الاحتلال يقر بمقتل ضابط وإصابة 3 عسكريين.. ونتنياهو يتمسك بالإبادة
يتواصل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة حيث استشهد وأصيب العشرات أمس فى غارات جوية، مع تحذير اليونيسيف من دخول الأزمة الإنسانية حالة المجاعة وانهيار مستشفيات الأطفال.
وبالتزامن شهدت مدن وعواصم عالمية احتجاجات تضامنية مع فلسطين، بينما يصر نتنياهو على مواصلة الحرب حتى ما أسماه «القضاء على حماس»، وجددت حكومته الدعوات باحتلال القطاع وقطع الوقود عنه.
ميدانيًا استشهد ما لا يقل عن 25 فلسطينيًا فى قصف إسرائيلى علي غزة وفقًا لمصادر طبية، فى وقت حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من انهيار مستشفيات الأطفال فى القطاع الفلسطينى بسبب استمرار جيش الاحتلال فى منع دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية.
وأكدت المصادر استشهاد 9 فلسطينيين -بينهم نساء وأطفال- إثر قصف إسرائيلى منزل عائلة درويش في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كما استشهد 5 مواطنين بقصف لمسيرات إسرائيلية على شارع النخيل فى حى التفاح شرقي مدينة غزة، وتسبب قصف من مسيرة إسرائيلية ـ على تجمع للمواطنين فى بلدة بيت لاهيا شمالى القطاع ـ فى استشهاد مواطن وإصابة آخرين.
استشهدت فلسطينية وأصيب 4 آخرين منهم أطفال فى قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوى نازحين فى مواصي خان يونس جنوب القطاع. واستشهد مواطنون وجرح آخرون فى غارة إسرائيلية على منزل فى حى المنارة جنوبى مدينة خان يونس.
شنت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية غارات عنيفة على بلدة عبسان الكبيرة شرقى مدينة خان يونس. وأطلقت زوارق الاحتلال نيران المدفعية باتجاه شاطئ مدينة رفح جنوبى غزة. ووسط القطاع المدمر، تطلق دبابات الاحتلال قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المواطنين فى مدينة دير البلح ومخيم المغازي.
أقر الجيش الإسرائيلى بمقتل ضابط فى صفوفه وإصابة 3 عسكريين آخرين، بينهم ضابطة، بجروح خطرة، فى إحدى المعارك فى شمال قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال فى بيان مقتضب مقتل قائد فرقة كشافة الرقيب أول غالب النصاصرة، 35 عامًا، من مدينة رهط. وأضاف البيان أن ضابطة وجنديين آخرين أُصيبوا بجروح خطرة فى الحادث ذاته، دون الكشف عن ملابساته، وأن المصابين نُقلوا إلى المستشفى وأن عائلاتهم أبلغوا.
كما أعلنت كتائب القسام أنها نفذت كمينًا شرق بيت حانون شمالى القطاع قصفت فيه عربة تابعة لقيادة لكتيبة جمع المعلومات فى فرقة غزة بالإضافى إلى قصف قوة الإسناد فور وصولها إلى الموقع، مؤكدة أنها قتلت وأصابته منهم.
إجمالا، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكى منذ 7 أكتوبر 2023، عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وعن الضفة الغربية، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن نوابا بالكنيست الإسرائيلى من الائتلاف الحاكم تقدموا بمشاريع قوانين لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.
على الصعيد الإنساني، قال أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فى غزة إن القطاع دخل حالة مجاعة وإن الوضع الإنسانى بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي. وأضاف الشوا أنه إذا لم تفتح المعابر قريبًا جدًا، فسيكون الوضع كارثيًا أكثر مما هو عليه الآن.
أكدت يونيسيف أن مستشفيات الأطفال وحديثى الولادة فى غزة تفتقر إلى معدات طبية، وتعمل فى ظروف بالغة الصعوبة، فى ظل استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ 18 مارس الماضي.
من جانبه أكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمس أنه لن ينهى حرب الإبادة في قطاع غزة المتواصلة للشهر الـ19 إلا بتدمير قدرات حماس المدنية والعسكرية كاملةً، على حد وصفه، كما أصر على إقامة ما سماه «مناطق أمنية» فى لبنان وسوريا، فى انتهاك متواصل لسيادة البلدين.
يأتى ذلك رغم تصاعد الاحتجاجات فى الشارع الإسرائيلى والمطالبات، عبر عرائض وقعها مدنيون وعسكريون احتياط ومتقاعدون، لإعادة الأسرى بغزة عبر وقف الحرب. ويقول المحتجون والمعارضة إن استمرار الحرب على غزة لا يخدم أمن إسرائيل، وإنما مصالح نتنياهو.
كما اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين فى غزة أمس نتنياهو بالتخلى عن أبنائهم وإطالة أمد الحرب محذّرة من تراجع فرص إعادتهم أحياء، وفشل الجيش فى حسم المعركة داخل القطاع.
من جانبهما جدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعوته لاحتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري، فى حين دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى منع الوقود والكهرباء عن القطاع ومعارضته أى اتفاق هدنة.
وفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن نحو 66٪ من قطاع غزة أصبحت ممنوعة على الفلسطينيين سواء لاعتبار إسرائيل لها مناطق عازلة أو مناطق تم إنذار السكان بإخلائها.
على صعيد متصل شهدت عواصم ومدن عالمية، آسيوية فى إندونيسيا واليابان، وأوروبية فى فرنسا وألمانيا وهولندا والدنمرك وبريطانيا وإيطاليا مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين. وتظاهر الآلاف تضامنًا مع أهل غزة، واستنكر المشاركون فى الفعاليات الشعبية العدوان الإسرائيلى المستمر على سكان القطاع، وأكدوا دعمهم الكامل للشعب الفلسطينى فى نضاله، داعين لمواصلة المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الشركات الداعمة لإسرائيل. وانتقد المتظاهرن إغلاق المعابر وصعوبة وإيصال المساعدات إلى سكان القطاع مطالبين بمقاطعة إسرائيل ووقف الحرب على غزة.