مشاهد الدمار والخراب انتشرت بشكل كبير، فهناك دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار والكثير من النعم والبناء والعمران لكن هذه الدول باتت فى كارثة حقيقية ما بين استحالة العودة من جديد، أو فى حال القدرة على العودة من أين لها تكلفة البناء والتنمية حتى تعود فقط لسيرتها الأولي، أو لحالتها قبل الفوضى والخراب والدمار ومن أين لها عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات، وهل هناك من يستطيع سداد هذه الأرقام الخيالية وهل الدول أو قوى الشر التى غررت وخدعت هذه الشعوب التى اسقطت اوطانها سوف تعيد هذه الدول إلى مجرد ما كانت عليه أو حتى مجرد المساهمة فى إعادة الإعمار أم انها لا تعرف سوى سرقة ونهب مقدرات وثروات هذه الدول، مثل الشيطان عندما يغوى الإنسان ويسقطه فى مستنقع المعاصى والذنوب والكبائر، يتبرأ منه وهل استردت الشعوب وعيها أم مازالت تعاند وتواصل مسلسل التدمير والتخريب، هل باتت تراهن على اوهام تروجها قوى الشر عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والسؤال المهم، بعد الخراب والدمار الذى ارتكبته واقترفته ايادى الشعوب المخدوعة هل حصدت وعود الشيطان أم جنت الاشواك وغرقت فى سراب الخداع؟
الحقيقة ان تجارب الواقع تكفى وحدها للرد على هذا التساؤل المهم، فالشعوب التى تعرضت لخديعة قوى الشر واوهام المتآمرين والمخربين والمدمرين للدول لم تجد طريقها إلى الرخاء والتنمية والأمن والاستقرار ولم تجن الحرية المزعومة أو الديمقراطية الموعودة أو حقوق الإنسان البديعة، للأسف الشديد، سيناريوهات عديدة مأساوية، اوطان تحولت إلى مجرد ركام واطلال واشلاء، قتل للآلاف، إرهاب تفشى وسيطر على مفاصل هذه الدول، أمن واستقرار أصبح من الاحلام.. سيادة لا وجود لها، تدخلات أجنبية ساخرة لا تخطئها العين، واستباحة لكل شيء، للأسف لم تعد هناك دول، فلا وجود للدولة الوطنية أو مؤسساتها جيوش، تفككت وتبخرت وأجهزة مسئولة عن الأمن اندثرت ومستقبل لا أمل فيه، تلك هى محصلة الفوضى والخداع وهدم الشعوب لاوطانها وتسليم العقول للاعداء وتزييف الوعى لذلك ما حدث على مدار 3 عقود لم يكن ابداً تغيير بل تدمير ممنهج وشامل ومؤامرة لضرب كل القدرات والمقدرات ونشر الفتن والاقتتال والانقسام حتى تضمن قوى الشر ان هذه الدول لن تقوم لها قائمة.
السؤال المهم بعيداً عن أغراض سقوط الدول الأجنبية والاستراتيجية، من يتحمل الفاتورة الاقتصادية والخسائر الفادحة والدمار الهائل ومن اين لهذه الدول تمويل إعادة الإعمار وهى بعشرات أو بمئات المليارات من الدولارات وما هو رأى وموقف الشعوب المخدوعة الآن، وهل يمكن ان تشارك دول وقوى المؤامرة فى إعادة الإعمار لتعود هذه الدول من جديد، الرئيس عبدالفتاح السيسى اجاب عن هذا السؤال قال «محدش هيعطيكم المليارات، ولماذا يعطونكم، لينفقوها فى اصلاح بلادهم وحل مشاكل شعوبهم وتوفير الخدمات والرفاهية لها؟ والسؤال هل من خرب ودمر وفرق، قادر أو يمكن ان يبنى ويعمر ويصلح ما افسده من استقرار وعمران، الإجابة الصادمة لا ببساطة، لان قوى الشر يسرها تحقيق أهدافها خراب هذه الدول التى دمرتها ولن تساهم بمليم لإعادة اعمارها من جديد السؤال المهم أيضاً، هل ينفع الندم بعد فوات الأوان، فشعوب هذه الدول التى سقطت أو تمكنت منها الفوضى والإرهاب مصيرها يمكن أن يكون فى عداد القتلى أو المشردين أو اللاجئين أو الذين لم يجدوا للهرب والفرار سبيلاً ويتحملون فاتورة البقاء من مهانة واذلال وانتهاكات صارخة من كل شكل ولون، اذن السؤال ماذا جنت هذه الدول مما يسمونه أو يزعمونه بثورات التغيير، واين من وسوس لهم الآن واين من نفذوا ادوارههم فى تخريب بلدانهم لصالح قوى الشر من أجل مزايا وجواز سفر وارصدة فى البنوك هى أموال الخيانة العظمي، من هنا فإن الشعوب هى من تحمى اوطانها وتدافع عنها ولا تسمح باختراق عقولها أو صفوفها واصطفافها، والا سيكون المصير أسود وكارثياً، نراه بالعين على أرض الواقع.
