القوة الثلاثية.. لبقاء الوطن
صراعات تشتعل، وحروب تتصاعد، وخرائط قد تتبدل وعالم عاجز عن مواجهة ما يموج به من اضطرابات وحرائق، ومنظمات أممية ودولية باتت تكتفى بشرف المشاهدة، تعلن الاستسلام لواقع مرير تقرر فيه أن يكون الاحتكام لمنطق القوة والإرهاب، وحروب تدار تارة بالوكالة، وأخرى بالأكاذيب والشائعات، وثالثة بالتدمير للحجر والبشر، فهل مغيث سوى الله عز وجل، وهل من أحد يتوقع المصير، أو على الأقل إلى أين يذهب هذا العالم البائس، من هنا تكمن الحكمة، فالغلبة لمن سارع وامتلك القوة والقدرة، وتجهز، واعد ما استطاع واستثمر فى بلوغ ذروة الرد، من أجل الوجود والبقاء فى عالم أصبح الأقرب إلى الغاب وربما الغاب أرحم، فالحيوانات المفترسة والفتاكة التى تأكل ضعاف شركائها فى الغابة تشبع، لكن قوى الشر والشيطان لا تشبع من القتل وسفك الدماء والإبادة وإسقاط الأوطان وتشريد الشعوب ونهب الثروات والمقدرات، وما يسهل عليها المهمة، شعوب انخدعت، وباتت مغيبة فى عداد الموتي، حتى لو كانت على قيد الحياة، ربما لم تستفد بعض الشعوب من دروس الماضى القريب وفقدت البصر وعجزت أن ترى أوطاناً دمرت وسقطت وشعوباً شردت وضاعت وباتت تلعن نفسها مع كل نفس حسرة وندامة على ما جرى وما اقترفته أياديها من تدمير وإسقاط وتضييع للأوطان.
ما أن تشتعل نيران العدوان الصهيوني، على غزة ولبنان، وتزداد وتتسع رقعة الصراع إلى اليمن، والعراق وإيران، لتشتعل حرب أخرى لكنها بالوكالة فقوى الشر، التى تنفى ضلوعها فى هجمات الميليشيات الإرهابية فى سوريا الشقيقة، هى من صنعت وخلقت ودعمت، وزودت هذه الميليشيات الإجرامية بالمال والسلاح لتكشف جميعاً بما لا يدع مجالاً للشك، من وراء الميليشيات الإرهابية.
ما بين هذا المشهد المؤلم على نفس كل عربى شريف، يتحول البصر فى كل اتجاه لدى ليبيا والسودان واليمن وفلسطين ولبنان وسوريا، وقبلهم تدمير جيش العراق وكأننا أمام خطة ممنهجة لتدمير الدول التى تعد امتدادات للأمن القومى المصري، لتظل مصر العظيمة العصية هى الهدف والجائزة الكبرى والتى أدركت مبكراً بعد أن نجت من مؤامرة يناير 2011 وعزلت جماعة الإخوان الإرهابية فى 2012.
فى فقه الاستقرار، والحفاظ على الوطن هناك معادلة ثلاثية الأبعاد تعد هى صمام الأمان لبقاء ووجود الدولة، وتتمثل فى القيادة السياسية، والشعب، والجيش الوطني، أو الدولة الوطنية ومؤسساتها، لكن يظل الجيش الوطنى هو صمام الأمان.. لذلك فى الحالة المصرية، تتناول هذه الثلاثية وكيف تمثل حائط الصد، ومقومات الحفاظ على الدولة، استقرارها ووجودها وبقائها وتماسكها، كالتالي:
أولاً: القيادة السياسية المصرية، ممثلة فى
الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو قائد عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى يعمل وفق رؤية شاملة وإرادة صلبة لوضع مصر على الطريق الصحيح، وحتى تحصل على مكانتها المستحقة، ويتبنى سياسات من الحكمة واستشراف المستقبل.. من هنا فإن القيادة السياسية تلعب دوراً مهماً ومحورياً فى تحقيق الاستقرار والحفاظ على الدولة سواء بما أنجزته خلال العشر سنوات الماضية، أو بما لديها من قدرة وعبقرية القيادة، وعدم المغامرة بالوطن، ووضع أى قرارات تحت الدراسة والحسابات والتقديرات الدقيقة للمواقف.. من هنا فإن الثقة والهدوء، والثبات والاتزان والحكمة والصبر الإستراتيجي، والقراءة المبكرة لما يحدث من حولنا وأهدافه، هو صمام الأمان لاستقرار الدولة والحفاظ على الوطن، وهو صاحب الرصيد الأوفر على