موقفنا تاريخى ووطنى
مصر الكبيرة ستبقى كبيرة رغم كل التحديات التى تواجه المنطقة.. ستبقى كبيرة بسياستها العقلانية التى كسبت احترام العالم لها..ستبقى كبيرة بمواقفها الجادة والحاسمة.. ستبقى كبيرة بالخطوط الحمراء التى وضعتها عند بدءالحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة.. ستبقى هى حائط الصد أمام مخططات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.. نعم مصر هى كلمة السر فى عرقلة تنفيذ هذا المخطط حتى يومنا هذا..وفى سبيل ذلك تواجه ضغوطاً لا حصر لها وأكاذيب وشائعات هدفها زعزعة استقرارها وتهديد أمنها ولو لا اصطفاف الشعب خلف قيادته الوطنية التى ترفض المشاركة فى ظلم الفلسطينيين لكانت مصر قد دخلت مجدداً فى دوامة الفوضى بهدف اسقاطه التمرير هذا المخطط «الصهيو أمريكى».
مصر واقفة مثل «اللقمة فى الزور» وهو تعبير مصرى دارج لمنع تنفيذ هذا المخطط وهو ما يدفع جيش الاحتلال لمواصلة حرب الإبادة لإجبار الفلسطينيين على الرحيل بعد أن صاروا بلا مأوى وهدفا للقتل كل يوم.. ولولا مصر وصمود الشعب الفلسطينى والتشبث بأرضه لكانت إسرائيل قد نجحت منذ أشهر فى تصفية القضية الفلسطينية ومحو اسم فلسطين من على الخريطة.
مصر رغم هذا تدفع الثمن غالياً على موقفها التاريخى والوطنى المشرف لوقف مخطط التهجير وهو موقف مدعوم عربياً ودولياً ويحظى بتأييد رؤية ومبادرة مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها ويمكن القول إن كل العالم يؤيد وقف حرب الإبادة التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى وإعادة إعمار القطاع.. كل العالم يؤيد ذلك باستثناء اثنين هما بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل والثانى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقد تعمدت «الشخصنة» هنا لأننا لو استطلعنا آراء الإسرائيليين والأمريكيين لوافقوا على الفور على وقف هذه الحرب.
دفاعاً عن هذا الموقف التاريخى والوطنى تقوم مصر بجهود دبلوماسية جبارة على كافة الأصعدة هى والشقيقة قطرلوقف هذا العبث الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية والعربية لأنه مهما ارتكبت إسرائيل من جرائم لن تشعر أبدًا لا بالأمن ولا بالأمان.. إنها رسالة مصرية خالصة موجهة للإسرائيليين.. رسالة تتحدث بصوت العقل محبة للسلام غير عابئة بما يبثه الإعلام الإسرائيلى من سموم واستفزازات.. الرسالة تقول للإسرائيليين «أوقفوا هذا العبث وإنقذوا إسرائيل من جنون نتنياهو وغطرسة عصابته .
مصر الكبيرة تدرك تماماً أنها ربما تكون هدفا لجنون نتنياهو وطموحات ترامب الغاضب جداً على مساحة إسرائيل الصغيرة.. عموما مصر على أهبة الاستعداد لمواجهة كافة الأخطار التى يمكن أن تهدد أمنها القومى وهذا حقها طالمالم يصدر عنها أى تهديد لإسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام قبل ما يقرب من نصف قرن.. فهل يدرك الإسرائيليون نتائج خرق أو إلغاء تلك المعاهدة إذا فكر نتنياهو الاقتراب من مصر؟.. إنه ليس بتهديد.