الضعف والهوان لا يخلِّفان سوى الدمار والاستباحة وسقوط الأوطان.. والقوة تمنع العدوان، وتوفر الحصانة وصمام الأمان للأوطان، تحفظ أمنها واستقرارها ومقدرات شعوبها، وتبعث برسالة ثقة واطمئنان لدى مواطنيها، وتنقذهم من مصير نراه بالعين، فالقوة هى من تحمى السلام، وتردع وتمنع العدوان، فنحن نعيش فى زمن وعصر الأقوياء، الذى لا يعترف بالضعفاء، تلك هى معادلة الوجود، وتلك هى مبادئ هذا العالم مهما تشدق بالشعارات، ومهما أصدر من قوانين، وقوانين إنسانية، حتى ولو ارتقت إلى مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فلا أحد يسمع إلا صوت القوة والردع، ليس هذا فحسب، بل القوة والقدرة الفائقة، التى تضع فى اعتبارها ما يجب حمايته وتعظيمه، وامتلاكه، والاستعداد لكافة الاحتمالات والسيناريوهات، والعدائيات وما لدى الآخرين من قوة وكيفية إبطالها وردعها وكيف يدرك هذا العدو طبيعة الثمن الفادح إذا أقدم المساس والعدوان وانتهاك الأرض والسيادة.
الحقيقة أنا لا أجامل، ولكنها قولة الحق، وشهادة أمام الله والوطن أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعهده يحتاج إلى التأمل والتدبر، لأننا أمام رؤية إستراتيجية وطنية عظيمة، لكيفية الحفاظ على الوطن وأمنه القومي، وإضافة مستجدات على الأمن القومى المصري، وقراءة قوائم التهديدات الجديدة، إدراك حقيقى أن الدولة المصرية باتت مستهدفة من كافة الاتجاهات، بل وفى الداخل والخارج، والأكثر خطورة أنها مستهدفة فى مقدراتها الوجودية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى هو صاحب مجد وإنجاز تاريخى بتوسيع مفهوم الأمن القومى المصري، ونظامه، وتحويله إلى المفهوم الشامل، ليس فقط من الناحية الأمنية والدفاعية، ولكن أيضاً فى قدرة الوطن نفسه فى الحفاظ على هويته وتوفير احتياجات شعبه، وتوفير الاطمئنان والأمن والأمان والاستقرار.
النتيجة الطبيعية لرؤية الرئيس السيسى فى ترسيخ قواعد الحماية الصلبة للأمن القومى المصرى هو ما نعيشه الآن، فى الوقوف على أرض شديدة الصلابة، وامتلاك القوة والقدرة الشاملة، والردع الذى يصل إلى كافة التهديدات، بل ولحماية هذا الأمن القومي، بشكل شامل، نجح الرئيس السيسى فى تغيير مفهوم الإدارة والقيادة، وفق رؤية ترسخ التوازن فى العلاقات الدولية، والسياسات الخارجية فى إطار من الندية والمصالح المشتركة والشراكة الإستراتيجية خاصة مع القوى الكبرى الفاعلة فى العالم من توازن يستحق التحية وعدم الاستجابة لكل محاولات أو قل صفوف الاستقطاب والوقوف على مسافة واحدة ومتساوية مع كافة القوي، تحكمها المصالح المصرية حتى وإن بدت هذه القوى الكبرى فى حالة صراع مع بعضها البعض، لذلك باتت هناك مفاهيم جديدة، ومصطلحات تتردد على اسماعنا كثيرة عن الاتزان والتوازن والصبر الإستراتيجي، فقد تجاوزنا سياسات الصوت العالي، والمغامرات والتهور إلى إدراك الجميع فى العالم مدى قوة الدولة المصرية وتأثيرها، وردعها، وقدرتها على التحرك فى مسارات عديدة، وأوراق وبدائل كثيرة، جعلت مصر قوة إقليمية عظمي.
