من الواضح أننا أمام مخطط كبير بدأ فى التنفيذ فى نهاية العام الماضى .. انطلقت شرارته مع بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة الذى قارب أن يكمل شهره الـ14 دون أن تتوقف حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال ضد السعب الفلسطيني، وفشلت كل محاولات وجهود وقف هذا العدوان فى تواطؤ ومؤامرة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية التى تروج لاهتمامها بوقف العدوان الإسرائيلى وهى فى الحقيقة من تقود المخطط والعدوان على فلسطين ولبنان وسوريا وأن بنيامين نتنياهو مجرد واجهة ومقاول تنفيذ ماكيت المخطط ويحظى بدعم غير محدود، سواء عسكريًا أو لوجستيًا أو ماليًا وسياسيًا ودبلوماسيًا وقانونيًا، وتتحرك القوات الأمريكية بأساطيلها وبوارجها ومقاتلاتها وصواريخها لحماية اجرامه، ولعل استخدام أمريكا لحق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والضفة الغربية، وانقاذ الشعب الفلسطينى من حرب الإبادة والحصار والتجويع الذى بلغ حدًا وتجاوز مرحلة الكارثية.. وهو ما يفضح الدور الأمريكى الشيطانى والاساسى فى محاولة إبادة الشعب الفلسطيني، وتدمير كافة مقومات الحياة فى قطاع غزة لتنفيذ خطة تصفية القضية الفلسطينية والتهجير.
على مدار شهر استمر العدوان الإسرائيلى على لبنان، قتل واصاب الآلاف، وهجر سكان قرى الجنوب واستباح كل شيء واغتال قيادات حزب الله، حتى وصل إلى اتفاق على وقف اطلاق النار أو الهدنة لتنفيذ القرار 1701 وحتى هذه اللحظة هو اتفاق هش، يصفه نتنياهو بأنه ليس وقفًا أو حتى هدنة، وأن الحرب قائمة، وتم تسجيل خروقات إسرائيلية سافرة، باستهداف مواقع لحزب الله وقصف الضاحية الجنوبية وفرض حظر تجوال على سكان قرى الجنوب ومازالت قوات جيش الاحتلال موجودة فى الجنوب، وهو اتفاق يبدو أنه لن يستمر طويلاً وراءه أهداف خبيثة وأن الكيان الصهيونى لن يتنازل عن تدمير كامل لحزب الله، وقطع خطوط الإمدادات عنه خاصة الإيرانية.
ما بين جبهات غزة والضفة ولبنان واليمن وإيران والعراق التى استمرت لأكثر من عام وأيضا ما بين استهداف لسوريا خلال هذا العام إلا أن الأمور وعقب ساعات قليلة من سريان وقف اطلاق النار بين لبنان وحزب الله انفجرت الأوضاع فى سوريا فى شكل هجمات لمنتخب الميليشيات الإرهابية تحت مسمى هيئة تحرير سوريا التى تقودها جبهة النصرة التى تتبع تنظيم الإخوان الإرهابى بقيادة ما يسمى أبو محمد الجولانى والمدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا والتى تم تدريبها وتسليحها بأسلحة حديثة خلال الأشهر الماضية، وما أن فتئت الحرب الإسرائيلية على لبنان فى التوقف اندلعت الهجمات الإرهابية على حلب السورية وادلب، وجاءت الاخبار الأخيرة بسيطرة الميليشيات الإرهابية على العديد من الاحياء فى مدينة حلب والجامع الأموى الكبير، فى تطور خطير يطرح العديد من التساؤلات الكثيرة حول أهداف ما يحدث وإلى أين تذهب المنطقة، وما علاقة ذلك بما قاله نتنياهو عن تغيير الشرق الأوسط، وما هذه الجبهات التى تفتح، مع استمرار التصعيد والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة وعجز المجتمع الدولى والعالم عن ايقاف حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى الاعزل بعد استشهاد 44.5 ألف شهيد فلسطينى 70 ٪ منهم من النساء والأطفال وأكثر من 100 ألف مصاب وآلاف المفقودين.
من الواضح أيضا أننا أمام مخطط بات واضح المعالم، وأن هناك إصراراً على قطع رأس أذرع إيران فى المنطقة وقطع خطوط الإمداد عن حزب الله فى لبنان.
من أهم نتائج هجمات الميليشيات الإرهابية فى الشمال السورى على حلب وإدلب، أن الجميع تأكد أن من يدير ويحرك هذه الميليشيات التى ظلت فى حالة سكون لأكثر من 4 سنوات ولم تقذف إسرائيل بحجر رغم عدوانها على الأراضى الفلسطينية وحرب الإبادة ضد الشعب الاعزل.
