وجَّه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفى الأسبوعى الذى عقده أمس عقب اجتماع مجلس الوزراء، التهنئة لجموع الشعب المصرى بمناسبة ذكرى يوم العاشر من رمضان مؤكدا أنه هو اليوم الذى يعد يوم فخر لكل مصري، نتذكر فيه جميعاً ذكريات النصر العظيم فى أكتوبر والعاشر من رمضان، والذى تزامن معه أيضاً هذا العام يوم الشهيد، حيث تم الاحتفال أمس الأول خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 41 للقوات المسلحة، بذكرى يوم الشهيد وذكرى العاشر من رمضان مشيرا إلى أن هذه الأيام تحمل كل معانى التضحية والفداء لشعب مصر من أجل وطنه، وهو أهم ما يميز الشعب المصرى ألا وهو استعداده للتضحية من أجل أرضه ووطنه، وهو الأمر الذى نفتخر به جميعاً.
وأضاف رئيس الوزراء انه كان فى نفس الأسبوع، اليوم العالمى للمرأة، وكانت هناك احتفالية للمرأة المصرية، التى طالما يخصها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بكل التقدير والاحترام، لدورها الداعم دائماً ولمواقفها الجليلة فى دعم ثبات الدولة المصرية، وأتوجه بالتحية للمرأة المصرية فى هذا الأمر.
وحول أبرز الأنشطة التى شهدها هذا الأسبوع، أكد رئيس الوزراء أن الرئيس كان يوم الجمعة فى زيارة هامة جداً للأكاديمية العسكرية المصرية فى العاصمة الإدارية الجديدة، واستمعنا جميعاً للرسائل المهمة التى قالها الرئيس، والتى كان من أبرزها والتى مستنا جميعاً كمصريين، هى تقديم الرئيس كل التحية والشكر للشعب المصرى على تماسكه ودعمه وتأييده للقيادة السياسية والدولة وتوحد الشعب المصرى ضد كل التحديات الخارجية التى تواجه الدولة المصرية، مُوجها فى هذا الصدد التقدير والاحترام للشعب المصرى على هذا الموقف الصلب، مُضيفاً أنه دائماً ما ينتهز الرئيس هذه الفرصة لعرض التحديات التى تواجهها الدولة المصرية بصورة واضحة، ورؤية الدولة المصرية الثاقبة فى عدم الانجرار إلى أى مغامرات من شأنها الإضرار بالصالح القومي، وكذلك ثوابت مصر فيما يخص القضية الفلسطينية، وهى ثوابت واضحة تماماً ولا تحيد عنها الدولة المصرية ولن تحيد عنها خلال الفترة القادمة بمشيئة الله.
وأشار رئيس الوزراء إلى مجموعة من النقاط التى شملها حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حول الدور الدبلوماسي، والسياسي، والإنسانى للدولة المصرية فى تعاملها فى القضية الفلسطينية، واستمرارها فى القيام بهذا الدور والموقف القوى الذى يحظى بتقدير من مختلف دول العالم.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الأسبوع الجارى شهد العديد من اللقاءات والاجتماعات التى عقدها رئيس الجمهورية، مع عدد من الوزراء، لمتابعة العديد من الموضوعات وملفات العمل، مُشيراً فى هذا الصدد إلى لقاء الرئيس أمس مع وزير السياحة والآثار، وما تم خلاله من الإعلان بصورة رسمية عن احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير يوم 3 يوليو القادم، مشيرا إلى توجيه الرئيس بأن تكون هذه الاحتفالية على أعلى مستوى من التنظيم والإعداد، بصورة تعكس ليس فقط تميز هذا الصرح العالمى الكبير، ولكن أيضاً تعكس مدى التقدم والانجاز الذى حدث فى مختلف أوجه الحياة فى الدولة المصرية، وما تم تنفيذه من مشروعات فى هذا الصدد خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن الرئيس ، خلال هذا الأسبوع أيضاً، التقى بوزير الإسكان، حيث وجه خلال اللقاء بقيام الدولة بإطلاق برنامج كبير جداً يتضمن الإعلان من خلاله عن عدد كبير جدا من الوحدات السكنية، على أن يتم ذلك عقب عيد الفطر المبارك، حيث سيتضمن الإعلان عن 400 ألف وحدة سكنية مرة واحدة، وهو العدد الاضخم على الاطلاق الذى سيتم الإعلان عنه، لمختلف المستويات والشرائح الاجتماعية، لتشمل الشباب، ومحدودى ومتوسطى الدخل، وتأكيد الرئيس فى هذا الشأن على أن يكون جزء من هذه الوحدات جاهز للتسليم الفوري، والحد الأقصى لتسليم باقى الوحدات خلال عامين من الإعلان عن تلك الوحدات.
