غداً الجمعة.. يوافق 25 أبريل.. عيد تحرير سيناء.. اليوم الذى شهد جلاء آخر جندى إسرائيلى من أرض الفيروز ووفقاً لمعاهدة السلام تم استرداد كامل أرض سيناء ماعدا مدينـة طــابا التى اســتردتها مصــر وانســحب منها آخـــر جنــدى صــهيونى فى مــارس 1989 وعنــدما يــأتى يــوم 25 أبريل لابد أن نعود سريعاً إلى يوم 6 أكتوبر 1973 وانتصار جيش مصر العظيم على جيش الصهاينة وانسحاب جيش الصهاينة من أرض الفيروز ورفع علم مصر خفاقاً على شبه جزيرة سيناء.
يعـود بنا يــوم 25 أبريــل إلى تاريــخ طـويل ليس فقــط إلى 6 أكتوبر 1973 أو إلى 5 يونيو 67 أو حتى إلى العدوان الثلاثى فى عام 1956 بل إلى أكثر من ذلك إلى قصة سيدنا موسى وخروج اليهود من مصر إلى فلسطين عبر سيناء وسنوات التيه التى يعتمد عليها كثير من الخبراء لإثبات أن إسرائيل ستنتهى خلال سنوات قليلة.
وتعود بنا قصة سيدنا موسى إلى أن أحلام الصهاينة ما زالت كبيرة فى سيناء وأنهم لا يريدون فقط تهجير أهل غزة إلى سيناء بل أكثر من ذلك بكثير وهو عودة احتلال سيناء تحقيقاً لبروتوكولات حكماء صهيون.. حيث يوجد قبر النبى هارون فى سيناء وحيث توجد عيون موسى فى سيناء.. وغير ذلك من أوهام الصهاينة فى أرض سيناء المباركة.
ومن هنا كان موقف مصر بقيادة السيسى حاسماً بأنه لا هجرة إلى سيناء ولا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر.
الأيام تدور والأحداث متشابهة.. وبروتوكولات حكماء صهيون تحكم العدوان الصهيونى والهيمنة الصهيونية فى المنطقة حتى فى حالات التشكيك الدائمة لكل أحداث المنطقة من خلال الشائعات على مدار الساعة فى كل شىء.. وكذلك ضرب القيم الإنسانية النبيلة وإلهاء الشعب.
وإذا كان البعض مازال يرى أن بروتوكولات حكماء صهيون مجرد قشة قصمت ظهر الحلم العربى.. وأن الخوف من هذه البروتوكولات خلق حالة عربية ونظرية اسمها المؤامرة الصهيونية ليزيد فشلنا فى المواجهة.. فإن هذا الغول يحمل كثيراً من الصواب وقليلاً من الخطأ.. لأن فشلنا فى المواجهة يرجع إلى ضعفنا نحن وليس لبروتوكولات حكماء صهيون ولكن صنعنا حالة تم الإعداد لها بشكل جيد وتنفيذها على مدى سنوات من خلال تنفيذ هذه البروتوكولات ومازال المسلسل مستمراً.. فعملية إلهاء الشعب العربى فى التفاهات على حساب القيم والأسس الراسخة.. ومحاولة الإساءة للدين والقيم الدينية.. ومحاولة الإساءة لرب الأسرة سواء كانت الأسرة الصغيرة أو الأسرة الكبيرة.. ومحاولة ترسيخ مفاهيم غريبة ومريبة على حساب المفاهيم الصحيحة وهدم كثير من الأسس والقواعد الرئيسية فى حياتنا وتاريخنا بل ورؤيتنا للمستقبل ليست إلا مؤامرة تم تنفيذها فعلاً لسنوات وحان وقت جنى ثمارها.. وبالتالى أصبح العيب فينا وليس فى العدو أو قوته وأصبحت نظرية المؤامرة مجرد وهم نحتمى خلفه لتبرير ضعفنا وهزيمتنا التى صنعناها بأيدينا كل ذلك يفسر حال الاشتباك بين الحقيقة والوهم فى رؤيتنا لما يحدث معنا أو حولنا.
ولأن مصر هى القوة العربية الإقليمية الأصيلة ولأن جيش مصر هو أقوى جيوش المنطقة والحمد لله ولأن شعب مصر شعب أصيل تمتد جذوره لآلاف السنين وبالتالى يمتد تاريخه وحقيقته لهذه السنين.. وتمتد قيمه الأصيلة عبر التاريخ طوال الحضارات والقيم الدينية منذ آلاف السنين حتى الدين الإسلامى الآن.. فإن مصر كانت وستظل هى القوة الحقيقية فى المنطقة لرد وردع أى محاولات صهيونية أو غير صهيونية لإغراق المنطقة فى الأزمات ومنذ القدم عندما طرد أحمس الهكسوس من مصر واستمر فى مطاردتهم حتى خرجوا من المنطقة إلى قيادة مصر للمنطقة فى هزيمة التتار والمغول والصليبيين وتحرير الأرض العربية خاصة فى فلسطين حتى مواجهة الصهاينة وهزيمتهم.
وإذا كانت مصر فى شمال أفريقيا هى التى قادت المنطقة لمواجهة العدوان بل والمؤامرات فإن جنوب أفريقيا فى جنوب القارة هى التى واجهت الصهاينة دولياً وفضحت العنصرية العالمية والصهيونية فى غزة من خلال محكمة العدل الدولية.
ولعله من قبيل المصادفات التى تؤكد زعامة القارة والمنطقة شمالاً فى مصر وجنوباً فى جنوب أفريقيا فإن ذلك لا يتوقف عند السياسة والحروب والمواجهات بل أيضاً إلى عالم كرة القدم، حيث تشاء المصادفات التاريخية الجميلة إلى أن غداً 25 أبريل عيد تحرير سيناء الذى يرمز بقوة إلى الصراع العربى الصهيونى ونجاح العرب بقيادة مصر وقوة مصر فى المواجهة.. هو نفسه اليوم الذى يشهد الصراع على قيادة أفريقيا كروياً.. فإذا كانت مصر وجنوب أفريقيا يمثلان قوة المواجهة مع الصهيونية فإن نفس اليوم يشهد الصراع على قمة القارة كروياً بين مصر وجنوب أفريقيا.. فالأهلى يلعب غداً فى قبل نهائى أفريقيا مع صن داونز.. وغداً أيضاً يلعب براميدز وأورلاندو وهكذا، فإن قمة السياسة والمواجهة هى قمة القارة كروياً وهكذا تدور الأيام وتمر الأحداث لتؤكد أن مصر هى القلب فى الأحداث سواء فى المنطقة أو القارة وأن مصر التى صنعت التاريخ مازال تأثيرها فى صناعة التاريخ كما هو بغض النظر عن كم المؤامرات وكيفيتها..!!