بطبيعة الحال المنطقة تشهد تنفيذ مخطط خطير وشيطانى ربما يستهدف فى مراحله الأولى تدمير أذرع إيران ومن هنا أخشى أن يصل العدوان الصهيونى إلى العراق فى ظل تهديدات نتنياهو السابقة خاصة أن جماعات عراقية تستهدف إسرائيل بالمسيرات اسنادًا لغزة وكأن الكيان الصهيونى وجد المبررات والذرائع وخلق الأسباب التى تدفعه إلى العدوان ضد بعض الدول العربية كما حدث فى فلسطين بعد عملية السابع من أكتوبر ثم لبنان بعد مشاركة حزب الله ثم ضربة أمريكية بريطانية لليمن ثم سوريا التى هدد وتوعد نتنياهو باستهدافها وها هو الآن يخوض حرباً بالوكالة واستخدام الميليشيات الإرهابية.. لكن السؤال المهم الآن هل هجمات الميليشيات الإرهابية التى باتت تعمل تحت راية وكيان واحد هو هيئة تحرير الشام وبدعم دول متعددة فى مركز واحد للعمليات وبعد الهجوم على حلب وادلب قد يمكن استخدامها للتوسع فى مناطق أخرى مستهدفة خاصة أن هذه الجماعات والميليشيات الإرهابية وصمت الدول التى صنعتها وأوجدتها، ودعمتها وتحركها بشكل لم يعد يقبل الشك هل يتنامى دورها وعملياتها القذرة فى محاولة لتحقيق أهداف تحالف الشر والشيطان، فى محاولة أخرى بعد فشل المحاولات السابقة فى ظنى أن الأمر يتطلب الحذر واليقظة من الجميع.
دعونى أقف احترامًا واجلالاً وتقديرًا
للرئيس عبدالفتاح السيسى على ما حققه من عمل وانجاز عظيم فى مضاعفة القوة والقدرات المصرية وتحديث وتطوير الجيش المصرى العظيم فى استباقية واستشراف لما يجرى الآن فى المنطقة من حرائق وصراعات واضطرابات ومخططات ومؤامرات لقد اثبتت رؤيته جدواها على أرض الواقع ونجنى ثمارها الآن فى أمن وأمان واستقرار والحقيقة أن مصر هى الصخرة الصلبة وحجر العثرة، والشوكة التى تقف فى حلق هذا المخطط بفضل صلابتها وقوتها وقدرتها ووعى واصطفاف وصمود شعبها، ولكن ما حققه الرئيس السيسى فى هذا الإطار اعظم انجاز ومجد وهو أساس كل شيء ويعكس حالة من العبقرية واستشراف المستقبل واتمنى من الجميع، مفكرين وإعلاميين التركيز على هذا الانجاز العظيم فى ظل ما يحدث فى المنطقة وأيضا فى ظل ما يواجه مصر من تحديات وتهديدات وجودية فإن هناك حالة من الاطمئنان على أمن وسلامة مصر وأراضيها وأيضا استمرار مسيرة البناء والتنمية وهى خيار مصر الاستراتيجى فرغم ما يحيط بنا من أهوال إلا أن مصر تظل تقف على أرض صلبة لا يقترب منها أعداؤها ورعاة المخطط وجل ما يفعلونه هو استهدافها بالأكاذيب والتشكيك والشائعات والابتزاز والحصار والضغوط وهو ما يجعلنا كشعب عظيم أن ندرك خطورة الانسياق وراء الاكاذيب وعلينا أن نبذل جهودًا متواصلة فى التواصل والحديث مع الناس لاستمرار بناء الوعى والفهم، وترسيخ الاصطفاف والتماسك الوطنى وشرف القيادة وبطولات الرجال.
لم يكن حديثى أن نتنياهو على مدار الـ14 شهراً غير الموازين والمفاهيم فى إسرائيل من استمرار واطالة الحرب وعدم اللامبالاة مع التعامل فى ملف الأسرى أو القتلى والخسائر الفادحة فى جيش الاحتلال ولم يعبأ باحتجاجات الشارع والمجتمع الإسرائيلى وضرب بكل هذا عرض الحائط لانه مدعوم من تحالف الشيطان وأن هناك أهدافاً خبيثة يسعى لتنفيذها وهو مجرد واجهة وعنوان قبيح ومقاول يخوض حرباً بالوكالة له، وأن الـ50 يومًا المتبقية فى عمر الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن ستكون وبالاً على أمن العالم، والمنطقة فما نراه من تصعيد روسى أوكراني، وتوسع نطاق الصراع فى الشرق الأوسط، ومازال فى جعبة بايدن الكثير من الأفاعى والبنزين لمزيد من الاشعال والخراب.
تحيا مصر