دائماً وأبداً تظل مصر أم الدنيا وأم الخير والحب الذى توزعه على العالم، فقد كانت مصر فى ثلاثينيات القرن الماضى هى النواة لإنشاء مؤسسة بروك الدولية ومقرها الرئيسى فى المملكة المتحدة والتى تهدف إلى التوسع فى تقديم الخدمات للحيوانات العاملة فى عدد كبير من الدول الأكثر احتياجاً. ولهذا المستشفى قصة إنسانية رائعة بطلتها السيدة الإنجليزية «دوروثى بروك» التى ولدت فى إنجلترا عام 1883 وفى عام 1926 تزوجت من الضابط جيفرى هيرمون بروك والذى كان يعمل فى سلاح الفرسان البريطانى وانتقلت معه للحياة فى مصر حيث عين عام 1930 قائداً لسلاح الفرسان البريطانى فى القاهرة . وقد لاحظت بروك أنه بعد 12 عاماً من الحرب العالمية الأولى وما تعرضت له الخيول والحمير والبغال من تدهور صحى وبدنى بعد ان استعان بها الجيش أثناء الحرب فى جر المعدات وآليات الحرب، وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات كانت قادمة من بريطانيا بالأساس من أجل تلك المهمة إلا أنها تعرضت لكافة أشكال المعاناة والمرض الناتجين عن الحرب فقد باعها الجيش البريطانى للفلاحين والعمال المصريين نظراً لاستحالة عودتها إلى بريطانيا مرة أخري. وقد أثارت هذه المشاهد حفيظة دوروثى بروك والتى قررت عند عودتها مرة أخرى لبريطانيا مخاطبة جريدة مورنينج بوست أو التليجراف حالياً بعد أن قرأت عن وجود نية لعمل نصب تذكارى للخيول لمشاركتها فى الحرب العالمية الأولي، فقررت أن يشمل خطابها اقتراحاً يجعل حياة الخيول أفضل بإنشاء مستشفى لعلاج الأحصنة والبغال والحمير فى مصر. وقد استطاعت دوروثى نشر فكرتها واستجاب لخطابها كثيرون من بينهم ملك بريطانيا الملك چورچ السادس واستطاعت أن تجمع 20 ألف جنيه استرلينى وتمكنت من شراء وعلاج عدد من الحيوانات فى القاهرة، وذلك بعد ان أنشأت حظيرة لرعاية تلك الحيوانات فى حى السيدة زينب وسرعان ما حولتها إلى مستشفى مجهز بالمعدات الطبية البيطرية لاستقبال عدد أكبر من الحيوانات وكان ذلك فى فبراير عام 1934. ويقدم المستشفى خدمات العلاج المجانى بالكامل لحيوانات الفصيلة الخيلية من خلال خدمات العيادات الداخلية التى تستضيف الحيوانات حتى اكتمال شفائها تحت الرعاية البيطرية المتوفرة بأحدث الأجهزية التقنية وكذلك من خلال العيادات المتنقلة التى يقدمها المستشفى فى كل فرع من فروعه حيث يمتلك المستشفى على الأقل 3 عيادات متنقلة مجهزة بفرق ومعدات طبية تخرج فى مسار يومى للوصول إلى النقاط البعيدة لتجمعات أصحاب الحيوانات والتى يصعب فى تلك المناطق النائية على أصحابها الوصول للمستشفي، ويقدم المستشفى أيضاً خدمات الاستجابة لحالات الطوارئ خلال 24 ساعة بكافة أيام الاسبوع. وتقدم الجمعية خدمات توعوية لأصحاب الحيوانات لتعريفهم كيفية العناية بحيواناتهم، كما تستعين بعدد من الرائدات الريفيات فى مختلف القرى لنشر أفكار الرفق بالحيوان ومساعدة المجتمعات الريفية للوصول إلى ثروة حيوانية خالية من المشكلات. وقد تم افتتاح عدد من العيادات فى المحافظات المصرية بعد مستشفى القاهرة فى الإسكندرية والأقصر وأسوان وإدفو ومرسى مطروح والمنصورة. وإذا كانت مصر هى النواة لإنشاء مؤسسة بروك الدولية ومقرها المملكة المتحدة فقد تم التوسع فى تقديم الخدمة للحيوانات العاملة المتاجرة للمساعدة فى عدد كبير من الدول الأكثر احتياجاً ومنها افغانستان وإثيوبيا وبوركينا فاسو والهند وكينيا وجواتيمالا والمكسيك ونيبال. وتعتبر الملكة كاميلا باركر زوجة الملك تشارلز الرئيسة الشرفية لمؤسسة بروك الخيرية على مستوى العالم والتى زارت المستشفى بالقاهرة عدة مرات بصحبة زوجها.