كل انسان بكل تأكيد لديه العديد من الأحلام والامنيات ؛ البعض يتوقف عند ذلك والبعض الآخر يسعى لتحقيق أحلامهم وأهدافه ولا يتوقف الا عند تحقيق هدفه ؛ والبعض الآخر يحاول أن يوهم البعض أن الله لا يعطى كل شيء ! ولا اعلم ما سندهم فى ذلك ؟! فالله سبحانه وتعالى خزائنه لا تنفد وهو الوحيد القادر على كل شيء والقادر على تحقيق أحلامك واهدافك ؛ وفى هذا المقال أردت أن ابعث رسائل طمأنينة وطاقة امل لكل من لديه حلم ويسعى لتحقيقه ؛ بأن لا هناك شيئا يسمى مستحيلا ورب المستحيل موجود ؛ فكل ما عليك هو السعى والأخذ بالاسباب وكأنها كل شيء والتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ؛ الله سبحانه وتعالى الذى يحيى العظام وهى رميم قادر على أن يحقق أمنياتك! أنا أقول لكم وبكل ثقة فى شهر رمضان الكريم ادعوا الله بكل ما تريدونه ودعكم من كلام الخلق، دعك ممن يحبطك ويقول لك إن ما تطلبه كثير عليك! دعك ممن يقول لك ما تطلبه مستحيل ، فالله فى محكم كتابه قال «إليه يرجع الأمر كله» فعندما يتعلق حلمك بيد إنسان فذلك فى ظاهر الأمر ولكن فى حقيقة الأمر بيد الله وما البشر إلا أسباب لتنفيذ إرادة المسبب فكل ما يجب عليك أن تعلمه أن لله الأمر من قبل ومن بعد وإليه يرجع الأمر كله، وإذا أراد الله شيئًا أن يقول له كن فيكون، والله قال «هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ»، فأى شيء تطلبه هو على الله هين، فالله المتحكم بالقلوب والأهواء والأرزاق، فالبعض عندما يعجز عن تحقيق شيء يوهمك بأنه مستحيل!
عليكم السعى وعلى الله الرزق، وقد حدثنا القرآن عن أهمية السعي، وضرب الله لنا فى مُحكم كتابه أمثلة على ذلك: فالله سبحانه وتعالى أمر السيدة هاجر بالسعى بين جبلين حتى تستطيع أن ترتوى بها! فجاءها زمزم، كما أمر الله السيدة مريم بهز جذع النخلة: «وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ»، سؤال قد يراود الكثير فالله قادر على أن يفجر المياه للسيدة هاجر بدون أن تسعى وكان قادرا على ان يُسقط التمر على السيدة مريم بدون أن تهز جذع النخلة، كما أمر الله سيدنا أيوب أن يركض برجله: «ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ» وأمر سيدنا موسى أن يضرب بعصاه البحر: «اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ» لا تعتقد أبدًا أنك خلال رحلة حياتك لا تمر بعقبات وصدمات بل أشرف خلق الله الرسل والأنبياء مروا بكل ما نمر به،
ففى هذا الشهر الكريم احث الجميع على ألا يكتفى بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بل لابد من السعى والتوكل بعزم وإرادة نحو تحقيق الأهداف، والا يسمع لكلام المحبطين فالله لا يعجزه شيء فى الأرض ولا فى السماء وقادر على تحقيق حلمك.