أفضل الا اذكر اسماء الكثير من الدول التى تعرضت لتداعيات الفوضى والمؤامرة وبات الانقسام والإرهاب يعيث فى أراضيها اضعافاً وانتهاكاً بشكل مخطط وممنهج لكن السؤال المهم، كم خسرت هذه الدول من مليارات الدولارات بسبب هذه الفوضى بطبيعة الحال وبغض النظر عن الخسائر المالية لقد خسرت هذه الشعوب أوطانها، لكننى اتحدث اذا تهيأت الفرص للنظر إلى إعادة الإعمار والسؤال المهم أيضاً ما هى تفاصيل فاتورة الخسائر التى تسبب فيها اهدار الوقت فالدول سقطت منذ أكثر من 14 عاماً منذ 2011 على سبيل المثال، ولو بقيت هذه الدول على سيرتها الأولى ما هو حجم البناء والعمران الذى كان سيجرى فى هذه السنوات ليس الوقت فقط الذى اهدر وضاع ولكن أيضاً ثروات وكنوز وأموال وموارد هذه الدول أين ذهبت، ومن المسئول عنها وفى يد من، ومن يقوم بنهبها وهل تخدم الشعوب أم رشاوى من أجل بقاء حكومات اختارتها واجلستها قوى الشر لتقتسم معها المغانم والمكاسب لذلك تجهض كل الجهود والمحاولات من أجل توحيد الصف واستعادة هذه الأوطان لأن هذه الاوضاع الفوضوية فى صالح فئة معينة، تعمل لصالح قوى الشر.
السنوات الماضية اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ان الشعوب هى أقوى سلاح للبناء اذا امتلكت الوعى والفهم والاصطفاف أو الدمار والخراب اذا تعرضت لتزييف الوعى والسيطرة على العقول وسيقت إلى اقدارها ودفعت إلى مهالك الفوضى لذلك فإن العمل على بناء الوعى وحماية الاصطفاف والتماسك هو الطريق المثالى لحماية الأوطان فالشعب الذى يتوحد على قلب رجل واحد لا تستطيع أى قوة ان تسقط وطنه.
شعوب دول الازمات والفوضى والدمار والخراب ربما تلعن نفسها مع كل اشراقة صباح لما آلت اليه الاوضاع فى هذه الدول وتلاشت نعم الأمن والاستقرار والأمل كما ان الشعوب الأخرى ادركت الدرس واخذت العبرة ولن تسمح ان تنال مصير الدول التى سقطت وايقنت أنه اذا دخل فيروس الفتن والزيف والتضليل والانقسام فى أى دولة فإن المصير المحتوم هو الدماء والخراب والدمار والسقوط.
هناك دولة تصدرت المشهد فى الفترة الأخيرة عانت من أمرين خطيرين.. انتشار الفتن والفوضى والانقسام وهناك اقتتال داخلى منذ 2011 ونظام لم يلتزم بالذكاء والحكمة.
مصر نموذج استثنائى وعظيم هى الدولة الوحيدة التى نجت من مخطط الفوضى والاسقاط بفضل من الله وتضحيات وجهود وموقف جيشها العظيم الذى نجح فى العبور بالبلاد فى 2011 من النفق المظلم، ثم جاءت ثورة 30 يونيو العظيمة التى خرج فيها المصريون بعشرات الملايين لعزل نظام الإخوان المجرمين، واطلقوا النداء لجيشهم الوطنى لحماية ارادتهم ولم يتردد قائده الوطنى الشريف الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى آنذاك فى تلبية النداء وحماية شعبه وإنفاذ ارادته.
الحقيقة أن مصر دفعت ثمناً باهظاً بسبب مخطط الفوضي، على كافة الاصعدة لكننا نتحدث عن التأثيرات الاقتصادية، خسرت مصر قرابة 400 مليار دولار وجاءت تكلفة القضاء على الإرهاب ما يقرب من 100 مليار جنيه وأكثر من 3 آلاف شهيد و12 ألف مصاب.. ومصر الدولة الوحيدة التى نجت ليس هذا فحسب بل حددت اسباب ما حدث، وحولت نقاط الضعف إلى القوة والقدرة ونجح الرئيس السيسى فى بناء دولة حديثة قوية وقادرة، صلبة متماسكة رادعة، شعبها على قلب رجل واحد، لذلك تظل مصر هى الرقم الأكبر والاعظم وعصية على السقوط.