مستوى رؤساء مصر، بما قدمه لوطنه من انقاذ وإنجاز، وصناعة الأمل فى مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، واطمئناناً على وجود هذا الوطن، وكان ومازال شديد الواقعية ومستشرفاً للمستقبل فى تبنى إستراتيجية متكاملة لحماية هذا الوطن فى كل وقت وحين فى الحاضر والمستقبل وفى بعد النظر فى تمكين مصر من القوة والقدرة الفائقة التى تحمى وتصون الوطن، وتكون صمام الأمان لمقدرات الشعب، وآماله وتطلعاته بل إنه أكثر رئيس لمصر يضع الشعب على رأس أولوياته، سواء فى العمل على تحقيق الحياة الكريمة، وتوفير البيئة المناسبة لخلق أجيال قادرة على مواكبة العصر، وكذلك التواصل الدائم مع المصريين على قواعد الشفافية والمصارحة بالتحديات والإنجازات، لذلك أريد القول إن هذا المحور فى «القوة الثلاثية» فى فقه الاستقرار والحفاظ على الدولة هو القاعدة التى ينطلق منها المحوران التاليان، فالقيادة الطموحة بلا حدود، والتى تنزل الأمة المصرية وتوليها قدرها يمكنها أن تحقق ما يفوق التوقعات ولعل ما نحن فيه من قوة وقدرة شاملة ودور واستقرار واطمئنان هو نتاج ومحصلة فكر ورؤية القيادة السابقة لحاضرها والمستشرفة والمتطلعة للمستقبل.
ثانياً: سأنطلق من مقولة الرئيس السيسى إن من يحمى هذا الوطن هو الشعب وليس فقط الجيش والشرطة.. وأيضاً ما يكرره الرئيس السيسى دائماً أن الدولة المصرية قادرة على مواجهة أى تهديد خارجى مهما كان، لكن هنا يكمن دور الشعب أو المواطن بقول الرئيس، لازم نكون على قلب رجل واحد يا مصريين.
لكن دعونى أؤكد على أمر مهم للغاية فى هذا الإطار، وهو أن يكون المواطن المصرى واعياً ومدركاً فى تلك اللحظات الفارقة بما يدور من حولنا فى المنطقة والشرق الأوسط والعالم وفى حالة النشاط غير العادى للمخططات والمؤامرات، ومحاولات استعادة سيناريوهات تزييف الوعي، واحتلال العقول، وتحريك الشعوب، وحروب الوكالة.. يجب أن يكون المواطن هو ذروة سنام وعلى رأس أولويات واهتمام الحكومة، لذلك يجب أن تسارع الحكومة، ببذل أقصى جهد واتخاذ كافة الإجراءات بتخفيف الأعباء عن المواطنين، ولا أقول ضبط الأسعار والأسواق، ولكننى أطلب خفضها بأى حال من الأحوال، والإسراع فى اتخاذ الإجراءات التى من شأنها تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وعلى الأقل العمل على خفض الأسعار وأن تكون فى متناول المواطن البسيط.. لأمرين مهمين للغاية الأول أن هذا الشعب استحق تحية قائد عظيم هو الرئيس السيسى على طاقة العمل والصبر والتحمل والوعى الفياضة التى حفظت لمصر أمنها واستقرارها وبما لديه من وعى حقيقي، تصدى لحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه، الأمر الثانى المهم هو حالة الضخ غير المسبوق على مدار الساعة بطوفان من الأكاذيب والشائعات والتحريض والتشكيك والتشويه، ومن المهم أن نتصدى لهذا الأمر توعوياً، وفكرياً بالحقائق، لكن هذا سيكون أكثر جدوى ونجاحاً مع اتخاذ الحكومة لإجراءات واضحة، وحاسمة لضبط وخفض الأسعار رغم علمى بأن الأسعار فى العالم مرتفعة، وتكلفة الإنتاج مرتفعة أيضاً لكن هذا الأمر الآن ضرورة حتمية.
ثالثاً: طالما أن هناك جيشاً وطنياً قوياً وقادراً وفى أعلى درجات الاستعداد والجاهزية والكفاءة وهو جيش شريف فنحن فى أمان واطمئنان، والجيش المصرى يتفرد لكونه يمثل النسيج الوطني، وهو جيش المصريين لذلك فإن بناء قوة وقدرة وتطوير وتحديث القوات المسلحة الباسلة، هو أعظم إنجاز، لأنها ترتبط بمهمة الحفاظ على الوطن وضمان أمنه واستقراره.