أتوقف هذه المرة امام ثلاثة من المصريين.. خرجوا من بيننا.. كل واحد منهم نموذج مختلف.. له دوافعه.. الأول هو الشاب الطبيب محمود أبو عمشه البالغ من العمر 27 عاماً.. ترك اهله وبيته وعائلته.. حمل روحه على كفه.. منطلقا الى غزه.. يقف فى مستشفياتها.. يعالج كل مصاب.. يفعل المستحيل لإنقاذ حياة الناس هناك.. استشهد وهو يؤدى واجبه.. مرفوع الرأس.. منتصب الهامة.. يحمل فى يده سماعته الطبية.. كسلاح للرحمة.. وتخفيف معاناة كل مصاب.. أبوعمشه.. قدم للعالم كله النموذج فى الوطنية وعشق الانسانية.. والعطاء دون إنتظار مقابل من اى مخلوق.. فقط تقربا الى الله.. ابو عمشه سقط شهيدا فى اشرف واقدس المعارك.. معركة إنقاذ أرواح الناس.. اسمحوا لى ان اقدم لكم ما قالته نقابة الاطباء فى نعيها للشهيد البطل محمود أبو عمشه.. قالت : كان يحمل فقط سماعته وابتسامته.. ويدا ممدودة بالرحمة.. كان صوتا للحياة وسط الركام.. ونبضا من نور فى ظلمة القصف.. استشهد وهو يؤدى انبل ما يمكن للانسان ان يقدمه.. إنقاذ حياة.. هذا هو الطبيب الشهيد محمود أبو عمشه.. اما الشخصية الثانية التى تستحق ان نتوقف امامها.. محمد صلاح.. النجم العالمى.. الذى بهر الدنيا كلها فى عالم كرة القدم.. كتب تاريخه بأحرف بارزة من النور.. محمد صلاح الذى خرج من احدى قرى مصر.. ليصنع اسما مضيئا فى سماء مدينة ليفربول.. بل وفى العالم كله.. محمد صلاح الذى شق طريقه بذراعه.. كان ينام خلف بوابة مدخل نادى المقاولين العرب.. ليوفر قيمة ذهابه وعودته من قريته الى النادى.. انه صاحب اعظم قصة كفاح عرفتها الملاعب المصرية.. صحيح ان الله منحه الموهبة.. لكنه اجتهد وبذل قصارى جهده لتنميتها.. وتوظيفها فى مكانها السليم.. واشتغل على نفسه طوال الوقت.. حتى حقق ما لم يحققه لاعب مصرى أو حتى عربى.. محمد صلاح.. الذى اصبح أيقونة العرب.. بل وأفريقيا والعالم كله.. نموذج فرض نفسه بجهده وموهبته واصراره على النجاح.. فى عالم الكرة.. كم كانت فرحتنا جميعا بخبر تجديد عقده مع ناديه ليفربول.. لمدة موسمين.. ليس لشئ.. الا انها رغبة نجمنا محمد صلاح.. الذى سيتقاضى فى الموسمين راتبا يصل الى 41 مليوناً و 600 ألف جنيه استرلينى.. ما اعظم لحظات السعادة بداخلنا.. عندما نسمع الجماهير وهى تزلزل المدرجات.. بأغنية خاصة وضعت كلماتها لمحمد صلاح.. لا اريد ان اخوض فيما يفعله محمد صلاح من أعمال خير ومساعدات لابناء قريته.. فكلنا يعرفها جيدا.. والجميل ان إدارة ليفربول.. قررت تعويض محمد صلاح عن السنة الثالثة التى كان يصر عليها.. بزيادة راتبه السنوى.. لتصبح ترضية مقبولة من ابننا محمد صلاح.. الجمهور الإنجليزى.. اطلق على محمد صلاح.. الملك المصرى.. حتى فى الأغانى التى تتعالى أصواتهم بها فى المدرجات.. اعترافا منهم علانية بمصريته.. وهكذا يتردد اسم مصر فى سماء انجلترا.. ممثلة فى ليفربول.. عندما يسجل محمد صلاح هدفا.. انه سفير فوق العادة.. لمصر والعرب وأفريقيا.. اما النموذج الثالث فهو الممثل محمد رمضان.. الذى حقق نجومية كبيرة.. ومع ذلك يقوم بتصرفات مشينة.. آخرها الظهور ببدلة رقص.. فى امريكا.. والرقص بها.. بصورة كريهة ومبتذلة.. وهو ما جعل نقابة الموسيقيين تتبرأ منه.. ومن الرقص الذى اداه.. والاسوأ انه كان يحمل علم مصر.. ويلتف به.. أين القيم الفنية والضوابط المهنية.. ولماذا هذا السقوط من فنان مصرى.. ماذا يريد من هذه الافعال.. الا يعلم.. ان مثل هذه الأعمال.. تزيد من سخط الناس عليه.. انظروا ماذا كان رد فعل الجميع على السوشيال ميديا.. انه يسئ لنفسه.. والفن الذى ينتمى اليه.. من هنا نحن امام ثلاثة نماذج مختلفة.. يا ترى ما هى دوافع كل نموذج.. شتان بين من يؤدى عملا انسانيا نبيلا.. وآخر سفيرا يحمل اسم مصر عاليا.. بكل فخر.. وثالث يلاحقه سخط وغضب الناس.. ابحث عن القرب أو البعد من الله.. وعن الأب والأم.. لتعرف الدوافع.