حرب شرسة على مصر.. فى محاولة بائسة لكسر إرادتها
ثمن المواقف الشريفة
مصر مختلفة..بقيادتها الاستثنائية وما لديها من حكمة
أحداث وصراعات، وحروب مستعرة، وأجواء ملبدة بنذر حرب شاملة سواء فى الإقليم أو العالم، التساؤلات كثيرة حول أسباب مخطط «شيطنة» الكوكب، لماذا؟ ولمصلحة من؟ وما الأهداف التى يسعى إليها محور الشر؟ فالتصعيد فى الشرق الأوسط لا يتوقف، بل يزداد اشتعالاً من الإبادة والحصار والتجويع فى قطاع غزة، إلى الضفة الغربية وما بين غزة والضفة من مخطط للتهجير يستهدف مصر والأردن، إلى الاحتلال والتوغل فى جنوب لبنان وجنوب سوريا، والإعلان أنه لن يتم الانسحاب من سوريا قبل تقسيمها.. ثم ما يجرى فى البحر الأحمر من توترات ومواجهات مسلحة وعسكرة متعمدة، تحت ذرائع إيقاف هجمات الحوثى على إسرائيل، والعجيب أنه من السهولة إنهاء هذه الهجمات إذا توقف العدوان على قطاع غزة، والبحر الأحمر لا يحتاج إلى حماية من خارج الدول المطلة عليه، لكن من الواضح أن ثمة أهدافاً يسعى إليها تحالف الشر خاصة إلحاقه الضرر بالاقتصاد المصرى، واستهداف إيرادات قناة السويس فى إطار محاولات تركيع وإخضاع مصر وابتزازها من أجل أن توافق على مطالب المخطط «الصهيو ــ أمريكى» فى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، لكن مصر تتصدى بقوة ورفض قاطع، ثم ممارسة سياسات البلطجة، والسطو على موارد وحقوق وثروات الدول ثم تنتقل إلى فصل جديد من «شيطنة» العالم، فى ارتفاع احتمالات الهجوم على إيران، واستهداف منشآتها النووية فى ظل الإصرار الإسرائيلى على ذلك.. ووجود تعثر فى المفاوضات بين واشنطن وطهران، لتصل إلى محطة جديدة من محاولات «الشيطنة» فى تصاعد نذر الحرب بين الهند وباكستان وكأن العالم فى حاجة إلى صراع جديد، ومازالت الحروب والأزمات القديمة قائمة لم تخمد نيرانها بعد، فالحرب الروسية ــ الأوكرانية، دخلت عامها الرابع، ولم تنجح الوساطة الأمريكية حتى الآن فى الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب فى ظل تباين المواقف بين أوكرانيا وروسيا، التى تسعى للاحتفاظ بالمدن التى سيطرت عليها وأبرزها القرم، ولوجانسك، وزاباروجيا، وهو ما ترفضه كييف، ثم الرفض الأوروبى للرؤية الأمريكية والشروط الروسية، وأيضاً تجاهل الدول الأوروبية فى أى اتفاق، وحتى الآن حقق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أول أهدافه فى توقيع اتفاق المعادن النادرة مع الرئيس الأوكرانى زيلنسكى لكن أمريكا تحاول تحييد موسكو بعيداً عن الصين والتفرغ للمعركة الشرسة مع بكين خاصة على الصعيد الاقتصادى والتجارى وحرب الرسوم الجمركية وحسم السيطرة على مناطق النفوذ خاصة فى الشرق الأوسط، وتحاول واشنطن استدراج الصين فى أى صراع عسكرى وربما إشعال الحرب مع تايوان، التى تعتبرها الصين جزءاً منها.
«شيطنة» العالم بطبيعة الحال وراءها أهداف خبيثة ومصالح هائلة، وصراع نفوذ دام انعكس على حال اليمن من انقسام وتقسيم، وكذلك الحال فى ليبيا، وما يجرى فى السودان من إشعال صراع أهلى، وإضعاف القدرات السودانية، وتدمير البنية التحتية، وجرائم ترتكبها قوات التمرد ضد الشعب السودانى، من قتل وتشريد وتجويع، ثم محاولات تهديد الصومال وانتهاك سيادته، وتقسيمه.
