. والتى لا تتواجد بهذا الوضوح والحضور الا فى مصر.. ولعل فى مقدمتها سهرات رمضان الدينية والثقافية.. ثم موائد الرحمن التى تنتشر فى كل مكان.. بل فى كل مدينة وكل قرية.. ويتواجد الجميع فى كثير من هذه الموائد لا فرق بين غنى وفقير ومسلم ومسيحي..حقا افضل ما فى المصريين يظهره شهر رمضان المبارك..
>>>
أخطاء صحفية
> فى أسبوع واحد حصرت الكثير من أخطاء صحفية بعضها ينم عن قلة معرفة وبعضها ينم عن تسرع.. ولنقل أيضا فبركة.. والأمر فى أى الأحوال لا يليق بصحف يضع القارئ فيها ثقته.. ويتخذها مصدرا رئيسيا لمعلوماته.. وقد كنت فى فترة سابقة مهتما بتتبع أخطاء الصحف.. ومحاولا جمع ما أراه يصلح مادة لكتاب.. ولكن شغلتنى مشاغل كثيرة.. جعلتنى أنحى جانبا هذا الموضوع.. مكتفيا بالقراءة والأسف لما يقع فيه البعض من أخطاء.. فى أسبوع واحد رأيت ثلاثة أخطاء وقعت فيها معظم صحفنا.. لعل واحداً من أهمها الخلط بين يالطا ومالطا.. ولمن لا يعرف فإن يالطا تقع فى شبه جزيرة القرم.. على ساحل البحر الاسود.. أما مالطا فهى دولة تقع على البحر المتوسط وتتكون من عدة جزر وعاصمتها فاليتا.. وقد كان واحدا من رعاياها فى مصر أحد أسباب أدت فى نهايتها إلى الاحتلال البريطانى لمصر.. حتى وإن لم يكن هو السبب المباشر لهذا الاحتلال وإنما كان إحدى الذرائع.. لأن الاحتلال كان واقعاً لا محالة.. سواء حدث ذلك الشجار الذى كان أحد أطرافه مالطياً.. أو لم يحدث.. والذى تطور الأمر فيه إلى انفجار بين المصريين والأجانب.. والأغلب أنه كان مدبراً.. ليكون واحد من ذرائع الاحتلال البريطانى الذى كان يتحفز لاحتلال مصر.. المهم ما هى يالطا.. ولماذا لا تكون مالطا!!..
> الخلط هنا جاء فى تشبيه الاجتماع المرتقب بين بوتن وترامب.. بذلك الاجتماع الذى جرى فى يالطا.. وليس مالطا.. بين ستالين وروز فلت.
> ما هى حكاية يالطا هذه؟.. هى مدينة وميناء على ساحل البحر الأسود فى شبه جزيرة القرم.. وفى عام 1945 فى أواخر الحرب العالمية الثانية.. عقدت فى هذه المدينة فى الفترة من 4 إلى 11 نوفمبر من ذلك العام قمة اشترك فيها الرئيس السوفيتى ستالين مع الرئيس روزفلت رئيس الولايات المتحدة وتشرشل عن بريطانيا.. ووقعوا فيها الاتفاق المسمى اتفاق يالطا.
> وسجل الاتفاق عدة بنود أهمها ما يتعلق بهزيمة ألمانيا.. وحددوا سياسة التسليم بلا قيد أو شرط.. وفرض الاحتلال الرباعى عليها.. وكانت الدولة الرابعة فى هذا الاحتلال هى فرنسا.
> وكما كانت يالطا هى التى حددت مصير المهزوم فى الحرب العالمية الثانية دون حضوره.. فإن الاجتماع المرتقب بين بوتن وترامب سيحدد أيضاً مصير المهزوم.. وهو هنا أوكرانيا.. وأيضاً بدون حضوره.
> وقد كان لى حظ زيارة يالطا منذ سنوات وزيارة متحفها الذى ضم صور لاجتماع هذه القمة ووثائقها وما نشرته صحف العالم عنها.
> > >
> فى الأسبوع الماضي.. وعلى غير عادتها.. منذ عرفنا تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى فى معبده فى أبوسمبل.. أخلفت الشمس موعدها فى 22 فبراير الماضى ولم تظهر.. أو بمعنى أدق تصدت لها السحب.. فحجبتها عن التعامد على وجه رمسيس الثاني؟.. فماذا حدث؟.. صدرت غالبية الصحف فى اليوم التالى لتقول إن السياح استمتعوا بمشهد تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني.. ومعظمها بالغ فى الدقة فى وصف حدث لم يحدث.. ليحدد الساعة والدقيقة التى بدأت الشمس فيها تعامدها على وجه رمسيس الثاني.. واضاف بعضها أوصافا لمشاهد السياح وانبهارهم بالحدث الذى لم يحدث.. وكان هذا تسرعا.. وعدم تقدير لمثل هذه الاحتمالات.. والاعتماد على أن الشمس ستأتى لا محالة.. ولكنها السحب.. وعدم الدقة فى تناول الأمور.
> مثل هذا حدث أيضاً مع تسليم الرهائن الإسرائيليين فى التسليم السابع والذى كان يقابله تسليم إسرائيل لأكثر من ستمائة أسير معظمهم ممن تم اعتقالهم خلال الحرب الأخيرة فى غزة والضفة.. وظهرت معظم الصحف لتتحدث وكأن التسليمين قد حدثا.. وإسرائيل اخذت رهائنها.. وأفرجت عن أسرانا.. ولكن الأحداث كانت تخبئ لمدرسة الفبركة والمفبركين أمرا آخر.. فقد قرر نتنياهو تأجيل تسليم الاسرى الفلسطينيين احتجاجا على ما سماه مخالفة حماس لشروط الاتفاق وسوء معاملة الرهائن.. وهكذا لم يتم تسليم الأسرى الفلسطينيين الذين أشارت الصحف إلى أنهم قد سلموا.
> فى تاريخ الصحف أيضاً حدث مشابه.. وان كان أكثر فداحة.. عندما نشرت إحدى الصحف فى يوم 6 أكتوبر 1981 عن انتهاء العرض العسكرى ومغادرة الرئيس أنور السادات بعد انتهائه.. فى الوقت الذى كان الرئيس فيه قد انتقل إلى رحاب الله شهيداً فى يوم الاحتفال بالنصر فى ذلك اليوم التاريخي.
> وسلسلة الأخطاء كثيرة وهى يومية ولا تتوقف ولا حل لها غير أن يكون هناك من يدقق فيما ينشر.. مع الامتناع عن تخمين بما سيحدث مستقبلا ولو بعد ساعات.. تحسبا لأنه يمكن ألا يحدث كما رأينا.