كنت أظن ان عتاه الإرهاب فى الدولة العبرية هؤلاء الذين سعوا لإقامة دولة اسرائيل من الرعيل الأول مع بن جورين ومن جاء بعده فى طابور طويل ملطخة أياديهم بالدماء بينهم موشى ديان وجولدامائير وإسحق رابين وشارون وشامير وشيمون بيريز وغيرهم من الأسماء التى لا تزال بأعمالها الإجرامية فى الذاكرة الحية.. ومنهم من كانوا مطلوبين للعدالة الدولية «شامير».. ولا استثنى أحدا.. لكن الصورة التى قدموها للعالم انهم المظلومون فى الأرض والشعب التى عانى «الدياسبورا» والتشتت والشعب المطارد حتى حصلوا على وعد «بلفور» عام 7191 ليكون القشة من مَنْ لا يملك إلى من لا يستحق وبه سلبوا الأرض وهتكوا العرض وكونوا دولتهم بأكاذيب توراتية.. ورويدا رويدا وصلوا إلى المرحلة الحالية منذ 41 مايو 8491 وعلى مدى 57 عاما لم يتركوا فرصة إلا وأشاعوا انهم الشعب المظلوم.. لكن جاء نتنياهو ليضع نهاية سيئة صنعها بنفسه لتاريخ الدولة العبرية بعد عملية طوفان الأقصى وظهر ذلك فى قيادته لحرب «مجنونة» بلا استراتيجية عرف بدايتها لكن لم يعرف متى ستنتهى لأن نهايتها هى نهايته سياسيا.. وأبرز نتائج هذه الحرب التى تتضح الآن ان اسرائيل التى كانت تستجدى وتشحذ عطف العالم.. اليوم بات العالم ينظر على جداريات التاريخ ان نتنياهو وضع صورة حقيقية عن اسرائيل التى تقود عملية ارهاب وقتل ممنهج ضد الفلسطينيين فى غزة.. يدمر فى طريقه كل صباح آلاف المنازل وتحتها الآلاف من القتلى والجرحي.. كما يشرد الملايين.. ويعكس ذلك صورة الجنازات للأطفال والسيدات والفتيات فى صورة من أسوأ صور القتل الجماعى المنظم.. ومر شهر رمضان ودخلنا فى أيام العيد ولم يصل نتنياهو وعصابة الحرب إلى وضع نهاية أو رفع علامة «النصر» بأنه قبض على قادة المقاومة أو حرر اسراه.. وكانت مصر الدولة والقيادة هى التى «اخرست» خطة نتنياهو عن الاستمرار فى غيها بموتمر القاهرة للسلام الذى ركز فيه الرئيس السيسى على اللاءات الثلاثة.. لا تهجير قسريا.. ولا تصفية للقضية.. ولا حل على حساب دول أخرى وان عودة الاستقرار للمنطقة هو حل الدولتين بحسب المبادرات العربية والاممية ودولة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ٤ يونيو 7691.
نتنياهو محا من ذهن المواطن الأوروبى صورة اسرائيل الدولة ذات المعلومات الاستخباراتية القوية بل انه فى عملية طوفان الأقصى برز للعالم من ثقب مفتوح للعيان أنها دولة هشة تحكمها عصابة وها هو يفشل بعد نصف عام من حرب غير متكافئة فشل فى الوصول إلى اسراه أو القبض على مفجرى عملية طوفان الأقصى فقط نجح فى تدمير غزة وبين ركام المبانى فى غزة يبحث نتنياهو البائس يبحث بين كل حجر وحجر وفى غرف عمليات المستشفيات عن القبض على خيال «مقاوم» يرفع به علامة النصر، فقد قلب التاريخ وزرع الخوف فى قلب الشارع الاسرائيلى وأحيا «معاداة السامية» فى كل مكان فى العالم بقاراته الخمس بأفعاله البربرية وخسر صورة بلاده فى أمريكا وأوروبا اضافة إلى الخسارة الأهم فى تل أبيب التى خرجت المظاهرات تطالب بانتخابات مبكرة.. اليوم الصورة التى يرفعها الاسرائيلى عن نتنياهو ذلك رئيس الوزراء الفاسد الذى يبحث عن ثقب يهرب ويخرج من خلاله من المحاكمة التى تنتظره فى محاسبة.. لن يحميه حجم الدمار والقتل.. وكل يوم يمر فى حرب غزة هو مزيد من هزيمة اسرائيل وتأكيد على صورة نتنياهو القميئة المتعطش للدم والباحث عن انتصار واهم أن يحققه لأن المقاومة لقنته رغم الفارق والتوازن فى السلاح.. لكن عزيمة الفلسطينيين ومقاومتهم للحصول على حقهم كان حصد الدرس المهمة للعالم والتى صنعوها وسط ركام مبانى استغرق تدميرها نصف عام «وللحديث بقية».