وخلال المؤتمر الصحفي، أشار رئيس الوزراء إلى اللقاء الذى عقده رئيس الجمهورية، مع أحمد كُجوك، وزير المالية، حيث تم عرض ملامح موازنة العام المالى الجديد 2025-2026 على السيد الرئيس، مُوضحاً أنه وفقاً للاستحقاق الدستوري، تتقدم الحكومة بمشروع الموازنة الجديدة للبرلمان بحلول نهاية شهر مارس الجاري.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى الى أهم ما تضمنته موازنة العام المالى الجديد من زيادة كبيرة فى مخصصات الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم، وهى القطاعات التى تولى الدولة لها اهتماماً كبيراً، مُضيفاً أن مخصصات برنامج «تكافل وكرامة»، أحد أهم برامج الحماية الاجتماعية التى تتبناها الدولة، فى موازنة 2025-2026 بلغت 53 مليار جنيه مقارنة بـ40 مليار جنيه، كما أن هناك نموا كبيرا فى مُخصصات الصحة والتعليم بالموازنة الجديدة، مقارنة بالقطاعات الأخري.
وأضاف رئيس الوزراء أن رئيس الجمهورية أكد على استمرار الانضباط المالي، وترشيد الإنفاق خلال المرحلة المقبلة، مُضيفاً أنه تم خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية عرض المسار النزولى للدين، سواء الدين العام أو الدين الخارجي، وذلك على مدار العام المقبل، وكذلك على مدار السنوات الـ3 أو الـ5 المقبلة، وهذا أحد مُستهدفات الحكومة الذى تمضى فى تنفيذه.
وفى غضون ذلك، تطرق الدكتور مصطفى مدبولى إلى الحديث عما تم الإعلان عنه بشأن انخفاض معدل التضخم، مُشيراً إلى أن مؤشر التضخم هبط بطريقة غير مسبوقة، حيث أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن مُعدل التضخم انخفض إلى 12.5٪، لأول مرة منذ مارس 2022، وهو أقل رقم للتضخم منذ 3 سنوات، مشيرا إلى ما كان قد أشار إليه فى وقت سابق أننا نستهدف مع بداية عام 2026 أن نهبط بمعدل التضخم إلى ما دون أو فى حدود 10٪، وما تم الإعلان عنه هذا الأسبوع من انخفاض معدل التضخم، يُؤكد أن الدولة تمضى على الطريق السليم فيما يخص هذا الملف، وأن الإصلاحات الاقتصادية التى تم تنفيذها بدأت تُؤتى ثمارها، تحديداً فيما يتعلق بالتضخم، مُوضحاً أنه اتصالاً بذلك كان هناك لقاء مع محافظ البنك المركزى لبحث مسألة تطورات سعر الفائدة خلال المرحلة المقبلة مع استمرار مُضى التضخم فى المسار النزولى الذى انعكس على انخفاض أسعار عدد كبير من السلع، خاصةً السلع الغذائية والخضراوات والفاكهة، وفقاً لما جاء فى تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وأضاف الدكتور مدبولى أن الموارد الدولارية بمستوى جيد للغاية، ويتم مراجعتها مع محافظ البنك المركزى بصفة أسبوعية، وكان قد تم الإعلان عن زيادة الاحتياطى النقدى منذ الشهر الماضي، مُضيفاً أن هناك لقاء أسبوعياً مع المحافظ لمناقشة جميع الأمور المتعلقة باحتياجات الدولة، وهناك استقرار فى الأوضاع ولا توجد أى مشكلة فى الاحتياجات الدولارية.