الضربة الإسرائيلية «متفق عليها».. والرد الإيرانى «مستبعد»..!
نعود للتاريخ.. لأحداث ليست بعيدة عن الأذهان وعن المشهد الدائر حالياً فى التوتر القائم فى المنطقة.. ونسترجع ما حدث فى حرب تحرير الكويت عام 1991 عندما أدرك العالم أن عصر الحروب التقليدية بالمدفع والدبابة والقتال البرى وجهاً لوجه قد انتهى وأن هناك ما يعرف بالأسلحة الذكية الضرب المؤثر من «بعيد لبعيد».. دون اشتباك أو تلاحم أو خسائر من الهجوم.
ولأنها كانت حرباً جديدة على العالم فإن الأمريكان قبل أن يبدءوا عاصفة الصحراء بقيادة الجنرال نورمان تشوازيكوف لتحرير الكويت أرادوا أن يشاهد العالم ما الذى لديهم فى ترسانة الأسلحة الجديدة.. وأرادوا حرباً للتحذير والتذكير بقوة الأمريكان لذلك قرروا أن يشاهد العالم كل هذه الحرب على الهواء مباشرة من خلال تغطية متواصلة للوقائع لشبكة السى إن إن.. الشبكة الإخبارية الأمريكية للأخبار.
كان تشوازيكوف يجلس أمام المراسلين والكاميرات ومعه خارطة ويشرح أهدافاً مصورة ويقول.. هل ترون هذا الضوء القادم من أعلي.. إنه لصاروخ سوف يدمر أحد الكباري.. وبعدها.. «بوم» ويدوى انفجار ويختفى الهدف.. وهكذا ــ توالت الضربات من صواريخ توما هوك التى تأتى من السفن الحربية أو من الطائرات الأمريكية الخفية التى لا تراها الدفاعات الأرضية.. وانتهت المعركة قبل أن تبدأ بالضربات الجوية التى دمرت كل الأهداف الحيوية العراقية وقطعت خطوط الإمداد والتموين للقوات العراقية فى الكويت.. وتابعنا حرباً جديدة كانت أشبه بألعاب «الأتاري» التى كانت سائدة فى ذلك الوقت!!
>>>
والآن نعيش نفس المشهد التمثيلى فى الحرب الدائرة بالسلاح الأمريكى فى المنطقة والدور الذى تقوم به إسرائيل فى شتى عملياتها العسكرية.
فقد أطلقت إيران عدة صواريخ على إسرائيل انتقاماً لمقتل إسماعيل هنية قائد «حماس» عندما كان متواجداً فى إيران.. وقالت إسرائيل إنها تحتفظ بنفسها بحق الرد.. ثم حاولت واشنطن إثناء إسرائيل عن ضرب إيران تخوفاً من عمليات عسكرية متهورة تصل إلى ضرب المنشآت النووية والنفطية قد تؤثر وتدفع إيران إلى رد انتقامى بمهاجمة أهداف نفطية فى دول الخليج العربية للإضرار بالمصالح الأمريكية.. وأصرت إسرائيل على الضرب ودعاها بايدن إلى أن يكون الرد «موجه ومناسب»، كما قال البيت الأبيض فى مقابل أن تتلقى إيران الضربة وتتوقف بعدها عن التصعيد..!!
وعلى طريقة ما حدث عام 1991، فإن الطائرات الإسرائيلية وطبقاً للخطة المتفق عليها من الجميع والتى تتلخص فى عدم استهداف المنشآت النووية أو النفطية أو شخصيات الصف الأول القيادى فى إيران انطلقت تضرب أهدافاً للحرس الثورى الإيرانى قالت عنها إسرائيل إنها تستخدم لإطلاق الصواريخ على إسرائيل..!
