الأحد, يونيو 15, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية مقالات

عقلانية «الفهم» و «أنسنة التأويل» لدى العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه

بقلم د. علاء الجابري
14 يونيو، 2025
في مقالات
عقلانية «الفهم» و «أنسنة التأويل» لدى العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه

د. علاء الجابري- أكاديمي مصري

15
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

حين نقف بالقراءة الفاحصة أمام منجز الشيخ العلامة عبد الله ابن بيه الفقهي وأطروحاته الفكرية المتنوعة وخطاباته ومقولاته الدينية التي اتخذت من العقلانية المستنيرة إطارا للتجديد؛ وهو صاحب المؤلفات والدراسات متعددة الوجوه ومنها مثلا: “تنبيه المراجع على تأصيل فقه الواقع”،  و”صناعة الفتوى وفقه الأقليات”، و”خطاب الأمن في الإسلام وثقافة التسامح والوئام”،  “حوار عن بعد حول حقوق الإنسان في الإسلام”، ومنها أيضا جهده التجديدي في: “إيثارات تجديدية في حقول الأصول”، و”فتاوى فكرية”، و”مشاهد من المقاصد”، يحيرنا النظر إليه وتصنيف منتجه الفكري ومحاولة الإجابة عن سؤال عفوي يتبادر إلى الذهن أمام رؤاه وأطروحاته..

هل شيخنا الجليل فيلسوف أم فقيه؟! فالعلامة مؤسس ورئيس “منتدى أبو ظبي للسلم”  تؤكد جهوده وأطروحاته ونظره في  المسائل الفقهية على حضور العقل النقدي في الخلفية وبزوغ الفلسفة في النظر وتحقق معان جديدة للأنسنة في فهمه للدين ومقاصد الشريعة فضلا عن وعى خطاباته واستنارة فتاواه وإحاطتها بـ” الواقع” ومقولاته التي تراعي بشكل لافت الإنسان وكرامته الإنسانية في المحافل كافة بشكل يتجاوز كثيرا الوقوف أمام ” النص الديني” وما قيل فيه وحوله وترديده و” نقله” كما هو.. من هذا الباب يمكننا أن ندخل للخطاب الإنساني والمقولات المضيئة التي تنطوي عليها أطروحات الشيخ العلامة عبد الله بن بيه الدينية ذات الأفق الفلسفي؛ فالرجل من ” أهل العقل” الذين يجتهدون في إعمال العقل عند النظر إلى حقائق الدين وتكاليفه ومقاصده ليحملوه باتجاه ما هو إنساني وباتجاه ما  يدفع خطو الإنسان على الأرض لمواصلة السير بسلام ، إيمانا منهم بأن الإنسان هو الأصل وهو مقصد كل تشريع وليس هذا فقط بل تحقيقا لدعوة الله سبحانه وتعالى صراحة في مواضع كثيرة إلى التدبر والتعقل والتفكير  ومنها:” أفلا يتدبرون،  أفلا يعقلون”..  وغيرها من تلك التوجيهات القرآنية المحرضة على إعمال العقل.

وذلك في مقابل ” حاملى النصوص” ومردديها أو “ناقليها”  عبر الأزمان أو ” أهل النقل” الذين يجيدون ترديد ” النص” وإعادة إنتاج ما قيل فيه وعنه وحوله منذ قرون دون جهد تجديدي حقيقي أو محاولة لربطه بـ ” الواقع”  ومتغيراته أو إعادة ” تأويله” كما دعا ابن رشد يوما حين يتعارض ذلك النص مع العقل وهؤلاء في أغلبهم لم يضيفوا شيئا جوهريا يدفع حياة الناس للأمام ولمواصلة عمران الأرض باطمئنان

الأفق الفلسفي

إن استيعاب شيخنا ابن بيه واتصاله بمنجز الفلسفة الغربية يضعه في مكانة لافتة بين علماء وقته وفقهاء عصره ويمنح أطروحاته بعدا إضافيا ومذاقا فكريا مختلفا وأفقا أكثر شمولية واتساعا  وذلك على اتفاقه واختلافه مع تلك الفلسفات ومضامينها ورموزها أحيانا بعقلانية غالبة وإدراك للفروق الجوهرية بين المجتمعات فصدى الفلسفات والكتابات الإنسانية بشكل عام واضح في رؤاه وتأويلاته واجتهاداته، ولنقف مثلا أمام تحليله لظاهرة الإرهاب و للجذور الفكرية المعرفية للتطرف الفكري والانحلال الأخلاقي وكيف تماس واشتبك مع  التراث من جانب ومع العقل والأفق الفلسفي الغربي من جانب آخر.

