فى وقتنا الحالى «عصر الإعلام الرقمى» الذى تسارعت فيه الأخبار وتداخلت الحقائق بالشائعات باتت الصحافة ضرورية أكثر من ذى قبل لكونها حائط الصد الأول فى وجه التزييف ومرآة الواقع التى ترصد الأحداث وتلاحق التفاصيل وتحمى الشعب من الجهل والتضليل وتعكس نبضه فـ»صاحبة الجلالة» لم تكن يوماً مجرد مهنة بل هى رسالة ومسؤولية وسلاح ناعم للتنوير والإرشاد وتوجيه الرأى العام وهى جزء لا يتجزأ من الدولة ولا تقل أهميتها عن باقى مؤسسات الدولة الكبرى .
ولا أحد ينكر أن الصحافة تحتاج الى بعض التطوير للارتقاء واستعادة مكانتها «السلطة الرابعة» من خلال صحفيين يحملون فى قلوبهم إيمانًا برسالتهم وفى عقولهم أدوات المهنة وفى سلوكهم أخلاقياتها بعيدين كل البعد عن التزييف وتبنى الشائعات بجانب ما تقدمه الهيئة الوطنية للصحافة من تدريبات وندوات للصحفيين الشباب فى المؤسسات القومية فالصحفى هو من يشكل وعى الناس ويؤثر فى قراراتهم والجيل الجديد منهم يمثل مستقبل المهنة ولذلك عملية اختيار الصحفيين الجدد يجب أن تخضع لمعايير دقيقة تضمن دخول أصحاب الكفاءة والموهبة ممن يملكون القدرة على تحمل مسؤولية الكلمة والأمانة فى العرض .
واقترح اتباع نظام «كشف الهيئة» فى المقابلات الشخصية مع الجدد المتقدمين لطلب عضوية «صاحبة الجلالة» تقوم خلاله نخبة من «أساتذة» المهنة بتقييم الصحفى المتدرب أخلاقياً وأجتماعياً وثقافياً وقياس قدرته على نقل الحقيقة بجرأة وأمانة هذا بالإضافة إلى الدور الأساسى الذى تلعبه «لجنة القيد» فى فحص الملف المهنى للصحفى المتدرب وبهذا الشكل نتأكد أن هذة النماذج المختارة بعناية دقيقة سوف تصبح قيمة مضافة فى أماكنها ليس فقط «بالأداء العالى» فى العمل ولكن بمجمل الشخصية «الأخلاق والاتزان وحسن التصرف + التفوق والتميز» لأن المهارات التقليدية لم تعد كافية ففى وقتنا الحالى مطلوب من الصحفى أن يكون «محرراً، محللًا، باحثاً ميدانيًا» وطبعاً جيداً فى التقنيات الحديثة والأهم أن يكون صاحب مبدأ لا ينجرف وراء الإثارة «التريند» ولا يعتم على الحقيقة مقابل المال.
واتصور ان هذا المقترح سيضمن اختيار من يحمل الراية ويمكن الصحف من ضخ دماء جديدة تحقق التوازن فى الشخصية والمهنية وبالتالى نتفادى أخطاء كثيرة يمكن ان تقع ويمنحنا شباباً واعياً قادراً على الارتقاء بالصحافة وإحداث طفرات بالمهنة للحفاظ عليها بعد تغول «السوشيال ميديا» بكل أنواعها على كافة المستويات.. وكما نعلم ان المستقبل المهنى فى اى مكان لا يبنى على الرغبة وحدها ولكن على الكفاءة والإدراك والقدرة.