عندما فرض الله سبحانه الصيام على عباده.. كان لحكمة يعلمها، فهو الخبير العليم.. والذى ينكر ذلك من البعض فهو جاهل للحقيقة العلمية للصيام بحجة أن الصيام مجرد حرمان الإنسان من الطعام والشراب طوال النهار.. ناسياً أن الله لا يشرع أو يفرض شيئاً إلا لصالح العباد لأن أى إنسان إذا لم يصم يكون معرضاً للإصابة بالأمراض المختلفة وليس الإنسان وحده بل الحيوان أيضاً.. فى الحقيقة العلمية.
الحقيقة العلمية جرت على لسان علماء من الغرب أى ليسوا مسلمين قالوا إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع فى الجسم فتجعله كالمريض فتثقله.. وبالتالى يقل نشاطه فإذا صام خف وزنه وتحللت تلك السموم وذهبت عنه وبالتالى تجدد خلاياه فى مدة لا تزيد على 20 يوماً بعد الافطار وأن الصائم يشعر بقوة ونشاط لا عهد له بهما من قبل.. سبحان الله ــ جاءت الحقيقة من غير المسلمين ــ ليس هذه الحقيقة وحدها بل أكد بعض الأطباء أن الصيام يساهم بشكل ملحوظ فى وضع حموضة بالشكل الطبيعى حيث إن الصيام يخفف ويمنع الحموضة الزائدة والتى تكون سبباً رئيسياً فى حدوث قرحة المعدة.
كما أثبتت الأبحاث أن من فوائد الصيام علاج عدد من الأمراض الناتجة عن السمنة كمرض تصلب الشرايين وضغط الدورة الدموية الطرفية، وأن الصيام يساعد فى منع تكون الحصى بالجهاز البولى ويحسن من وظائف الكبد وكذلك الحال بالنسبة للكلى حيث يقى الجسم من تكون حصوات الكلى لأنه يرفع معدل الصوديوم فى الدم فيمنع تكون أملاح الكالسيوم، كما يقى الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة فى خلاياه وبين أنسجته من جراء تناول الأطعمة وخاصة الأغذية المحفوظة والمصنعة وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوث، كما يخفف الصوم من أعراض وعلامات فشل القلب حيث يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأطعمة ويساعد فى إذابة الدهون من الأوعية الدموية مما يقلل من أعراض مرض القلب، كما يفيد الصيام فى علاج الأمراض الجلدية لأنه يزيد مناعته ومقاومته للميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية فبعض أمراض الحساسية، مثل حب الشباب والبشرة الدهنية والدمامل والبثور والتهاب الثنايا تزيد بتناول أنواع معينة من الأطعمة ولكن مع الصيام يستريح الجسم من كل هذه الأمراض وغيرها.
صراحة للصيام فوائد لا تحصى وإلا ما فرضه الله على كل مسلم أثبتها العلم والأطباء فى العصر الحديث رغم أن رسولنا الكريم قال: «صوموا تصحوا» وهذا للعموم حيث لا يفيد الجسم فقط وإنما النفس حيث يهذبها وينهاها عن فعل المعصية والجرى خلف الشهوات وهذا ما أكده سبحانه فى قرآنه الكريم: «وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون».. البقرة.. ليأتى العلم بعد ألف و400 سنة ليثبت ذلك فقد ثبت بالدليل العلمى أن الصيام يزيد كفاءة الأداء العضلى 200٪ ويحسن سرعة دقات القلب 9٪ وتحسين الشعور بإرهاق الساقين 11٪ مما يعنى أنه يزيد من النشاط البدنى ولا يتسبب فى الخمول والكسل، كما يعتقد البعض، والغريب أنه فى الغرب تم اقامة دورة لعلاج السكرى باتباع نظام الصيام لفترة من 10 إلى 20 ساعة دون أى عقاقير كيماوية سوى تناول المريض وجبات خفيفة خالية من الدسم وسبحانك يا رب.. جاءت بنتائج مبهرة فى العلاج ليتأكد أن الإسلام أفضل الأديان وخاتمها وأن الدين عند الله هو الإسلام وأن حبيبنا محمد صلوات الله عليه خاتم الأنبياء.
الحقيقة.. الشهر الفضيل من أفضل شهور الله ففيه اختص الله سبحانه نزول القرآن فيه دون غيره مما أعطاه الأفضلية، كما أن لهذا الشهر طقوساً جميلة وذكريات أجمل لكل منا.. حيث لا نجد موائد الرحمن ممتدة فى كل شارع تقريباً.. إلا فى هذا الشهر الفضيل والغريب أننا نجد الغالبية ملتزمة فى العبادة بالحرص على صلوات التراويح جماعة فى المساجد بل والحرص على صلاة الفجر هاجراً النوم وتاركاً التواصل الاجتماعى الذى يسيطر على عقول غالبية شبابنا.
صراحة الشهر الكريم فرصة لأن يظهر أنفسنا وأبداننا وعلينا أن نشجع أطفالنا على الصيام خاصة أنه فى فصل الشتاء كى يعتادوا ذلك فلا يكون صعباً عليهم عندما يكبروا، وأن نعودهم على ارتياد المساجد باصطحابهم فى الصلوات الخمس قدر الامكان فالإنسان كما تعوده وتنشئه.. وأذكر أننى بدأت الصيام من سن 8 سنوات لبضعة أيام فى الشهر حيث تصادف أن يكون رمضان فى عز الحر والطفل طبيعى يحتاج إلى الماء وبالتدريج أتممت الشهر كاملاً فى العام التاسع.
.. وأخيراً:
حذرت دار الافتاء من الافطار عند سماع مدفع الافطار لأنه ليس الصحيح، وإنما أذان المغرب هو الوقت الشرعى.
تحكم فى انفعالاتك.. كى يصح صيامك.
أتمنى التزام الاحتلال الإسرائيلى بالهدنة احتراماً لهذا الشهر الكريم.
الحزمة الاجتماعية الجديدة ــ جاءت فى وقتها ــ نريد المزيد!