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى موافقة المجلس التنفيذى لصندوق النقد الدولى على المراجعة الرابعة لبرنامج مصر الاقتصادي؛ حيث تمت الموافقة على التمويل الخاص بهذا البرنامج وتمثل 1.2 مليار دولار كدفعة جديدة، إضافة إلى الموافقة على تمويل بموجب آلية تسهيل الصلابة والاستدامة يصل إلى 1.3 مليار دولار، سيتم صرفه على أقساط على مدار الفترة القادمة، وكانت مصر قد تقدمت به فى إطار المُبادرات الخاصة بالتحول الأخضر بقرض مُيسر للغاية، مُقارنة بالقروض الأخري، مشيرا إلى أسباب تأخر هذه المُراجعة الحالية، مشيرا إلى أنه فى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية، طلبت الحكومة مُراجعة المستهدفات، وتعديل بعض البرامج الزمنية لتنفيذ عدد من المستهدفات، وقد أقر الصندوق هذه التعديلات. وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع مجلس صندوق النقد حقق عدة أهداف، وحمل رسالة ثقة فى هذه المرحلة تتمثل فى أن الدولة المصرية مُستمرة فى برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومُستمرة فى تحقيق مستهدفاتها بالاتفاق مع الصندوق.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولى إلى عمل اللجان الاستشارية التى تم تشكيلها مؤخراً بمجلس الوزراء، مشيراً إلى أنه عقد لقاء مطولاً مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات، مؤكداً حرص الحكومة على متابعة أعمال هذه اللجنة، فى ضوء استهداف الدولة زيادة ومضاعفة الصادرات المصرية، حيث لفت إلى أن اللقاء بدأ بإشادة أعضاء اللجنة بالخطوات التى قامت بها الحكومة فى الفترة الأخيرة، والإصلاحات القوية التى تمت، ثم شهد اللقاء عرض ورقة السياسات التى أعدتها اللجنة، إلى جانب طرح طلبات مهمة من جانب اللجنة ترى أهمية البدء فى تنفيذها بالتنسيق مع الحكومة، والتى تستهدف تسهيل الإجراءات فى كل القطاعات التصديرية، من أجل مضاعفة معدلاتها خلال الفترة القادمة.
فى بداية الاجتماع الأسبوعى للحكومة أمس.. قال د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بث عدة رسائل مهمة خلال الندوة التثقيفية الحادية والأربعين للقوات المسلحة، أمس الأول، بالأكاديمية العسكرية، وكلها تبعث على الطمأنينة، والتى تؤكد أن مصر قادرة على حماية أمنها القومي، فى ظل الظروف والتحديات الإقليمية والدولية، وأنها لا تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية، ومساعى مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلام للمنطقة، كفاعل رئيسى فى هذه القضية.
أضاف: أن هناك تأييدا واضحا من المجتمع الدوليّ لخطة الإعمار والتعافى المبكر التى قدمتها مصر ووافقت عليها القمة العربية مؤخرا خلال انعقادها بالقاهرة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى الاجتماع الذى حضره أمس ، والذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمناقشة الترتيبات والأمور التنظيمية المتعلقة بالاحتفالية المقررة لافتتاح المتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى أنه تم عرض التصورات المقترحة للاحتفالية وتجهيزاتها على الرئيس، وكذلك الفعاليات التى تتضمنها الاحتفالية، فضلا عن الخطة الترويجية لها.. وأوضح أن الرئيس السيسى كلف بتشكيل لجنة عليا لمتابعة جميع التفاصيل المرتبطة بهذه الاحتفالية المهمة، كما وجه الرئيس بالاهتمام بكل الخدمات اللوجيستية، مع بذل كل الجهود اللازمة وتكثيف الاستعدادات حتى تخرج هذه الفعالية على أعلى مستوى من التنظيم، وبما يليق بمكانة وتاريخ الدولة المصرية.
