المقترح «المشئوم» والمرفوض عالميا وعربيا بـ «تهجير» الفلسطينيين من قطاع غزة يتخيل ان هذه المنطقة المعروف حدودها الجغرافية منذ أكثر من 5 آلاف عام.. انها صفقة عقارية أو شقة للإيجار.. الرد المصرى الواضح والرد العالمى أيضاً أمام المقترح يوضح ان الحل الصحيح هو العملية السياسية التى تحترم إرادة الشعب الفلسطينى فى اقامة دولته المستقلة بحدود 4 يونيو 1967.. ان المقترح «المشئوم» حل عبثى وسيادة الدول على حدودها فوق كل اعتبار.. ولا يمكن بجرة قلم أن تلغى الجغرافيا والتاريخ اللذين يؤكدان ان حقوق الفلسطينيين معروفة وأرضهم أرض كنعان عسى أن يقرأ حكام إسرائيل التاريخ والمجموعة المتطرفة التى تدير اسرائيل الآن تريد تزييف التاريخ عبر «كابينيت» لم يقرأ حقيقة الشعب الفلسطينى المتشبث بأرضه تاريخيا وجغرافيا.. ان هذا المقترح بكل بساطة يعرض مكتسبات السلام فى المنطقة للخطر تماما ويمزق كل أغصان الزيتون التى قدمتها الدول العربية لحل القضية ويضع هدية أمام نتنياهو تلغى حقائق الجغرافيا والتاريخ والعقل والمنطق.
وأعود لقراءة التاريخ فى زيارة سريعة تشير إلى كفاح الشعب الفلسطينى من أجل حماية أرضه وبناء دولته ونطرح سؤالا لماذا كانت الحروب العربية السابقة من 48 إلى اليوم أليس لأننا أصحاب حق.. ان مدمنى الصفقات عليهم أن ينظروا للأمر برؤية التاريخ والواقع لا برؤية «عصابة» تسعى لدمار الآخر وتعقيد القضية كما عقدوها 77 عاما.. وفى ظنى ان القمة العربية القادمة فى القاهرة أمام امتحان صعب لاتخاذ قرار جماعى يحفظ للفلسطينيين حقوقهم ويحافظ أيضاً على سيادة الدول العربية على أرضها.. والتأكيد على الرؤية المصرية الثابتة التى لم تتغير ولم تتزحزح وهى لا تهجير قسريا أو طوعيا.. ولا حل على حساب دول أخرى واحترام الحق الفلسطينى بحل الدولتين وفتح مسار السلام فهل يعقل وهى رسالة لصاحب المقترح «المشئوم» الذى كوَّن أهم جبهة عالمية ضده ولحمة عالمية تقف الآن مع العرب ومع القضية الفلسطينية.. هل يعقل أن يتم تهجير 2.4 مليون شخص من أرضهم التى رويت بدماء أبنائهم إلى مناطق أخرى فى «دياسبورا ترامبية» غير مفهومة ولا يمكن لعاقل تخيلها.. ان من ينظر للقطاع «غزة» هى جزء من فلسطين المحتلة مع الضفة فى رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس والخليل وغيرها.. وكلنا نتذكر اتفاقات غزة اريحا واوسلو ومؤتمرات مدريد والقمة العربية فى لبنان التى اعترفت بالمبادرة العربية التى قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.. من أجل اقامة سلام عادل وشامل ومستدام.. لم يكن أى فلسطينى وعربى انه فى عام 2025 سيأتى مقترح يقدمه رئيس أكبر دولة فى العالم لتصفية القضية ويلغى بجرة قلم كفاح آلاف الشهداء والجرحى والمصابين ان كل شبر فى أرض فلسطين لو تم النبش به ستجد دماء هذا الشعب الحريص على وطنه والذى كافح من أجل وطن يعيش فيه آمنا من ظلم وعربدة الاسرائيليين.. ان المقترح يشعل النار فى كل أوراق السلام بهدف تصفية القضية.. وهنا نود القول إن التصريحات المتناقضة وتتغير كل لحظة لا تبنى سلاما حقيقيا نسعى اليه والاقتراح «المشبوه» بإقامة ريڤييرا جديدة تسويق لا يقبله العقل لقضية شعب عادلة والأصل فى المشكلة ليس المقاومة بل هو الاحتلال البغيض وممارسات اسرائيل على الأرض المحتلة.
ان من وجهة نظرى انقاذ السلام وانفاذ المساعدات والبدء فى مسار التسوية هو ما يتم بحسب الرؤية المصرية المعلنة والثابتة وهو حل الدولتين وإعادة إعمار غزة الذى يتكلف أكثر من مائة مليار دولار دمرتها حرب مستعرة ضد المدنيين والمستشفيات والمدارس والكليات الجامعيةوبأسلحة أمريكية .. غزة أهلها لن يتركوها سواء فى مرحلة التعمير أو الآن.. ولابد من مسار سلام حقيقي.. ونحن ننتظر قمة القاهرة وكلنا أمل فى اعلان القاهرة من أجل تأكيد الحق العربى وسيادة دولنا على أرضها.. وجميع المقترحات المشئومة لتصفية القضية مرفوضة تماما و»غزة ليست للبيع».. ودعونا نتحدث عن نجاح الجهــــود المصــــرية المكثفــــة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنقاذ اتفاق الهدنة والذى يتم بالتعاون مع الشقيقة قطر وتواصل مصر ومؤسسات المجتمع المدنى لإيصال المساعدات الانسانية إلى أهلنا فى غزة وبالتعاون مع كل الشركاء لتخفيف المعاناة عن أهالى القطاع.. وللحديث بقية.