من القضايا التى توليها الدول كبرت أم صغرت أهمية بالغة فى كثير من الأحيان قضية «الوعى» التى تلعب دوراً مؤثراً فى حياة الأمم والشعوب وتقف بمثابة الحائط القوى المانع لأى اختراقات لجماعات الشر سواء داخلياً أو خارجياً.
ومن هنا فقد تنبهت القيادة السياسية الرشيدة فى مصرنا لهذه القضية الحيوية باتت تمثل أولوية فى كثير من الاتجاهات وبالتالى عملت مؤسسات الدولة على اختلاف تخصصاتها على إحياء الوعى الجمعى داخل مؤسسات الدولة وبين المواطنين رجالاً ونساء وشباباً وشيوخاً لأن المرحلة التى تمر بها البلاد خلال هذه الفترة تتطلب من الجميع الوعى بما يدور من حولنا والاصطفاف خلف القيادة الوطنية الشريفة.. فالمتابع لما يجرى من أحداث حولنا يجعلنا نتدبر جيداً أن هناك من يخطط ويدبر من قوى الشر من أجل إسقاطنا فى مستنقع الفوضى من جديد.. لكن هيهات أن يعيدوا الزمن للوراء فمصرنا بقيادتها الحكيمة الوطنية الشريفة مع شعبها على قلب رجل واحد يدركون تماماً خطورة المرحلة وما يحدث فى الاتجاهات المحيطة بنا من أحزمة نارية سواء فى الجنوب أو الشرق أو الغرب.. وهذا كله المقصود به ضرب مصر فى اقتصادها فى المقام الأول وتصدير الأزمة تلو الأزمة.. لذا يجب أن يكون فكر هذه المرحلة خارج الصندوق بحيث ننظر إلى الأمور بواقعية أولاً ونستغل كل ما هو متاح على أرضنا من أجل جذب الاستثمارات سواء عن طريق انعاش مجالات محددة يمكن أن يكون ناتجها فى صالح الاقتصاد الوطنى عن طريق جلب العملات الصعبة التى نعانى نقصاً منها بعض الشىء عن طريق السياحة التعليمية وعندنا ــ والحمد لله ــ العديد من الجامعات العريقة والدولية والأهلية التى تتمتع بعدة برامج ممتازة مؤهلة لسوق العمل داخلياً وخارجياً وبالتالى تصبح جاذبة بلا شك لأبنائنا من طلاب الدول العربية والشقيقة.
على جانب آخر بعض المحافظات تتمتع بمجموعة من الميزات التى لو استغلت كما يجب أن يكون لأدى إلى إيجاد مصادر جديدة للدخل القومى وخاصة من العملات الصعبة.. وبالفعل الدولة ممثلة فى قيادتها السياسية بدأت فى الاتجاه نحو هذا المنحنى.. فشاهدنا مشروعات الرمال السوداء والمزارع السمكية وغيرها من المشروعات التى تستغل المواد الخام المصرية ثم تعمل على تصنيعها ــ لا تصدرها مواد خام ــ من أجل زيادة القيمة المضافة التى تعلى من قيمتها الاقتصادية وبالتالى تزيد من الدخل القومى.
إننا اليوم فى حاجة ماسة لاستغلال كل الموارد التى تتمتع بها البلاد والعمل على جعلها قيمة مضافة وهو توجه محمود من الدولة يجب على جميع المؤسسات المعنية بالأمر العمل على فتح آفاق جديدة بحيث تستفيد الدولة من خلال مشروعاتها المختلفة التى تعمل على جذب الاستثمارات والعملة الصعبة من أجل انتعاشة اقتصادية يتمناها الجميع لمصرنا العزيزة حتى نظل نردد مصر.. بخير.