أضاف أن هذه الاحتفالية ستكون فرصة عظيمة؛ لإبراز ما تحقق من إنجازات، ولا سيما ما تم تنفيذه من مشروعات تنموية فى جميع قطاعات الدولة خلال الفترة الماضية.
رئيس الوزراء.. بعد توقيع بروتوكول تعاون مع المجلس العربى للطفولة والتنمية:
نستهدف تأهيل النشء لمرحلة التعليم الأساسى.. تنفيذاً لرؤية القيادة السياسية
الأمير عبدالعزيز بن طلال: نشكر مصر لحرصها على التعاون مع المؤسسات التنموية
أكد د.مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تولى أهمية قصوى لإتاحة تعليم على درجة عالية من الجودة فى جميع المراحل التعليمية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال التى تعد مرحلة مهمة للغاية حيث يتشكل فيها وعى الطفل وشخصيته.
جاء ذلك بعد أن شهد د.مدبولى أمس توقيع بروتوكول تعاون بين صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء والمجلس العربى للطفولة والتنمية بهدف دعم القدرة المؤسسية لمركز تنمية الطفولة المبكرة بالمدينة التعليمية بمدينة السادس من أكتوبر ليكون بمثابة مركز رئيسى لدعم قدرات عدد من روضات الأطفال الواقعة فى نطاقه.
أشار د.مدبولى إلى مشروع «روضات جيل ألفا» الذى يتبناه «صندوق تطوير التعليم»، مؤكداً أن المشروع يستهدف بناء قدرات النشء وتأهيلهم لمرحلة التعليم الأساسى وذلك تنفيذاً لرؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل يبدأ من الاهتمام بالنشء.
وقالت د.رشا أشرف أمين عام «صندوق تطوير التعليم» إن بروتوكول التعاون الذى يمثل تعاوناً مصرياً عربياً يأتى لدعم مشروع «روضات جيل ألفا» ويهدف إلى تطوير منظومة الطفولة المبكرة وإحداث نقلة نوعية فى هذا القطاع المهم وذلك من خلال دعم القدرة المؤسسية لمركز تنمية الطفولة المبكرة بالمدينة التعليمية بمدينة السادس من أكتوبر واستحداث نموذج متميز لمراكز التنمية المهنية لرياض الأطفال.
وأضافت «شرف» أن هذا المشروع الطموح لإطلاق «روضات جيل ألفا» يعكس التزام الدولة بتطوير منظومة الطفولة المبكرة فى مصر، وفقاً لأفضل المعايير التربوية ويسهم فى تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لدعم هذا القطاع بما يساعد فى تحقيق التنمية المستدامة وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل حيث سيعمل المشروع على توفير بيئة تعليمية متكاملة تواكب أحدث المعايير العالمية وتساهم فى بناء أجيال قادرة على مواكبة تحديات المستقبل.
من جانبه، قال الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» ورئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية إن هذا التعاون يأتى إدراكاً لضرورة العمل على تنمية الطفولة المبكرة باعتبارها استثماراً حقيقياً للمستقبل ولتحقيق التنمية المستدامة، مبدياً سعادته بالعمل للارتقاء بمركز تنمية الطفولة المبكرة بالمدينة التعليمية ليكون مركزاً متميزاً إقليمياً وعالمياً، حتى يتمكن من مواصلة دوره الإيجابى منذ تأسيسه عام 2003 بمبادرة من صاحب السمو الملكى الأمير طلال بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ الرئيس المؤسس لبرنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند».
وتوجه الأمير عبدالعزيز بن طلال بالشكر لمصر قيادة وحكومة لحرصهما الشديد على تعزيز التعاون مع المؤسسات التنموية لتسهم فى الحراك التنموى الإنسانى المتسارع فى مصر.