لا صوت يعلو فوق صوت القضية الفلسطينية، مصر كلها تتحرك من أجل دعمها، والدفاع عنها والتصدى لكل مخططات تصفيتها، تصر مصر على أن تظل فلسطين حاضرة في المشهد الإقليمي الدولي وفق ثوابتها الواضحة التى لا تقبل النقاش، دولة كاملة السيادة مستقلة على حدود 4 يونيو 67، والرفض الكامل لأى محاولات تستهدف تهجير الشعب أو خلعه من أرضه، لا تسمح مصر للمزاعم الإسرائيلية أن تسود، أو أن تترك لها الساحة، بل تحاصرها رسميًا وشعبيًا، في كل مجال ومكان كى يظل صوت قضية فلسطين عالياً وقوياً في مواجهة الأكاذيب الإسرائيلية..
تفرض مصر رؤيتها وإرادتها، وتعلن ثوابتها التي أصبحت تلقى قبولًا واحترامًا من العالم الذي أدرك أغلبه أن ما يجرى للفلسطينيين جريمة ضد الإنسانية، وضد كل المواثيق والقوانين الدولية، والفضل في هذه القناعة التي سادت عالميًا هو الموقف المصرى والتحرك الواعي الداعم والمساند للأشقاء وقضيتهم فى مواجهة الخطر المصيري.
بالأمس كانت القضية الفلسطينية هي المحور الأساسي في مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لمملكة أسبانيا ولقائه مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز والملك فيليب السادس، حيث أكد الرئيس على الموقف المصرى الواضح بضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار غزة دون تهجير مع التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار.. مؤكدًا أيضا دعم مصر لكل موقف دولى عادل وشجاع مساند للقضية، وفى المقدمة الموقف الاسباني.
ومن مدريد يتجه الرئيس إلى القمة العربية المصغرة والتي ستكون قضيتها الوحيدة هي دعم فلسطين ضد مخطط التهجير، وبعدها تأتي القمة العربية الطارئة التي دعت لها مصر وتستضيفها 4 مارس لنفس الهدف العربي الموحد، فلسطين.
ولا تكتفى مصر بذلك بل تواصل دورها الإنساني، المتجسد في شاحنات المساعدات إلى غزة والتي لا تتوقف، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، واستقبال المصابين والجرحي الفلسطينيين وفتح المستشفيات المصرية لهم لتقديم أفضل رعاية صحية، ثم المرحلة الجديدة والتى بدأت أمس الأول كجزء من النجاح المصرى فى هذا الملف، بدخول المعدات والآليات لإطلاق خطة إعمار القطاع، وفق الرؤية المصرية الشاملة التي أعدتها لهذا الهدف وسيتم عرضها على القمة العربية.
ولأن العقيدة المصرية الكاملة هي عدم التفريط في حق فلسطين ودعم حقوقها المشروعة حتى النهاية، فقد جاء التأكيد على نفس الثوابت الواضحة من خلال مجلس الوزراء مازال يشدد في كل اجتماعاته على مواصلة دعم القضية واستمرار المساعى المصرية لتنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار الثلاث وتعهد بتقديم جهد مصرى كبير في الإعمار.
نفس «العقيدة» هي التي تحكم أيضا رؤية المؤسسات المصرية وفي مقدمتها الأزهر الشريف الذى لا يترك فرصة إلا ويؤكد على نفس الثوابت المصرية، ويدعو الجميع لدعم هذا الموقف، وكما قال الإمام الأكبر د. أحمد الطيب خلال الحوار «الإسلامي – الإسلامي» بالبحرين فإن محاولات تهجير الفلسطينيين خطر يجب التحذير منه.
ناهيك عن التحركات الدبلوماسية الواسعة التي يقودها وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى ترجمة لتوجيهات القيادة السياسية، وكذلك الدور الرائع لمؤسسات المجتمع المدنى المصرى، مثل «تحيا مصر»، والتحالف الوطني للمجتمع الأهلى.
هكذا مصر وموقفها المشرف لكل أبنائها، فإنها لم ولن تفرط في فلسطين، ولن تتهاون فى دعم حقوقها في أرضها ومساندة شعبها ضد أي مخطط يستهدف حرمانهم من تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم.. وستظل مصر واضحة حاسمة قاطعة في هذا الأمر، لأنها كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى لا تقبل أن تشارك في ظلم.