فقد تعاطى شيخنا الجليل مع ” ظاهرة الإرهاب”  بعقلانية  متحررة من العقد المعروفة ومن التشنجات المتأرجحة بين الدفاع والهجوم والتفسير والتبرير فلم يلتزم الشيخ بن بيه موقع المدافع عن اتهام الشرق الإسلامي بالإرهاب، ولم يقبل التهمة بالكلية، ولم ينكر حدوثها بما في نقاشه من موضوعية شديدة، ولكنه-أحيانا- يغمز تاريخا من الإرهاب الحقيقي لم يكن هناك ذكر لجماعات إسلامية سواء في العصور القديمة، أو العصر الحديث الذي شهد عشرات الجماعات خارج ديار المسلمين، ويفصل بوضوح بين الإرهاب الحقيقي وفزاعة استخدامه لتخويف الباحثين عن الحرية، فيقول: “وفي حروب التحرير في العالم العربي، كان الروح الإسلامي والنفَس القومي، محفزين للمقاومة التي يسميها المستعمرون” إرهابا” (1).

وفي تعامله مع تحليل ظاهرة الإرهاب يعود- في صفحات طويلة- إلى تاريخه، فيظهر أن امتداد ظاهرة الإرهاب زمنيا وتاريخيا، واتساع مداه الجغرافي مؤذن بفهم أكثر عمقا له، على أساس أن تاريخ الظاهرة جزء من الوعي بها، ويؤكد- مرارا- أن الإسلام الحقيقي بريء من تشويه الإرهابيين له، حتى عهد قريب، وكيف أن” النصارى الأرثوذكس كانوا يفضلون أن يعيشوا بين المسلمين على أن يعيشوا تحت حكم الكاثوليك وهم إخوانهم في المسيحية” (2)، ويهتم بـ” بالكشف عن الأخلال والمغالطات التي يحملها فكر المتطرف والإرهابيين كاجتزاء النصوص، والإعراض عن الكليات في تصور مفاهيم دقيقة عظيمة الأثر في استقرار المجتمعات المسلمة، وفك الارتباط بين خطاب التكليف وخطاب الوضع وبين الأول منهما ومنظومة المصالح والمفاسد، وإغفال سياقات التنزيل عامة وخاصة، والغفلة عن سنن الله عز وجل”. 

 ولكنه يؤكد على قيمة أساسية هي أن” أي محاولة لربط الإرهاب بأي دين، ستساعد في حقيقة الأمر الإرهابيين، ومن ثم الحاجة إلى منع عدم التسامح حيال أي دين” . إنه يتأمل الأمور داخليا، ويرى هاجس الآخر المتمثل في التطرف أو هوى النفس أو نزوعات الرأي العنصرية أكثر ضررا من الآخر الغربي أو المختلف في المذهب. وعموا فإن قراءة الشيخ للتاريخ تؤكد أن الآراء المعتبرة -في المجالات كافة- جاء الإيمان بها بعد تقليبها واختبارها. إنها ذات أبعاد إنسانية بالأساس لتتجاوز كونها شعارات جوفاء

وفي جانب الانحلال الأخلاقي كان لشيخنا نظرة مختلفة مع فلسفات البريطاني ديفيد هيوم مثلا و فرويد وداروين وماركس إذ ألغى الأول دور العقل والوحي في إنتاج القيم ليحيلها إلى الانفعالات والمحسوس لتصبح لديه القيم إنتاج رغبات الإنسان ونزواته بينما حول ماركس الإنسان وبتعبير شيخنا الجليل إلى ” حيوان اقتصادي” أما فرويد وداروين فالأول كما هو معروف ربط السلوك الإنساني بالغريزة البشرية والثاني صنف الإنسان وفق نظريته الشهيرة تصنيفا يخالف تكريمه من الله

