وصلت سفينة الإغاثة «مادلين» إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل وعلى متنها الناشـطون الـ12 الذين اعتقلهم كوماندوز إسرائيلى بعد منع بلوغهم قطاع غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وفق ما قالته هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن مصلحة السجون تستعد لاحتجاز نشطاء سفينة «مادلين» وجهزت لهم زنازين منفصلة بسجن جفعون فى الرملة. وأضافت أن وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير أوعز بمنع إدخال أجهزة الاتصال والراديو والتليفزيون إلى السجون وحظر أى رموز فلسطينية.
من جهته، أعلن «ائتلاف أسطول الحرية» فجر أمس عبر منصة تليجرام أن الجيش الإسرائيلى اختطف المتطوعين الدوليين على متن السفينة مادلين ومنهم الناشطة السويدية جريتا ثونبرج وأنه صادر المساعدات التى كانت على متنها بحجة توزيعها «بالطرق الصحيحة».
من جانبه استنكر المركز الحقوقى الإسرائيلى (عدالة) احتجاز الناشطين حيث يخضعون للتحقيق فى قاعدة عسكرية بميناء أسدود.
وكان جيش الاحتلال سيطر على سفينة الإغاثة واحتجز جميع ناشطيها بعد تهديده بمنع وصولها إلى قطاع غزة ومطالبتها بالعودة، حسبما أكدت وزارة خارجية إسرائيل. لكن الجيش قال إن جميع ركاب السفينة سالمون وسيعودون إلى بلدانهم، كما بث صورًا لاعتقال النشطاء على متن السفينة.
من جانبه طالب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون السلطات الإسرائيلية بالسماح للمواطنين الفرنسيين الستة على متن السفينة «مادلين» بالعودة إلى بلادهم. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسى أن بلاده تواصلت مع السلطات الإسرائيلية لتفادى أى حادثة قد تقع للمواطنين الفرنسيين على متن السفينة، وطالب بتأمين حمايتهم، معربًا عن أمل فرنسا فى التمكن من التواصل معهم قريبًا.
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إنها استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية احتجاجًا على ما جرى للسفينة «مادلين».
واستنكرت إيران اعتراض إسرائيل السفينة ووصفته بالقرصنة بموجب القانون الدولى لأنه تم فى المياه الدولية.
كما وصفت تركيا تدخّل القوات الإسرائيلية ضد السفينة بالانتهاك الواضح للقانون الدولى وتصرف إرهابي.
من جانبها وصفت منظمة العفو الدولية سيطرة إسرائيل على السفينة بأنه انتهاك للقانون الدولي، وإن السفينة ما كانت تهدف إلا إلى جلب مساعدات إنسانية لكسر الحصار غير القانونى على قطاع غزة المحتل. وأضافت أن على إسرائيل كقوة احتلال التزام قانونى بضمان حصول المدنيين فى غزة على الغذاء والدواء.
ومن جهتها، وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إسرائيل بأنها «دولة مجرمى حرب» على خلفية اعتراضها السفينة، ودعت أيضًا إلى بدء تجهيز مزيد من سفن الإغاثة فى العالم إلى القطاع المحاصر.
بدورها، عبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة فرانشيسكا ألبانيزى عن دعمها عملية تحالف أسطول الحرية، وكانت قد حثت على إرسال قوارب أخرى لتحدى الحصار على غزة.
ودعت فرانشيسكا حكومة بريطانيا إلى التحرك العاجل لضمان الإفراج عن السفينة وطاقمها، حيث إن إسرائيل لا تملك أى سلطة لإيقافها فى المياه الدولية، لا سيما وأنها تؤدى مهمة إنسانية مشروعة، وإنه يجب السماح لها بالاستمرار باتجاه قطاع غزة.
