على السوشيال ميديا: حاليا «بوستات» تنتشر على الصفحات والمجموعات من بنت تسوق لعمل والدها الحرفى أو الحر..بكلمات من القلب وصور تعزز المضمون ورقم محمول للتواصل ثم مشاركة بالآلاف وانتعاش فى عمل الأب بفضل الابنة مديرة الأعمال المتطوعة!
إنها حكاية حب ووفاء غذتها السوشيال ميديا جعلت من ألطف الكائنات نماذج للايجابية فى دعم الآباء وانتعاش عملهم ورغم بساطة عمل الأب فى الغالب إلا أننا نلمح من الابنة فخرا واعتزازا بكفاح الأب وراء لقمة العيش.
الصديقة بسمة جاويش استوقفها المشهد وتحاورت مع بعض بطلاته لتنقل لنا تجارب بنات داعمات وكأن وراء كل عظيم امرأة ليست بالضرورة أن تكون الزوجة الوفية فقط بل الابنة الذكية القارة على التعامل مع لغة العصر : السوشيال ميديا.
45 سنة خبرة
ياسمين خريجة كلية التجارة والداعمة الأقوى لوالدها حسن عفيفى حسن تاجر النظارات منذ 45 سنة ومع التطورات التكنولوجية تقدمت ياسمين لمساعدته فى تطوير عمله بمنشور على جروبات الفيس بوك تدعو الناس للشراء منه، تقول: قررت نشر البوست عندما لاحظت توقف حال التجارة وشعور والدى بالإحباط رغم كفاحه من أجلى أنا واختي، اقدمت على هذه الخطوة وكان المنشور مفاجأة له فهو ليس لديه علاقة جيدة بالإنترنت، عندما فعلت ذلك شعرت وكأن الدنيا تطير بى وخصوصًا بعد سعادة والدى عندما يأتى له زبائن بسبب البوست.
رد الجميل
تحدثنا عبير محمود مصطفى خريجة كلية التجارة عن مشوار الأب والأم فى تربيتها وتعليمها قائلة: أبى أعمال حرة عندما وقعت جائحة كورونا توقف عمله ثم خطرت على باله فكرة صناعة الشوايات لكى يدعم البيت، وقتها قررت أن اقوم بنشر المشروع على جروبات الفيس بوك مع رقم للتواصل وأصبح مشروعنا أونلاين وقمنا بتوصيل الشوايات وسعيدة جدًا لأن تعب أبى جاء بفائدة فإن التكنولوجيا سلاح مفيد بدونه كنا لم نستطيع الوصول للناس.
تضيف «لقد تعب أبى فى حياته كثيرًا ودائمًا كان يسند نفسه وما فعلته أبسط رد جميل وليس أنا فقط من أدعم أبى فأمى هى أكبر داعمة وتعمل معه.
دعاية مجانية
ولا يتوقف فكر التسويق الالكترونى لمشروع الأب على دارسات التجارة فها هى سارة مصطفى أحمد رمضان خريجة الدراسات الإسلامية تشرح لنا كيف ساعدت والدها فى عمله: «بسبب الظروف حاولنا نبحث عن وسيلة تروج عمل والدى فى الرخام فقمت بتصوير بعض نماذج أعماله ورفعتها على جروبات الفيس بوك مع كتابة التفاصيل وبالفعل تواصل معى البعض والبعض اكتفى بالتشجيع بكلمات مثلا «فخورة بيكي، والدك أحسن تربيتك».
وتستدرك أنها لم تجد -حتى الآن- زيادة كبيرة فى الزبائن لكنها بالتأكيد تشعر بالسعادة بهذه الخطوة.
لكنها لم تخبر الأب عن هذا الأمر حتى لا يشعر بالحرج أو يظن أنها تبحث له عن زبائن ثم أخبرته عندما كان الزبائن يتساءلون عن الأسعار.
بدون متجر
أما طالبة التربية الفنية ياسمين محمد أحمد فلها حكاية أخري: «والدى لا يعمل فى عمل مستقر أو بمرتب ثابت ولكن مؤخرا يشترى منتجات تنظيف من تجار ويقوم ببيعها دون أن يكون له متجر خاص وطلب منى فى سبتمبر الماضى أن انشر على الفيس بوك أنه يريد مشترين للمنتجات، وتفاجأت أن المنشور انتشر واشترت منا الناس بالفعل وفرق للغاية مع والدي».
وتواصل بفخر: «باع عن طريقى 24 عبوة من الشاور جيل بمعدل 2 كرتونة وهذا ما شجعني».. ونظنها ستواصل الطريق حتى حلم المتجر الخاص.
شهادة شطارة من الخبراء
يعلق دكتور حسن الخولى استاذ علم الاجتماع بعين شمس عن انتشار هذه منشورات التسويق من خلال البنات فى مقابل ظهور أقل للأبناء الذكور فى التســـويق الالكتــرونى لمشــــروعات الأهـــــل قائلاً: «لا نستطيع الجزم أن البنات أكثر مهارة فى هذه الأمور لكنهن بصفة عامة أكثر مثابرة من الأولاد وحتى الإحصائيات التحليلية فى التعليم وجدت البنات أشطر فى المتوسط، لذلك نجد أن البنات أكثر إيجابية بما لديهن من إرادة وجدية».
مضيفا: «عندما يقرر الأبناء الذكور التسويق لعمل الآباء فربما يتخذون طرقا أخرى مثل التواصل المباشر باللقاءات الشخصية أو الشللية أو المعارف فهم يستخدمون الاتصال الشخصى لكن البنات يلجأن إلى المنشورات عبر السوشيال ميديا كوسيلة ترويج آمنة بسبب القيود المفروضة عليهم فى العلاقات الاجتماعية وبالفعل تنال منشوراتهن الإعجاب والانتشار».