بمناسبة التصالح مع المخالفين الذين قاموا بالبناء على الأراضى الزراعية من البعض على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمهنية ببناء القصور والفيلات والأبراج والعمارات وسواء كان هؤلاء من ذوى النفوذ أو العاملين خارج البلاد فإن هذا الأمر يصيب المخلصين من أبناء هذا الوطن بالحزن والأسى الشديدين.
ففى الوقت الذى تريد فيه الحكومة الخروج من الأزمة الاقتصادية التى أدت إلى ديون متراكمة نتيجة عديمى الخبرة الذين تولوا الحكم تحت شعارات دينية خادعة ودعوا إلى حرية وعدالة ولكنهم خدعوا الشعب فى انتهازية ونذالة حتى أن الأراضى الزراعية المصرية الخصبة والتى تكونت عبر آلاف السنين من تراكم الطمى الغنى لفيضان النيل فقد ضاع منها ما يزيد على المليون فدان من أجود وأخصب الأراضى الزراعية بوادى النيل خلال فترة الانفلات الأمنى الذى ساد بعد أحداث 2011.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة فإن مصر تتصدر الدول فى معدلات التصحر والمقصود هنا بالتصحر هو انكماش مساحات الأراضى الزراعية وتزايد معدلات التعديات عليها نتيجة للزحف العمرانى العشوائي.. وهذا تعمل الدولة على تصحيحه هذه الأيام من خلال المشروعات الزراعية الكبرى التى يتابعها رئيس الدولة بنفسه.
والتساؤلات التى تطرح نفسها لماذا يغفل البعض من المواطنين الشرفاء ويصمت أمام معاول التدمير التى تعمل لتبويرالأراضى الزراعية والبناء عليها؟ يا سادة إنه من الواجب أن نتعاون جميعا ونضرب بيد قوية من حديد على كل من تسول له نفسه تبويرالأراضى الزراعية أو البناء عليها دون ترخيص فالاعتداء على الأراضى الزراعية قضية أمن قومى وليست محاصيل زراعية وحسب.