وأدانت حركة الجهاد الإسلامى إقدام قوات الاحتلال على اقتحام السفينة مادلين، ووصفت ذلك بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وسبق أن تعرضت سفينة أخرى تابعة أيضا للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة -وهى سفينة «الضمير»- لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية فى 2 مايو الماضى فى أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، مما تسبب فى ثقب بهيكلها واندلاع حريق فى مقدمتها.
كانت السفينة «مادلين» أبحرت من إيطاليا وعلى متنها 12 ناشطًا من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، فى 1 يونيو، لكسر الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة الذى يعانى وضعًا إنسانيًا كارثيًا.
أما على الصعيد الإنساني، فحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن نظام الرعاية الصحية فى قطاع غزة أوشك على الانهيار التام بسبب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين فى القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقالت اللجنة إن أغلب المصابين فى الحوادث الأخيرة بغزة كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة التى تشرف عليها الولايات المتحد وإسرائيل.
وأضافت اللجنة أن الأيام الماضية شهدت تصاعدًا فى الاعتداءات حول المستشفيات القليلة المتبقية التى لا تزال قيد التشغيل بغزة. كما دعت إلى الحفاظ على ما تبقى من مرافق رعاية صحية فى القطاع لتفادى مزيد من الضحايا.
وشددت اللجنة على أن الطاقم الطبى يواجه تحديًا بإنقاذ الأرواح فى ظل استمرار تعرضه للرصاص الطائش، مما يعرّض سلامة العاملين بالمجال الطبى والمصابين على حد سواء للخطر، ويهدد استمرارية عمل المستشفى الميداني.
وقبيل بيان الصليب الأحمر أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا فخاخ المساعدات الأمريكية الإســرائيلية إلى 125 شهيدًا و736 مصابًا و9 مفقودين منذ 27 مايو الماضي، ليرتفع بذلك إجمالى عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 إلى 54,927 شهيدًا و126,615 جريحًا و11200 مفقود، وفقًا لصحة غزة والجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى والأمم المتحدة.
على صعيد آخر تصاعدت داخل إسرائيل انتقادات لإقدام حكومة بنيامين نتنياهو على تسليح ما تعرف باسم مليشيا ياسر أبو شباب بهدف الحد من نفوذ حماس فى قطاع غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مســئولين لم تكشــف هويتهم أن مليشيا أبو شباب لها سجل فى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل وعلاقات مع تنظيم داعش.
ميدانيًا، ما يزال الاحتلال ينفذ مجازره بحق الفلسطينيين حيث استشهد 32 فلسطينيًا فى مناطق متفرقة من قطاع غزة أمس جراء القصف المتواصل الذى تنفذه قوات الاحتلال، معظمهم باستهداف الاحتلال مركزى توزيع مساعدات جنوبى القطاع ووسطه.
وقال مستشفى العودة إنه استقبل 28 مصابًا بعد قصف إسرائيلى على منطقة قرب مركز توزيع مساعدات فى محيط حاجز نتساريم وسط قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين.
وقال مجمع ناصر إن عدد الشهداء ارتفع إلى 7 فى قصف الاحتلال خيمة نازحين فى مواصي خان يونس جنوبى القطاع، كما استشهد فلسطينى فى قصف مسيرة إسرائيلية بلدة عبسان الكبيرة شرقى المدينة، واستشهد طفل فى قصف إسرائيلى على منطقة التوام شمالى مدينة غزة.
واعلن المستشفى المعمدانى أن 11 شهيدًا ارتقوا فى قصف إسرائيلى متواصل على حيى الشجاعية والزيتون بغزة، وأكد المستشفى إصابة فلسطينى فى قصف إسرائيلى على حى الشجاعية شرقى مدينة غزة.
وفى مواجهة تلك المذابح التى يتعرض لها أطفال فلسطين، دعت ناشطات في فرنسا إلى تنظيم مسيرة فى 15 يونيو أمام قصر الإليزيه للمطالبة بفرض عقوبات علي إسرائيل ودعوة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون إلى التحرك فورًا لوقف هذه المأساة.
