أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الطيران الحربى السورى الروسى المشترك، وجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على معاقل الجماعات المسلحة فى ريف أدلب الجنوبى وريف حماة الشمالي. وأضافت الوزارة، أن الضربة أوقعت عشرات القتلى والجرحى بصفوف الفصائل المُسلحة ودمرت العديد من الآليات والأسلحة.
من جانبه، ذكر التليفزيون السورى أن الطيران الحربى السورى والروسى استهدف أيضاً طرق إمداد الفصائل المسلحة بريف حماة الشمالي. وأضاف أن وحدات الجيش ثبتت نقاطها فى محور بلدة خطاب بمحافظة حماة وتواصل استهداف الفصائل المسلحة بمحيط البلدة.
كما أضاف أن الجيش تمكن من اسقاط عشرات الطائرات المسيرة التى أطلقتها الفصائل المسلحة على المناطق الآمنة بريف حماة.
فى سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الجيش السورى بدأ فى تدعيم خطوطه تمهيداً لبدء الهجوم المضاد على معاقل الجماعات المسلحة فى ريف حماة.
فى وقت سابق، أعلنت وسائل إعلام سورية أن الجيش السورى يسيطر على بلدة كرناز فى حماة، وبلدة خناصر فى حلب. وأكدت وسائل الإعلام وقوع عشرات القتلى والجرحى فى صفوف الجماعات المسلحة، إثر غارات للجيش السورى على ريفى أدلب الجنوبى وحماة الشمالي.
كما تصدت وحدات من الجيش والقوات الرديفة لهجوم شنته قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» فى الريف الشمالى لمحافظة دير الزور. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن الاشتباكات استمرت لفترة، نافيا أى سيطرة من قبل قوات «قسد» على القرى الـ7 شرق دير الزور حتى الآن. وكانت هناك مزاعم بأن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» سيطرت على 7 قرى فى ريف دير الزور الشرقى تابعة للحكومة والميليشيات المدعومة من إيران.
أضاف المرصد السورى أن 40 آلية روسية انتشرت فى مناطق القتال، وسط مناشدات من نازحين مدنيين محاصرين فى ريف حلب الجنوبى والشرقي.
فى وقت دعا الاتحاد الأوروبى جميع الأطراف إلى خفض التصعيد فى سوريا، دان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية، حسب تعبيره.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى شمال سوريا، داعيا إلى وقف فورى للقتال.
ذكّر الأمين العام، فى بيان للمتحدث الرسمى باسمه، ستيفان دوجاريك، جميع الأطراف المعنية بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما فى ذلك القانون الإنساني، ودعاهم إلى العودة الفورية للعملية السياسية التى تيسرها الأمم المتحدة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 «2015».
شدد على ضرورة تقييد جميع الأطراف بحماية المدنيين والأهداف المدنية، بما فى ذلك السماح بالمرور الآمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية.
أكد جوتيريش الحاجة الملحة لجميع الأطراف للتعامل بجدية مع المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا جير بيدرسن، لرسم مسار شامل للخروج من الصراع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 «2015» .
وعلى الصعيد الإنساني، لا تزال عمليات الإغاثة فى أجزاء من حلب وأدلب وحماة متوقفة بشكل كبير بسبب المخاوف الأمنية. وقال ستيفان دوجاريك إن العاملين فى المجال الانسانى غير قادرين على الوصول الى مرافق الإغاثة بما فيها المخازن، ما أدى الى عرقلة قدرة الناس على الحصول على المساعدات.
أكد أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بالبقاء والقيام بعملها، وأنها تعمل لإجراء التقييمات وتوسيع الاستجابة الإنسانية فى أقرب وقت ممكن. وأوضح أن الجهود الإنسانية فى الأماكن الأخرى مستمرة ولم تتأثر بالقتال الدائر؛ ويشمل ذلك مساعدة النازحين حديثا فى أجزاء من شمال غرب سوريا.
أشار المتحدث الأممى إلى أن 15 منظمة غير حكومية على الأقل تدعم مراكز الاستقبال وتوزيع الغذاء والماء والوقود والخيام وغير ذلك من الإمدادات الأساسية، كما تعمل فى المجال الصحى وإزالة النفايات. ولا تزال المعابر الثلاثة من تركيا، التى تستخدمها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى شمال غرب سوريا، مفتوحة، لكن «دوجاريك» أشار إلى أن الخدمات الأساسية فى كثير من المناطق المتضررة توقفت إلى حد كبير.
قال المسئول الأممي، إن محطة مياه رئيسية فى غرب مدينة حلب لا تزال معطلة، لأن فرق الصيانة لم تستطع الوصول إلى الموقع بسبب «الأعمال القتالية» والوضع الأمني، فيما أغلقت المدارس فى الكثير من المناطق، وتضررت 13 مدرسة على الأقل شمال غرب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.
حذر «دوجاريك» من أن فصل الشتاء سيزيد الاحتياجات فى الأسابيع المقبلة لتصبح أكثر حدة، حيث تتصاعد المخاوف الصحية، بما فى ذلك بسبب وجود جثث غير مدفونة وشح مياه الشرب. وقد لحقت أضرار بمستشفى حلب الجامعى بما ترك مئات المرضى بدون رعاية أساسية. وعلق 24 مركزاً طبياً على الأقل فى أدلب وغرب حلب عملياته بسبب القتال، كما تضرر المستشفى الرئيسى فى أدلب.