مع كل موقف وطنى شريف للقيادة السياسية المصرية اعتدنا على حالة من الهياج والصراخ الهستيرى فى الإعلام المغرض الذى يمول و يبث من الخارج، وواضح للجميع أن هؤلاء الخونة يرددون نفس فكرة الهجوم التى يمليها عليهم أسيادهم بالمصطلح الإعلامى «الإسكربت واحد» ولكن بأسلوب مختلف للخونة مع مراعاة التجويد فى الخيانة، وقد كتبت مرارا وتكرارا فى هذه الزاوية للتحذير من الشائعات المغرضة والمضللة التى تبثها هذه القنوات العميلة، وهو ما حدث بالضبط ويؤكد نوايا عبدة الدولار والمنساقين خلفهم فى بث صورة مغايرة للواقع.
القنوات والمواقع المأجورة التى تعمل بأوامر مباشرة من أهل الشر تواصل الليل بالنهار فى تصدير صورة مغايرة ومخالفة للواقع، ومع كل نجاح تقوم به الدولة المصرية لتثبيت اتفاق وقف اطلاق النارتتعمد إنكار الجهود المصرية وتنسبها الى أطراف أخرى وحتى المشهد الأخير لاصطفاف المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة أمام معبر رفح تمهيداً لدخولها غزة تردد أن الاحتلال يرضخ لتلك الأطراف، متجاهلين ان خضوع الاحتلال لم يكن لولا قوة الردع للجيش المصرى وجاهزيته المرعبة على الحدود، والحقيقة التى لا ينكرها إلا كل حاقد أو كاره أو مأجور أن الجهود المصرية هى التى أزالت كل العقبات والحجج الإسرائيلية ووفقت بين الأطراف لاستمرار اتفاق وقف اطلاق النار حتى الآن والالتزام بتنفيذ بنوده، وأيضا تواصل التصدى للمخطط الأكبر بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، ولولا أن مصر دولة كبيرة ولولا حكمتها وجهودها وموقفها الحاسم والشريف لضاع الأمن والأمان فى الشرق الاوسط كله.
الأمر المهم أنه فى ظل الأصرار الأمريكى على مخطط التهجير والرفض القوى للقيادة المصرية، تبدو الدولة المصرية بكل أركانها فى حالة اصطفاف وتأهب قصوي، ويتمثل ذلك فى تصريح رئيس الوزراء المهم جدا ولا يجب ان يمر مرور الكرام قائلا: «إن تطورات الملفات السياسية الحالية تؤكد ضرورة التحضير والاستعداد للسيناريو الأكثر تشاؤماً، مؤكداً أن السيناريوهات والخطط «جاهزة» بالفعل، وأن الحكومة قد وضعت الحسابات اللازمة لهذا الأمر ليطمئن المواطن المصرى خاصة فى ظل الوضع الإقليمى المتغير، موضحا أن المواطن يجب أن يكون على دراية بحجم التهديدات والتحديات التى تواجه المنطقة بشكل عام والدولة المصرية بشكل خاص، وفى تصورى ان ذلك يحتّم على المصريين الشرفاء أكثر من أى وقت مضى الالتفاف والاصطفاف حول القيادة السياسية، والحذر من التفاف أعداء الوطن حول الشعب المصرى فى معـركة الوعي.
ومن الوارد جدا أمام الصخرة المصرية الصلبة فى ملف التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ان يتراجع العـدو ويعيد الالتفاف حول نقطة الحصارالاقتصادي، وذلك متوقع وسوف يترتب عليه بعض غلاء وصعوبات معيشية، والخوف ان يلتقط البعض الطُعم وينساق خلف قنوات الفتـنة الداعية لإسقـاط الدولة بدعوى الفشـل الاقتصادي، ولابد أن يعرف الجميع ان الفترة القادمة سوف تكون صعبة اقتصاديا تحت حساب فاتورة رفض التركيع والتهجير، ورغم انه من الممكن ان يكون السيناريو صعبا إلا ان المصريين يستطيعون، لأن مصر استطاعت ان تكون دولة عظمى فى المنطقة ولها قوتها المبنية على الندية والمصالح المشتركة وهيبتها ومكانتها التى جعلتها رقما مهما فى كل القضايا الكبرى وبات الرئيس السيسى واحداً من حكماء العالم الذين تتم استشاراتهم لحل الأزمات الكبرى فى الشرق الأوسط.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. يقينى أنه إذا كان زمن المعجزات قد انتهى فإن المصريين الشرفاء هم المعجزة الخالدة، والذى بوعيهم وبسواعدهم وسواعد أبنائهم سوف يتحقق العهد الإلهى بحفظ مصر، ولنعلم ان من يبنى ويعمر لابد ان يتعرض لمثل تلك المؤامرات، وهو أمر لابد ان يواجه بجبهة صلبة ومحكمة ومتماسكة ومؤمنة من الضغوط والحروب الفكرية وحملات الفضاء الإلكترونى والاجيال الخبيثة من حروب تستهدف تفتيت الوعى وتشتيته قبل تدميره.. حفظ الله مصر وأهلها.