»مفيش حلاوة من غير نار« مثل شعبى مصرى يحمل الكثير من الرسائل.. فأى نجاح أو قوة، أو غنى لن يأتى إلا بالتعب والجهد والعرق والصبر والتضحية، وأيضاً فإن أهالينا الطيبين ينصحوننا دائماً بالقول: »اتعب وإنت صغير ترتاح وانت كبير.. اضغط على نفسك، واتحمل واصبر وكافح وغامر تستطيع أن تحقق أحلامك وتعيش حر عاوز تبقى قوى والناس تخافه وتهابه بدون إعداد واستعداد، واستثمار فى الصحة، وتدريبات وهذه القوة مدعومة بالأخلاق والحكمة، هنا تصبح محل احترام وهيبة الناس«.
فى مصر منذ أكثر من 01 سنوات اكتشفنا وأدركنا أننا أمام تحديات وأزمات ومشاكل كثيرة، ولذلك عانت من الهشاشة، ثم حلت عليها رياح الفوضى، وعاصفة الإرهاب الأسود، وتمكن منها فيروس الإخوان اللعين، باختصار وصلنا لحالة مأساوية فى 03 يونيو 3102، وعزل الشعب نظام الإخوان المجرمين.. وبدراسة ما حدث فى فترة ما قبل 1102، وما تلاها، حتى عزل محمد مرسى كانت هناك ثغرات قاتلة، ونقاط ضعف كثيرة تعانى منها الدولة المصرية.. ومع كل ذلك كان الإدراك الاستراتيجى أن هذه الدولة نجت من مؤامرة، والسؤال هل بعد ذلك نتركها لهذه الحالة من الضعف والوهن والخراب وتكون عرضة للسقوط مع تجدد المؤامرات والمخططات التى لا تنتهى ونحن ندرك أنها مستهدفة، وأن قوى الشر لن تتركها.. ثم ما المسار الصحيح والطريق الرشيد الذى نسلكه لتحصين الدولة المصرية وتحويلها من دولة آيلة للسقوط إلى دولة القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة، لم يكن هناك وقت، أو رفاهية، أو حتى فرصة لوضع أولويات فكل شىء فى أسوأ حالاته والوصول إلى نقطة القوة والتقدم يحتاج إلى قواعد صلبة وخلاقة للانطلاق منها إلى آفاق الصعود، هو مسار أجيال، عزمت مصر الجديدة وقيادتها الوطنية إلى المضى فيه بإيمان ورؤية وإرادة وكفاح ونضال حتى الوصول إلى الخلاص من معاناة وأزمات ومشاكل متراكمة، ونقاط ضعف واضحة، وصعوبات جمة، لابد ولا سبيل إلا الوصول إلى القوة والقدرة، وبناء الإنسان، ليست القوة والقدرة العسكرية والأمنية فحسب، كل تلك الشاملة والمؤثرة وانتشال المواطن المصرى من حالة الإحباط والمعاناة فى كل شىء، فى كل خدمة أو سلعة يريد الحصول عليها فى أمل لطالما حلم به وتطلع إليه ولطالما سأل نفسه متى نرى مصر فى عداد الدول المتقدمة، متى نجد هذا التطور الذى نراه فى دولة أوروبية أو حتى أقل منا، أو بدأت تجربتها معنا أو من بعدنا، سؤال كان يتكرر كثيراً وتطرحه الأجيال تلو الأجيال دون أن يتحقق لذلك عزم الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو الذى رصد وعايش كل أوجاع وآلام هذا الوطن، ومعاناة هذا الشعب، آمن أن من حق المصريين أن يعيشوا الحياة الكريمة لذلك انطلق بلا هوادة، بلا توقف، أو فتور، بنفس وتيرة الحماس، يكافح على كل الجبهات..
