لم يسلم بلد فى العالم من تغير المناخ الذى اجتاح كل الدول وأثَّرَ بشكل مباشر على الإنتاج الزراعى والصناعى والأمن الغذائى وصحة الإنسان وحياته المعيشية.. أثر على شبكات الكهرباء بسبب موجات الحر غير المسبوقة.. الجفاف يتفاقم فى أوروبا والأمطار الغزيرة تغرق افريقيا وحرائق الغابات والفيضانات فى أغلب البلدان.
مصر بوصفها جزءا من هذا العالم لم تكن بعيدة عن تداعيات التغيرات المناخية فما تشهده البلاد من موجات شديدة الحرارة كان له تأثير كبير على الشبكة القومية للكهرباء ليست لقلة قدراتها ولكن بسبب أزمة تدبير الوقود مما اضطر الحكومة إلى تخفيف أحمال الطاقة.
ونظراً لتأثر المواطن ومعاناته الشديدة من انقطاع الكهرباء وقطاعات الإنتاج المختلفة كانت توجيهات القيادة السياسية للحكومة بالعمل على وضع حد للأزمة انطلاقا من تفهم القيادة السياسية لاحتياجات المواطن وبالتالى قامت الحكومة باتخاذ خطوات تنفيذية ستظهر نتائجها الإيجابية تباعا وصولا إلى نهاية الأزمة بشكل كامل.
ان التغيرات المناخية الحالية من أبرز القضايا التى تواجه مستقبل الوجود البشرى على كوكب الأرض حيث يتسبب النشاط البشرى فى حرق الوقود الأحفورى بإزالة الغابات فى ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد وارتفاع مستويات البحر.
ان خلق تغيرات مناخية سريعة ومتطرفة أدت إلى تأثيرات بيئية واجتماعية واسعة تهدد التنوع البيولوجى والأمن الغذئى والمائى فى كل دول العالم.
>> خلاصة القول:
ان التغير المناخى يؤثر تأثيرا خطيرا على الانتاج الزراعى والأمن الغذائى والبنية التحتية وصحة الإنسان نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ويمثل أحد التحديات الرئيسية لتحقيق عملية التنمية المستدامة.
المنطقة العربية أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية على مستوى العالم وللحد من الآثار الاقتصادية الخطيرة لابد من تعزيز الاستثمار فى مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وتشجيع استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة واطلاق مبادرات لزيادة الغطاء الأخضر من خلال برامج التشجير.
ان الأزمات الاقتصادية المتتالية تضرب حركة التجارة ومعها اقتصادات الدول الكبرى والنامية وارتفاع التضخم وتراجع سلاسل الغذاء نتيجة الجفاف مقدمات لسيناريو اقتصادى مستقبلى كارثى إذا لم يصبح مكافحة التغير المناخى شعارا دوليا نظريا وعمليا.
>> من القرآن الحكيم:
قال تعالي: «ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد» (204 و205 و206 – البقرة).