الحقيقة أن ما حققه الرئيس السيسى فى هذا الإطار يستحق التحية، ويدشن لإنجاز عظيم، حمى الدولة المصرية، وفوَّت محاولات أعدائها لاستدراجها واستنزافها بل وانعكس بشكل واضح من خلال شبكة العلاقات الدولية، على مسيرتها نحو البناء والتنمية والتقدم، والتطور الاقتصادى الذى يستند إلى توقعات إيجابية تضع مصر فى صدارة الاقتصادات الناشئة والواعدة على مستوى العالم.. الحقيقة وبدون مبالغة، إن طبيعة عمل وشخصية الرئيس السيسي، شديدة الوطنية جعلته يدرك تماماً أن هناك مخططات وأطماعاً ومخاطر وتهديدات تواجه الدولة المصرية بل بقاءها، استناداً إلى ما حدث فيما أُطلق عليه ثورات الربيع العربى وما أحدثه من فوضى وفراغ إستراتيجي، وتعميق الخلل فى موازين القوة بالمنطقة، هنا وجد الرئيس السيسى أن هناك خطراً داهماً على حاضر ومستقبل الدولة المصرية، لذلك وضع أهدافاً إسترايتجية، لم يتنازل عن تحقيقها، وهى إصلاح الخلل فى موازين القوة بالمنطقة، وكذلك لابد من الاستثمار الوجودى فى بناء قدرات الجيش الوطني، وتحويله إلى جيش عصرى بالمعنى الحرفى للكلمة من خلال خطة شاملة للتطوير والتحديث، وتزويده بأحدث منظومات التسليح، لكافة التخصصات والأفرع الرئيسية، ووضع رؤية هيكلية، من خلال بناء القواعد العسكرية الشاملة وما لها من عوائد عظيمة على القوى العسكرية والإستراتيجي، لحماية كافة الاتجاهات الإستراتيجية، ثم بناء القوة والقدرة الشاملة والمتكاملة، لحماية كافة الاتجاهات الإستراتيجية بكفاءة وفى نفس التوقيت، وتحقيق النجاح الكبير فى تطبيق وطنى سيادى لإستراتيجية تنويع مصادر السلاح مع التفوق الكبير فى مجال التصنيع العسكرى بشكل غير مسبوق، فى كافة أنواع التسليح، وهناك طموحات لا حدود لها فى هذا الإطار، لذلك نجح الرئيس فى بناء منظومة عسكرية عصرية ومتفوقة ومتكاملة، لتأمين المصالح والأمن القومى المصري، وامتداداته ونطاقاته، ومقدرات هذا الوطن، وقطع دابر التهديدات قبل وصولها إلى مصر.
رؤية الرئيس السيسى فى إضافة أبعاد وبنود جديدة للأمن القومى المصري، كانت ومازالت ثاقبة وصائبة، فلم يكن أحد يتوقع أن يأتى الخطر من الاتجاه الغربي، حيث ما جرى فى الدولة الليبية الشقيقة من أزمات، وأيضاً من الاتجاه الجنوبي، وهو امتداد للأمن القومى المصري، لكن ما يحدث فى السودان لم يكن متوقعاً وهو شديد الارتباط بالأمن القومى المصرى الذى يتأثر بطبيعة الحال حيث لدينا حدود تقترب من طول 2500 كيلو متر مع ليبيا والسودان يجب إحكام الحماية والرقابة ومنع نفاذ أى مخاطر وتهديدات من خلال هذه التهديدات.
رؤية الرئيس السيسى فى الحفاظ على الدولة المصرية فى الحاضر والمستقبل كانت استباقية ووقائية، استشرفت المستقبل وتنبأت بالتهديدات أو ربما بما يجرى الآن فى المنطقة، وأبعد من ذلك أيضاً، ويفترض أن مصر هى الهدف لذلك لابد من تمكينها من أعلى درجات القوة والقدرة والردع.
الأمر بالغ الأهمية أيضاً هو العمل على تحصين سيناء ضد الأطماع والتهديدات ولذلك تبنى الرئيس السيسى رؤية وإرادة فيما يتعلق بسيناء، سواء على مسار تطهيرها من الإرهاب بشكل كامل واستعادة الأمن والاستقرار، وفى ظل وجود رئيس وطنى قوي، ودولة وطنية عصرية ومؤسساتها، بالإضافة إلى دعم معادلة الحماية لسيناء، ودرء الأطماع فيها، بإطلاق أكبر مشروع للتنمية والبناء لأرض الفيروز بكافة المشروعات فى مختلف القطاعات، وربطها بمدن القناة، ومحافظات الدلتا، وإنشاء 5 أنفاق جديدة باستثمارات 35 مليار جنيه وتطوير الموانئ والمطارات وإنشاء شبكة طرق عصرية فيها بأطوال 5آلاف كيلو متر، وبناء الإنسان، ومشروعات عملاقة فى مجال الزراعة، وجذب السكان والمستثمرين وهو بالتالى يقوى جدار الحماية والحفاظ على سيناء، ويقطع الطريق ضد أى محاولات.
رؤية الرئيس السيسى فى الحفاظ على مصر وأمنها القومى وتمكينها من القوة والردع كانت ومازالت أكثر اتساعاً لم تقتصر على مجال الدفاع وتطوير الجيش، بل الوصول إلى امتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة ولعل أكبر مشروع وطنى لتحقيق التقدم الذى وضعه وقاده الرئيس السيسى من خلال رؤية شاملة للإصلاح والبناء والتنمية، والوصول إلى صناعة اقتصاد قوي، ودعم الاستغناء والاكتفاء، كل ذلك يدعم جدار الأمن القومى المصري.
لم ينس الرئيس السيسى فى إطار رؤيته لحماية أمن مصر القومى أبعاداً أخرى لا تقل أهمية مثل الحفاظ على الهوية، وبناء الشخصية المصرية، وبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح فى ظل حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك، والغزو الثقافى الذى يستهدف الهوية والشخصية المصرية تطور الحروب الجديدة والاهتمام بتطوير الإعلام والدراما واستعادة تفوق مصر فى القوى الناعمة وهو ما شهد تطوراً كبيراً، لذلك فهى رؤية شديدة الخصوصية، ودرس عظيم فى كيفية الحفاظ على الأوطان فى ظل المتغيرات الحادة.
تحيا مصر