هذه المشاهد المأساوية فى عالم يتجه إلى الانزلاق نحو صراعات، ومواجهات، تكشف عن وجود تحالف قوى الشر التى تربطها مصالح هائلة، كما أن كل ذلك يأتى فى إطار استشعار النظام العالمى القائم الخطر من تنامى صعود نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب تبدو الصين على قمته، هنا تقف مصر التى استعدت مبكراً وتجهزت قبل 11 عاماً لهذه المواجهات ومحاولات فرض الأمر الواقع، والمساس بأمنها القومى وثوابتها أو إرغامها أو إغرائها للموافقة على كل هذه المخططات والمؤامرات وشبكات المصالح التى تتعانق فيها قوى دولية وإقليمية، وبالتالى تتصدى وتقف بثقة وقوة وقدرة وتحد فى وجه هذه المخططات، التى تسعى إلى المساس بأرضها وسيادتها وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ولذلك بدأت تتصاعد حملات الاستهداف ضد مصر تارة بالأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه، وأخرى بصناعة الأزمات والتوترات لما لها من تداعيات اقتصادية، وأخرى بإدارة حروب اقتصادية ضد مصر، وإشعال التوترات والصراعات والحرائق من حولها، وذلك يعكس حجم النجاح الذى تحققه مصر وقيادتها السياسية فى الحفاظ على البلاد، والأمن والاستقرار، وكيف تتسبب فى جنون، وإرباك محور الشر وإفشال مخططاته، وبطبيعة الحال فإن قدرة مصر على الصمود والمقاومة والتصدى لمؤامرات قوى الشر، وأيضاً قدرتها على عبور الأزمات، بالإضافة إلى نجاح كبير لمشروعها الوطنى لتحقيق التقدم الذى اطلقته قبل 11 عاماً، وكذلك قضاؤها على الإرهاب وبحسم كل ذلك من أسباب الحملات الشرسة على مصر، والذى لا يأتى من فراغ، أو صدفة، بل بسبب حكمة القيادة وقدرة الإرادة، وصلابة الدولة المصرية، ووعى واصطفاف الشعب، من هنا نستطيع أن نقول إنه من الطبيعى أن محاولات استهداف مصر سوف تتصاعد بسبب نجاحاتها ومواقفها، والرئيس عبدالفتاح السيسى له عبارة تفسر ما يجرى، كلما ازدادت الهجمة الشرسة، أدركنا أننا على الطريق الصحيح وهذه إجابة، شافيه لما يلاحق مصر من مؤامرات ومضايقات ومكائد وأكاذيب وتحريض ومحاولات لتحريك المصريين من خلال تزييف الوعى والخداع والتضليل.
ما أريد أن أقوله، إنه رغم شراسة الحملات على مصر من كل صنوف الإجرام والاستهداف المتعمد إلا أن الشعب المصرى عليه أن يفخر بقوة وقدرة وشموخ الوطن، وتصديه للمخططات، ورفضه أن يركع لقوى الشر، أو غطرسة التحالف الصهيو ــ أمريكى والتعامل بندية، والإيمان بعظمة مصر وجدارتها، فالعلاقة بين رفض مخطط التهجير، وما يستهدف مصر من إرهاب، وحملات أكاذيب، وحصار وتضييق اقتصادى واضح، فقوى الشر تحاول عقاب مصر، وإرغامها والضغط عليها أو إحداث الفتن والوقيعة، بين شعبها حتى يتحرك، نحو التدمير، وبالتالى تنشغل الدولة وتضعف، وتتفرغ لأزماتها الداخلية ليقوم تحالف الشر بالإجهاز والانقضاض على مصر للتوغل والاحتلال وضرب القدرات الإستراتيجية على غرار السيناريو السورى ومن قبله العراقى، لكن مصر مختلفة، بقيادتها الاستثنائية وما لديها من حكمة وبعد نظر واستشراف للمستقبل وشعبها الذى يمتلك مخزوناً إسترايتجياً من الوعى الحقيقى، والفهم، والاصطفاف، ولا تملك قوى الشر إلا أن تمارس ألاعيب ومؤامرات، ومحاولات للضغط على مصر، لكنها لا تحدث أى نوع من التأثير، والنتائج، بل تزيد المصريين صلابة وتماسكاً.
أيضاً ما أريد أن أقوله، إن هناك ثمناً لابد أن ندفعه بسبب مواقفنا الشريفة، لكنه ثمن نستطيع تحمله لأننا أقوياء وقادرون .