وبسلام وأمان عادت الطائرات وانتهت الضربات والهجوم.. واطمأن الجميع.. وعاد تشغيل المطارات واستئناف حركة الطيران فى المنطقة.. وإلى أجل آخر.. ومشهد آخر وسيناريو جديد فى المسرح العالمى الذى أصبح فيه الجميع يكتفون بالمشاهدة!! هذه حروب لم يعد فيها عنصر المفاجأة.. ولا التوقيت.. ولا الاستعداد للمقاومة.. «أنا سوف أضربك بكره الساعة السادسة.. وورينى هتعمل إيه.. وهضربك.. لكن هتعيش بعدها.. أنا عاوزك تعيش.. لسه ليك دور»..!
>>>
ونواصل رحلة الحياة وأخبارها.. وبمعنى آخر نتفرج ونشاهد ونتابع.. وصحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية العريقة التى اعتادت خلال كل الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة أن تنحاز وتعلن تأييدها لمرشح رئاسى معين.. ولكنها وبعد أربعين عاماً من هذا التقليد قررت فى هذه الانتخابات أن تكسر هذا التقليد وتقرر عدم دعم أى من المرشحين للرئاسة.. لا كامالا هاريس ولا دونالد ترامب..!
ورسالة «الواشنطن بوست» واضحة.. الصحيفة لا تجد من بينهما من يستحق الدعم.. وهذا هو ما يراه عدد كبير من الناخبين الأمريكيين، لذلك تأتى نتائج استطلاعات الرأى محيرة.. والفائز بالرئاسة الأمريكية مازال مجهولاً.. الحظوظ متساوية..!
>>>
وأتحدث فى قضية تتعلق بالانطباع الذى يتولد منذ اللحظة الأولى عند زيارة أى سائح أو زائر لأى بلد للمرة الأولي.. فأول انطباع يأتى من المطار.. ومن سهولة الحركة والإجراءات والتنظيم والمعاملة والهدوء.. وفى كثير من مطارات العالم التى تشهد حركة يومية مزدحمة للغاية فإنك لا تسمع صوتاً وكأنها مطارات خالية من البشر.. الحركة انسيابية دقيقة منظمة بعمالة مدربة وإدارة خبيرة.. وكل شيء يمضى بدقة بما فى ذلك الإجراءات الأمنية والتأمينية للمطارات.. وحركة الدخول والخروج تتم فى دقائق معدودة.. ولا ازدحام أمام الأبواب ولا أمام الجوازات.. كل شيء مدروس ومخطط بعناية واحترام.. وتخرج من هذه المطارات بصورة كاملة عن مكانة وحضارة ورقى البلد الذى تقوم بزيارته إدارة المطارات علم وخبرة وفن وثقافة أيضاً..!
>>>
وأتى يشكو ويتعجب من أن أحداً لا يتصل به إلا حين يريد شيئاً.. وما عدا ذلك فإن هاتفه لا يدق أبداً..! ويا صديقي.. احمد الله على أن هناك من يتذكرك ويلجأ إليك.. لا تدقق على كل موقف ولا تجعل منه معركة.. ولا تدفق من حولك.. ولا تداهم النوايا ولا تحرص على معرفة كل التفاصيل، وخذ من الناس ما ظهر لك منهم من خير ولا تبحث عن عيب.. ودع الحياة تسير والخلق للخالق وكن سعيداً دائماً أن هناك من يتذكرك..!
>>>
وذهبت لزيارة صديق اختار الإقامة فى أحد دور المسنين.. وألمنى كثيراً أن للرجل أبناء تركوه يعيش بعيداً عنهم.. وطلب منى هذا الصديق أن أحثهم على زيارته وقضاء وقت أطول معه.. وعندما تواصلت مع أحدهم واستمعت إليه أدركت أن دار المسنين أحياناً قد تكون أفضل كثيراً من الحياة مع «جحود» بعض الأبناء.. و»خليه يعيش على الذكرى أحسن»..!
>>>
>> وأخيراً:
>> الفقر ليس عيباً.. العيب أن تكون حرامى وتدعى الفقر
>>>
>> حاربوا من أجل من تحبون، ولكن اختاروا من يستحق الحرب
>>>
>> ونحن القلوب التى تخفى توجعهها حتى لا يمس من تحب من آلامها ألم..!
>>>
>> ونظافة القلب والضمير نغمة لا يملكها الكثيرون..!