وذلك في الوقت الذي وضع فيه شيخنا ” الكرامة الإنسانية” في منزلة عليا في سلم الأوليات وترتيب المقاصد لذلك أخذ على هؤلاء تلك التحليلات التي تحط من كرامة بني آدم  بينما تماس بشكل لافت مع فلسفة “كانط ” – العقلانية – أحد آباء الفلسفة الغربية بنظريته المعروفة في الأخلاق ، ولكانط حضوره اللافت في فكر العلامة الشيخ بن بيه وبخاصة في توجهه نحو التعايش الأخلاقي، وطبقا لتعبير كانط ” اعمل بحيث تكون قاعدة سلوكك قانونا عاما للناس جميعا، اعمل بحيث تعامل الإنسانية دائما سواء في شخصك أو أى  شخص آخر ليس فقط كأداة ولكن أيضا كغاية”،  لقد آمن ” كانط” بأن إرادة الخير هي الخير في ذاته وأحال السلوك الأخلاقي للعقل واتفق معه شيخنا في كثير من مبادئه لكنه أحال  تلك المبادئ الإنسانية إلى الدين راعيا لها.

وعلى التماس بين بن بيه وكانط  في منح العقل مكانته في تسيير حياة الإنسان وخلق حالة موائمة مع تكاليف الشرع فهذا لم يمنع شيخنا من أن  يختلف معه أيضا -وهذا دأبه – حين يكون للاختلاف قيمة إضافية حيث يعيد ترتيب الأوليات  ليقدم  “السلم” على ” الحق” مخالفا لكانط الذي جعل ” الحق” أسبق.. وحضور الفلسفة الغربية يقابلها بالطبع استيعاب للفكر العربي والتراث بصنوفه الفقهي والفلسفي فشيخنا يواصل مسيرة ابن رشد العقلانية ويتجلى ذلك بوضوح في ميله الدائم  لإعادة النظر في تأويل النص لصالح الواقع  حين يقف العقل مكتوف الأيدي أمام هذا الواقع وهو ما نادي به ابن رشد منذ قرون

ومن ملامح التنوير البارزة في فكر الشيخ أنه لا يعود إلى التراث مستعيدا ما يقوله الأقدمون، ومتوقفا عند حدوده فحسب وإنما يجاوزه مضيفا على سبيل الإتمام لما فهمه من كلامهم، ومطورا له، باعتباره حلقة يجب على التالي إتمامها، لا عبادتها والدوران حولها، فيوظف الشيخ ما يستند  إليه من مقولات التراث في سبيل تأكيد قيم التقدم والعقلانية والعدالة والإنسانية وغيرها من قيم أخفتها المعالجات السطحية، وأهدرتها اجتزاءات لا تراعي رحمة الدين وإنسانيته

استنارة الفتوى

ويمكننا رصد مساحة عقلانية متوازنة في فهم بن بيه  للدين في أكثر من جانب فمثلا حين ننظر لعقلانية الفتوى لديه نجد أن الفتوى عنده” صناعة” بمعنى أنها مركبة وليست آلية، ويختلط فيها الطبيعي/ النص، بالمتغير/ الفهم/ السياق/ التطور، فيقلب النظر أولا في الواقع، وبحسب تعبيره فالفتوى منتج صناعي ناتج عن عناصر عدة منها الدليل ومنها الواقع والعلاقة بين الدليل بأطيافه المختلفة التي تدور حول النص وبين الواقع بتعقيداته.

ويفرق الشيخ العلامة بن بيه حفظه الله بين المفتي المجتهد والمفتي المقلد؛ حيث يقتصر المقلد على ترديد فتاوى إمامه، واتباع مذهبه بشكل آلي لا يليق بمكانة المفتي، ويثمن الاختلاف ويراه متنا في الوعي الفقهي فمن لم يعرف الخلاف لم يشم أنفُه الفقه. هكذا يبدو الفهم البشري أصلا، واستحضار الخلاف داخل الوعي الديني أساسا حتى قال تعالى:” ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم”(3)، وإذا كان الصحابة ذاتهم قد اختلفوا على فهم بعض النصوص فاختلاف من يلونهم وارد، بل من الغريب أن لا يحدث. ويضع لكل حالة مقتضاها من مثل: إمامة المرأة التي يقر أنه لا أحد يقبله، ولكن يقبله في الغرب، وأنه ليس نقصا من المرأة، فتأليف الناس أصل من أصول توجهه في وضع فتاوى يعلم أنه لا يمكن قبولها بالكلية . وهو الأمر الظاهر في فتاوى تتعلق بأهل الكتاب .إنهم – لديه- شركاء لا رعايا، ودائما ما تراه يركز على أبعاد المواطنة دون غيرها، وبخاصة مع دوام التطور، فيقول: “تراهم يكثرون من ذكر الجزية ووجوب فرضها على أهل الكتاب ويغفلون عن أن عبد الملك بن مروان والإسلام في أوج قوته، كان يدفع للروم أموالا ليكفوا عن الثغور الإسلامية”(4).

