كنت أتمنى ألا يتكرر مشهد الانسحاب فى مباريات الأهلى والزمالك ثلاث مرات خلال أقل من 5 مواسم حتى لا تظهر الكرة المصرية أمام العالم بهذا المنظر السييء، وكنت أتمنى ان يتم التعامل مع الموضوع بحكمة أكبر من ذلك فى قضية أخطأ فيها الجميع ولكن باعتماد انسحاب الأهلى سيكون أكبر الخاسرين من هذه القضية ولكن لماذا؟.
الحقيقة التى أذكرها دائما فى نفس هذه المواقف هى الرفض التام لمبدأ الانسحاب لأى فريق وبأى لون، وقد تناولت نفس القضية لدى انسحاب الزمالك فى المرتين السابقتين أمام الأهلى عام 2020 و2024، لذلك أرى أن أسوأ الخيارات كان انسحاب الأهلى بالرغم من اعترافنا جميعا بالحالة المذرية التى وصلت اليها ادارة الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة والتى وجهت بسببها فى مقالاتى فى هذا المكان 19 نصيحة لاتحاد الكرة الحالى لعل وعسى يتم الاصلاح ولكن دون جدوي.
وفى مشهد مباراة القمة الأخيرة أخطأت كل الأطراف اداريا وسلوكيا، وفى النهاية كانت الكرة المصرية ومظهرها أمام العالم هى الضحية.
وبعيدا عن هذا وذاك شهد الموقف حالة من العراك الشديد بين الرابطة واتحاد الكرة.
ولكن لماذا سيكون الأهلى هو الخاسر الأكبر.. أولا لأنه نظريا وبفقدان 3 نقاط من قمة الزمالك وخصم 3 نقاط أضافية لانسحابه يعتبر قد فقد كل الأمل فى الفوز بالدوري، بطولته المفضلة باتساع الفارق بينه وبين بيراميدز المتصدر الى 9 نقاط كاملة يصعب تعويضها فى 7 مباريات فقط متبقية، هذا اذا استأنف الدوري، أما اذا أكمل اصراره على الانسحاب فان الأمور قد تؤدى الى الغاء المسابقة لأن قرار هبوط فريق مثل الأهلى من المستحيل تنفيذه وهو القرار الذى لم ينفذ فى تاريخ الدورى المصرى حتى على الأندية الصغيرة التى لا تحظى بالشعبية.
ومن خسائر الأهلى أيضا فقدان مقعده فى بطولته المحببة دورى أبطال أفريقيا التى كانت طريقة للعالمية من خلال كأس العالم للأندية والأنتركونتننتال.
أما الكارثة الأكبر فهى الغاء المسابقة لأن الالغاء يعنى بالتبعية ضياع كل الحقوق التسويقية للمسابقة التى تعتمد عليها الأندية الصغيرة أكثر من الأهلى الذى يعتمد فى دخله على مصادر أخرى بحكم شعبيته الجارفة، وليس خفيا أن الأهلى بمفرده يجلب أكثر من ثلاثة أرباع مداخيل الكرة المصرية.
وفى النهاية هل وضحت فكرة أن الأهلى هو أكبر الخاسرين من هذه القضية!!