قرر أن يطهر البلاد من دنس الفوضى والإرهاب والتجرؤ على الدولة ومؤسساتها، فحقق ما أراد، وأتاح للمصريين كامل الأمن والأمان والاستقرار، وقضى على التكفير والتشدد ورفع السلاح فى وجه الدولة، وكافح الفساد، واستباحة أموال ومقدرات وأراضى الدولة، واجه كل الثغرات والتجاوزات، والتعديات على الأراضى الزراعية، وأجهز على العشوائية، وشيد قلاع الدولة الوطنية، وبنى مؤسساتها العصرية دولة القانون والمؤسسات التى لا تعرف التمييز أو المجاملات وترفع مبادئ العدل والمساواة والمواطنة والوسطية، فالجميع مصريون لا فرق بين مواطن وآخر إلا بالجدارة والعمل والاستحقاق، هذه هى البنية الأخلاقية والهيكلية للدولة المصرية الحديثة، بعد أن خلصها السيسى من فيروسات قاتلة وجنبها شر الفتن، والإهمال والتهميش والتجاهل.
خاضت مصر على مدار أكثر من 01 سنوات ملحمة كبرى وعظيمة، فى بناء القوة والقدرة الشاملة برؤية وإرادة، قررت القيادة السياسية، أن تنقل مصر إلى مرحلة غير مسبوقة، بناء وتنمية كل شىء، ورفع قدرات، ومضاعفة مقدرات الدولة المصرية، لم تقتصر فقط على بناء قوة الردع الفائقة، وتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى العالم وفقاً لرؤية استراتيجية تعمل على الوصول إلى كافة التهديدات القريبة والبعيدة التى تحدق بالأمن القومى المصرى، ولحماية المقدرات والثروات المصرية فى البر والبحر، وتكون صمام الأمان للوطن والمواطن.
كل مشروعات البناء والتطوير والتحديث العملاقة، كانت فى توقيت واحد ومتزامن، وفى جميع ربوع البلاد.. قطار التنمية يسابق الزمن، إقامة بنية تحتية عصرية طرق وكبارى وموانئ ومطارات ووسائل نقل ومواصلات حديثة ومتطورة فى ربط عبقرى لكل مناطق البلاد لتسهيل حركة التنقل والتجارة والعمل، وتوسيع نطاق العمران وخلق مجتمعات شاملة، ونهضة زراعية قضت على التقزم والتعديات واستعانت بالعلم والتكنولوجيا وشمولية المشروعات وإضافة ٥.٤ مليون فدان، وبناء المدن الجديدة الذكية التى تعد علامة فارقة فى إبداع فكر الدولة المصرية، وشهادة تفوق فى مجال الطاقة والقضاء على أزمات الكهرباء وتحقيق فائض بتكلفة وصلت إلى تريليون جنيه، وتعمير وتنمية سيناء وهى قضية أمن قومى، ثم تنمية وتطوير قرى الريف المصرى، ثم اكتشافات غير مسبوقة فى مجال الغاز والبترول وهناك المزيد، ثم الاستفادة والاستثمار فى موقع مصر الجغرافى المتميز، ومواكبة العصر فى تقديم الخدمات، والحفاظ على الأمن السيبرانى المصرى، واستعادة الريادة فى مجالات كادت تختفى مثل صناعة الغزل والنسيج.. أموال مصر أنفقت على بناء مصر الحديثة وعلى أرضها، لم تضع هباء وجاءت فى محلها.. ونستطيع القول إن مصر فازت بما حققت وأنجزت ولو فكرت فى تنفيذ هذه المشروعات العملاقة وهى بالآلاف، ومن يتشدقون ويزعمون أن الديون كثيرة أقول إن مصر لم تتأخر فى سداد التزاماتها وأن هذه الأموال تحولت إلى مشروعات وأصول عملاقة، أدت إلى قوة الاقتصاد المصرى وتحويله إلى خانة »الواعد«، وأن كل دول العالم حتى المتقدم والغنى منها عليهم ديون ويسددون وهذا ليس عيباً طالما أن القدرة على السداد موجودة أو أن هذه الأموال تحولت إلى قلاع اقتصادية ضخمة وعملاقة.