أسرة الضحية تصرخ: من يحمي أولادنا؟
علي طريقة بلطجية الشوارع وفي مشهد مأساوي مؤسف وحزين.. تعدي تلميذ بالمرحلة الإعدادية علي طالب آخر بالثانوي بسلاح أبيضّ “كتر” وإصابته بجروح قطعية وذبح بالرقبة ليسقطه غرقا في الدماء وسط صدمة وصرخات الزملاء الذين أسرعوا بنقل الضحية للمستشفي لعلاجه وانقاذ حياته.. تحرر محضرًا بالواقعة وتم القبض علي المتهم وأخطرت النيابة للتحقيق.
الحادث الإجرامي المروع والغريب من نوعه وقع بمنطقة الجمهورية التابعة لقسم ثان المحلة بمحافظة الغربية ويعتبر فصلا جديدا من مشاهد وسيناريوهات ظاهرة بلطجة طلبة المدارس التي انتشرت مؤخراً داخل تلك المؤسسات التعليميه وخارجها من البنيين والبنات بجميع مراحلها وبشكل شبه يومي ومخيف وبكل بجاحه..
وقد دارت فصول المأساة عندما حدث خلاف بين تلميذ الإعدادي المتهم وطالب الثانوي الضحية أثناء تواجدهما مع مجموعة من الزملاء ليتطور الأمر بينهما إلي مشادة كلامية وتطاول غير لائق بالألفاظ النابية حاول علي اثره ابن “الإعدادي” الصغير استعراض القوة “والفتونه” متناسيا رسالته التعليمية وقام وسط ذهول الجميع بإخراج سلاح “الكتر” من بين طيات ملابسه ليسدد لغريمه وبطريقة إجرامية طعنات قاتلة بالجسد والرقبة بلا رحمة وتركه غارقًا في الدماء وفر هاربا.
ذبح بالرقبه
فور نقل الضحية للمستشفي لوقف نزيف الدماء المتدفق من ذبح بالرقبه تم اخطار قسم ثان المحلة بالجريمة بوصول طالب الثانوي “صلاح” مصابا بجروح شديدة وفي حالة سيئة. وانتقل رجال المباحث إلى موقع الحادث لإجراء التحريات وسماع الشهود وتحديد المتهم وضبطه..
وقد كشفت التحريات أن تلميذ الإعدادي المتهم “مشاغب” اعتاد افتعال المشاكل مع الجميع وباستهتار شديد وإرهابهم بالسلاح رافضا نصائح كل من حوله حتي ارتكب أخيرا جربمته التي شوه فيها وجه زميله وأصابة “بعاهة مستديمه” وحالة نفسيه سيئه جزاء تصرفه الإجرامي الذي أصبح عرضا مستمرا.. بعد اتخاذ الاجراءات القانونية القي القبض علي المتهم بالسلاح المستخدم في الحادث وأعترف بكل شيء بدموع الندم بعد فوات الأوان.. اخطر اللواء أيمن عبد الحميد مدير أمن المحافظة بالواقعة.. وتباشر النيابة التحقيق مع المتهم وسماع الشهود والضحية ايضاً بعد تحسن حالته.
غضب الأهالي
من جانب آخر تجمع عدد من الاهالي وأولياء الأمور مع أسرة المجني علية بالمستشفي في حالة غضب وانهيار رافضين تلك المشاهد الصادمة التي تحدث يوميا مؤكدين أنهم اصبحوا يعيشون في رعب غير متصورين ماوصلت إليه العملية التعليمية من المرحلة الإبتدائية وحتي الجامعة وانفلات غير مقبول يهدد أمن وأرواح طلاب العلم.. قالوا أنهم أصبحوا يخشون علي حياة أولادهم من الضياع فلم يعد الآن تربية ولا تعليم لعدد ليس بالقليل من الذكور والإناث وكأننا في غابة وساحة قتال وليس محراب علم وذلك لكثرة مايرونه يوميا من صور وقصص وحكايات بوسائل التواصل الاجتماعي تدمي القلوب حزنا وكأن الطالب المؤدب لم يعد له مكانًا الآن.. وهو الأمر الذي يحتاج لمناقشة تلك الظاهرة من أصحاب القرار قبل أن تحدث كوارث أكبر مما نراه الآن من “فجور” فالطالب أصبح الآن يحمل أسلحة بيضاء للبلطجة بدلا من التسلح بالعلم..
جرس إنذار
من يتخيل ماحدث منذ ساعات من طلاب وبينهم ابن مسؤل كبير بمنطقة المقطم بقلب العاصمة بقطع الطريق والتعدي علي زميل لهم وتحطيم رأسه “بحديدة ” علانية وسط الشارع أمام كل الناس والمارة ليتم نقله للمستشفي يصارع الموت وهي الجريمة التي تحققها النيابة الآن.. وغير ذلك من تعدي طالبات بنات علي بعض داخل مدرستهن الخاصة بالحي الراقي بالقاهرة للآسف وإصابتهن لزميلة بطريقة اجرامية.. وهو ماتكرر في الحرم الجامعي أيضا وبأكثر من محافظة فالأمر جلل “وجرس إنذار” لمن يهمه الأمر وحتي تعود الأمور لسابق عهدها من احترام وتقدير لهيبة المدرس لان التقدم والتكنولوجيا التي وصلنا إليها لاتعني الفوضي والانهيار الأخلاقي وتدمير الأبناء.