  وحين ندقق النظر في تعاطيه مع الفتوى من السهل أن تحدس بالفارق بين الفتاوى التي تتصل بالعبادات، وبين تلك المتصدية للمعاملات، وكيف تكون الأريحية في الحديث عن فتاوى المعاملات، وبخاصة للمهاجرين إلى بلاد غريبة يجب أن يحترم المسلم تقاليدها وقوانينها. العبادات موجودة في اللوح المحفوظ، فتقود الواقع، بينما توجد المعاملات وتعيش وتتنوع وتتكاثر على أرض الواقع، ومن ثم فالواقع يشكلها، والضرورة- كما يقول الأصوليون أنفسهم- تُقدّر بقدرها وهنا نعود مجددا للفهم الإنساني  وتفعيل ” فقه الواقع” ووضع الإنسان في ذاته كمقصد للتشريع  وتيسير أمره غاية يدرك بها حياة تزينها الكرامة الإنسانية وليس أدل على ذلك من أنه 

هو ذاته وفي المقابل يتشدد للغاية في مسألة مثل الزواج من أجنبية للحصول على إقامة، وليس بغرض إقامة بيت وإنشاء أسرة كما هو المفترض في الزواج، ويحمل على من يقوم بذلك، ويقف إلى جانب الضحية الأجنبية المختلفة ديانة، ويرى في الأمر انعداما للأمانة والمروءة، وانتهاكا للإنسانية. وهذا البعد الإنساني في فهم التكاليف يضيء ويشكل جانبا مما نشير إليه من “أنسنة الفهم ” بل وينتهى بنا إلى ما يمكن اعتباره أن الإنسانية لدي بن بيه  “خير وأبقى”.. ومع مد الخط على استقامته نجد شيخنا الجليل يقف.

من التشديد موقفا واضحا قاطعا، يرفضه ويراه” مهلكة” ربما لأن في ذلك صدا عن سبيل الله الحق، وربما تأثرا بقول سفيان الثوري: ” إنما العلم عندنا رخصة من ثقة أما التشديد فيحسنه كل أحد، وربما كما ينقل عن الشاطبي فإن المفتى البالغ ذِروة الدرجة هو الذي يَحمِلُ الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور، فلا يذهب بهم مذهبَ الشِّدَّة، ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال..

التعايش والتسامح

 ويبرز جليا في جهد العلامة بن بيه وخطاباته ومقولاته في السياقات كافة الحرص الشديد على زرع ورعاية قيم التعايش والتسامح، واستيعاب الآخر كأشجار تحتاج البشرية بشدة لظلالها في مسيرتها الآنية وهذا جانب آخر من جوانب” أنسنة الفهم ” فالجحيم عند بن بيه ليس هو الآخرون كما يرى بعض فلاسفة الغرب وإنما العكس تماما هو الصحيح في تصور شيخنا إذ لا معنى للوجود إلا بهذا الآخر والعيش معه في ” سلم” والتزود بوجوده في رحلة الوجود وهنا يظهر الآخر في نظر الشيخ معادلا للنعيم وليس للجحيم ، ويحدث ذلك بوضوح  دون أي محاولة للفرز والتصنيف؛ لأن “وضع تصنيف تراتبي للبشر وما أبدعوه من ثقافات وأديان وحضارات من شأنه فتح طريق الفرز والانتقاء، إقصاء من يتم إعلانه أقل تقدما، وإعلاء من يفترض راقيا، وإنكار إنسانية من حكم عليه بالدونية” (5).

