حقيقة إن مصر عظيمة دولة ومؤسسات وشعبا وقيادة سياسية. فما تفعله الآن من إجراءات ومواجهة صعبة للتحديات من أجل عدم تصفية القضية الفلسطينية، يؤكد أن هذه الدولة عظيمة بكل المقاييس والمعايير. ولطالما لعبت مصر الدور المهم فى هذا الشأن منذ كارثة احتلال الأرض الفلسطينية، وحتى كتابة هذه السطور.
تؤدى مصر دوراً محورياً وتاريخياً تجاه قطاع غزة والقضية الفلسطينية، انطلاقاً من مسئولياتها التاريخية والجغرافية والقومية. وقد تجلى هذا الدور العظيم فى مختلف الأوقات والمناسبات، خاصةً خلال الأزمات والحروب التى تعرض لها قطاع غزة. ولطالما لعبت مصر دور الوسيط الرئيسى فى جميع الحروب والنزاعات التى شهدتها غزة، حيث نجحت فى التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حقناً للدماء وتخفيفاً للمعاناة الإنسانية. وتسعى مصر باستمرار إلى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية إيماناً منها بأن الوحدة الوطنية هى السبيل الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وتواصل مصر جهودها الدبلوماسية فى المحافل الدولية، للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. ويعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، وقد لعبت مصر دوراً حيوياً فى إبقاء المعبر مفتوحاً، أو فتحه بشكل استثنائي، لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإخراج الحالات الإنسانية والمرضى لتلقى العلاج فى الخارج. وتقدم مصر باستمرار المساعدات الإغاثية العاجلة لقطاع غزة، تشمل الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، للتخفيف من معاناة السكان، خاصةً خلال الحروب والأزمات. وقامت مصر باستقبال آلاف الجرحى والمصابين من قطاع غزة فى مستشفياتها، لتقديم العلاج والرعاية الطبية اللازمة لهم. وأطلق الشعب المصرى العديد من حملات التبرعات لدعم قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.
ويعبر الشعب المصرى عن تضامنه الدائم مع الشعب الفلسطيني، وحقه فى العيش بكرامة وأمان، من خلال مختلف الفعاليات. وتساهم مصر بشكل كبير فى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ومنع أى تصعيد عسكرى فى المنطقة، من خلال جهودها السياسية والدبلوماسية.
إن الدور المصرى تجاه قطاع غزة هو دور عظيم ومتواصل، يقوم على أسس تاريخية وإنسانية وقومية. وقد أثبتت مصر على الدوام أنها السند والعون للشعب الفلسطيني، وأنها لن تتوانى عن بذل كل ما فى وسعها لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وتتخذ مصر موقفاً حازماً وواضحاً ضد أى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتعتبر ذلك خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. وقد عبرت القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن رفضها القاطع لجميع المخططات التى تستهدف تهجير الفلسطينيين، سواء إلى مصر أو إلى أى مكان آخر. وتعتبر مصر أى محاولة لتهجير الفلسطينيين بمثابة جريمة ضد الإنسانية، ومخالفة صريحة للقانون الدولى والإنساني. وتؤكد على أن تهجير الفلسطينيين لن يؤدى إلا إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار فى المنطقة.
وترى مصر أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل عادل وشامل، يقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. وتدعو المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته فى هذا الصدد، والضغط على إسرائيل لوقف جميع أعمالها الاستفزازية، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتحذر مصر من أن أى محاولة لتهجير الفلسطينيين ستؤدى إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار فى المنطقة، وقد تؤدى إلى اندلاع موجة جديدة من العنف. كما تقوم مصر بجهود دبلوماسية مكثفة على المستويات الإقليمية والدولية، لحشد الدعم لموقفها الرافض للتهجير، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
إن موقف مصر من تهجير الفلسطينيين هو موقف ثابت وواضح، يقوم على أساس الرفض القاطع لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والدعوة إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل حقوقه المشروعة.