ويكمن تصور ” فولتير” للتسامح كخلفية عريضة ولافتة في الفكر الإنساني يدرك شيخنا أبعادها جيدا وتجلى ذلك في مقولاته كثيرا محيلا إليها ومستشهدا بها  في بحوثه وكلماته، يقول فولتير متسائلا: ما هو التسامح ؟ إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية ، إننا جميعا من نتاج الضعف، كلنا هشون وميالون للخطأ لذا دعونا نتسامح مع بعض” ويربط شيخنا هذا النزوع الإنساني بتوجيهات الإسلام الواضحة في أحاديث النبي وآيات القرآن مثل حديث أبي أمامة” بعثت بالحنيفية السمحة” وقوله تعالى” وجادلهم بالتي هى أحسن” و” إن الله يأمر بالعدل والإحسان” فضلا عن آيات العفو والصفح والمغفرة بطول القرآن

ويؤكد شيخنا الجليل أن الحضارة الإسلامية لا تُفهم في الأساس إلا على خلفية التعدد والاختلاف، ونفهم- وقتها- تعدد المذاهب الفقهية، واختلاف الصحبة، حتى يؤثر عن خلاف عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان أنهما ” كانا يتنازعان في المسألة بينهما حتى يقول الناظر إنهما لا يجتمعان أبدا، فما يفترقان إلا على أحسنه وأجمله” (6).

ولا تنفرد الأمور الدينية بالخلافات، ولكنها تحضر بشدة في مسائل علم الكلام، واختلافهم الشديد في أمور النحو والبلاغة واللغة وغيرها. إنه اختلاف مشروع أفضى إلى تعدد شديد الثراء والتنوع، لم يترادف – وقت الفهم والإخلاص- مع الشقاق والنفي والاستبعاد، ولم يكن غرضه الانتصار للرأي والصراع لمحو الآخر المختلف، ولعلنا نذكر قولهم الشهير المستوعب:” رأي غيري خطأ يحتمل الصواب، ورأيي صواب يحتمل الخطأ”  هنا يغدو لختام فتواه بجملة” هذا، والله أعلم” تثمين وحضور ويقين بها، وليس مجرد ختام متواتر.

فضلا عن ذلك تعلو قيمة الحرية لدى بن بيه، وهي الحرية التي تجبر الجميع على التعاون والتعايش والتلاقح بدلا من الانكفاء على ذوات متضخمة ترغب في سحق الآخر، وهنا تحضر في خلفية مقولاته تلك آراء فلاسفة من مثل جون ستيوارت مل حين يؤكد “إن الناس مدينون بعضا لبعض بالتعاون على تمييز الخير من الشر، وبالتضافر على اختيار ما فيه المنفعة واجتناب ما فيه المضرة، وكذلك ينبغي أن يتواصلوا وأن يتحاضوا على الإكثار من استعمال ملكاتهم العليا، وعلى الإمعان في توجيه شعائرهم ومطامحهم نحو شريف الأغراض وصالحها، دون سخيفها وسافلها”(7).

هوامش:

1-معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه: الإرهاب(التشخيص والحلول)، مكتبة العبيكان، الرياض 1427 هــ-2007، ص15

 2-السابق: ص89

 3- سورة هود، 119 3-

4- التأطيرية الثانية ص 86″

  5- إيدوي بلينيل: من أجل المسلمين، ترجمة عبد اللطيف القرشي، كتاب الدوحة، يونيو 2015، ص68

6- جلال الدين السيوطي: تاريخ الخلفاء، مكتبة مصر، القاهرة، ط1، 2008، ص 147

  7-جون ستيوارت مل: الحرية، ترجمة طه السباعي، مطبعة الشعب، 1922، ص 192.

متعلق مقالات

الجنيـه الإلكـتروني.. وسبـاق المنافسـة
عاجل

الزراعـة الـذكية فـي مـصر

15 يونيو، 2025
ظاهرة «التشيؤ» المقلقة
عاجل

المراجعات الإستراتيجية

14 يونيو، 2025
ظاهرة «التشيؤ» المقلقة
عاجل

خيوط الميزان

14 يونيو، 2025
المقالة التالية
اختيار مصر ضمن 7 دول للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ

اختيار مصر ضمن 7 دول للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • برج الثور الرجل

    كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كارثة بيئية تهدد أهالي ميت كنانة بالقليوبية: أطنان من «أسود الكربون» منتهي الصلاحية تُخزَّن بمزرعة دواجن

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • إطلاق عقار الفينوكسلاب في مصر.. تقدم جديد في علاج مرض الكلى المزمن المرتبط بمرض السكري

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • الاتحاد الأوروبى أعلنها «دولة آمنة المنشأ» مصر دولة سيادة القانون واحترام الحقوق

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©