وها هو قطار الشهر الكريم يقترب من منتصف الرحلة.. وها هو شعب مصر العظيم يثبت فى كل يوم وفى كل ساعة وفى كل لحظة من مرحلته عبر الزمان قوته وأصالته.. عظمته وشرفه.. يؤكد نقاء معدنه وقدرته وقدراته على تخطى الصعاب وقهر كل التحديات.. ومواجهة المستحيلات.
شهر كريم.. احتشدت له وفيه أحداث.. قل أن يحملها شهر أو عام وربما عقد من الزمان.. عالم جديد يتشكل.. قوى تعلو وتصعد وأخرى تنزوى وتهبط.. صراعات تشتد وأخرى تخبو.. حروب تشتعل ونيران تستعر فيما يبقى تحت الرماد براكين كامنة.. تنتظر اللحظة المناسبة كى تستيقظ وتنفجر.
يمضى قطار الشهر الكريم.. وها هم المصريون يقفون على قلب رجل واحد خلف قيادتهم.. يؤازرون جيشهم الوطنى الشريف.. والشرطة الوطنية الباسلة.. يساندون بكل قواهم مؤسساتهم الوطنية كى تبقى مصر حرة أبية.. شامخة عملاقة تدفع «عن طيب خاطر» ما يفرضه قدرها «بفتح الدال» وما يتفق وثقل وزنها والحفاظ على قدرها «بتسكين الدال» كى تعلو الراية ويأتى الأبناء والأحفاد إلى الدنيا برءوس مرفوعة.. وكرامة تطاول عنان السماء.. وراية عالية خفاقة.
يمضى قطار الشهر الكريم.. والمصريون يمسكون بقيم الشرف ونقاء المسعى والمقصد.. لا يتآمرون ولا يخونون.. يدافعون بكل ما أتاهم الله من قوة عن قيم الحق والعدل والواجب.. لا يشاركون أخذا فى ظلم أو غبن ولو خسروا المليارات والتريليونات.. يحملون فوق أكتافهم ضريبة «الكبير» حتى لو هرب الصغار أو تنكروا وتهاونوا أو تخاذلوا فإن مصر العظيمة قيادة وشعبها لا تستطيع العيش ولا يمكنها الحياة فوق هذا الكوكب إلا وهى تمسك بهذه القيم وتحفظها وتحافظ عليها وتصدرها إلى جيرانها ومحيطها الإقليمى الدولى.. عمقها العربى والإسلامى والافريقى.. والعالم أجمع.
يمضى قطار الشهر الكريم وقد جمع الله عز وجل شركاء الوطن على «صيام» لله الواحد القهار.. تجمعهم بالقول والفعل والصدق روح المحبة ووشائج المودة والتسامح.. ونسيج وطنى قوى ومتين وعزم أقوى من الفولاذ على القفز فوق كل الأشواك وعبور كل التحديات.
شهر ملأت فيه الفرحة قلوب كل المصريين وعمرت فيه بيوت الله بالمصلين والركوع السجود.. لم ينس فيه المصريون ميراث الأجداد والقدماء.. فوانيس تصدح.. وتضىء.. وطبول المسحراتية لا تزال تحتفظ بها بعض القرى والكفور والنجوع.. وموائد الرحمن امتدت عشرات ومئات الأمتار.. وأقارب وأصحاب «لمة» وفرحة لشعب عظيم.. يمضى الشهر الكريم.. والمبادرة الرئاسية المصرية العربية تكسب كل يوم أرضا جيدة.. تتأكد فيها قوة مصر وعظمة شعبها وجسارة جيشها.. وحكمة قيادتها وشموخ رموزها.
يمضى الشهر الكريم.. وقد رصد العالم قائدا مصريا فذا.. رفض فى غير مباهاة أو تفاخر – ضغوط وإغراءات وإغواءات أكثر قوى العالم وأعظم جيوشها.. وقف يرفض بكل الشرف والكبرياء المشاركة فى ظلم جديد ونكبة جديدة للشعب الفلسطينى.. بل وبإصرار لا يلين يحشد كل قوى الشعب المصرى ومؤسساته كى يقارع الفكرة بالفكرة والخطة بالخطة.. يواجه التهجير وتفريغ الأرض والقضية بالتعمير وأصحاب الأرض موجودون ويشاركون.. والتمسك بالمواثيق الدولية وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو «حزيران» وعاصمتها القدس الشريف.
يمضى الشهر الكريم.. والشعب الفلسطينى الشقيق يستعيد بعض ما فقده من اهتمام دولى بعدالة قضيته.. ويقف أمامه ومن خلفه وعن يمينه وشماله الشعب المصرى العظيم بكل قوته يتحدى كبرياء الدول.. حتى سارعت الدولة الأعلى مساندة لقوة الاحتلال وهى أمريكا إلى بناء حوار مباشر مع الفلسطينيين.. والتمهيد لوقف طويل لإطلاق النار يمتد سنوات وترسل أمريكا مبعوثا خاصا للشرق الأوسط «ستيف ويتكوف» ومبعوثا آخر لشئون الأسرى «آدم بولر».
يمضى الشهر الكريم.. وقد تأكدت عبقرية مصر «تعمير بلا تهجير» بموافقة وإجماع عربى وإسلامى ودولى شامل بديلاً لمخطط الشيطان بالتهجير وتصفية القضية الفلسطينية واستمرار حرب الإبادة ودفع الفلسطينيين دفعاً للنزوح إلى الحدود المصرية.. فكانت قوة مصر وعظمة شعبها وجسارة جيشها صمام العرب وأمانهم.
يمضى الشهر الكريم.. وقد احتضنت مصر الإخوة المصابين من الشعب الفلسطينى الصامد.. وهاهم الإخوة المصابون يصلون إلى أعماق الدلتا.. ويحتفى بهم المصريون هم.. ومرافقيهم.. وها هم قد وصلوا إلى مستشفيات جامعة المنوفية.. ومستشفى الأورام بالجامعة.. ويحتفى بهم محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون بصحبة الدكتور أحمد القاصد رئيس الجامعة ومعهما كوكبة من القيادات ضمت عميد كلية طب المنوفية الدكتور محمد النعمانى والمدير التنفيذى للمستشفيات أحمد صبرى ونائبه محمد صبرى ورئيس جمعية الهلال الأحمر محمد موسى (نائب المحافظ) والدكتورة الشيماء حنفى استاذ علاج الأورام.. ولا تكتفى الجامعة بحشد كل التجهيزات الطبية والعلمية المتخصصة للتعجيل بشفائهم وغرف العناية المركزة والطوارئ والأدوية وسائر المستلزمات الطبية بل وفرت لهم الجامعة أماكن لإقامة المرافقين من أهالى المصابين ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم.. هذه هى مصر.. وهذا هو شعبها العظيم الذى استقبل المصابين فى العريش وبئر العبد والإسماعيلية وغيرها حتى وصلت المنوفية.
يمضى الشهر الكريم.. وقد انتقل الإجماع العربى فى قمة القاهرة حول الخطة المصرية إلى خطوة أكثر تقدماً لتدبير الدعم اللازم للإعمار.. وهنا أيضا.. القاهرة.. عاصمة الإعمار.. وتدبير التمويل اللازم.. ليقترب الأمل أكثر وأكثر لاستعادة الشعب الفلسطينى حياته الكريمة فوق أرضه.. ووطنه.. ويجتمع شمل الأسر والأهل والأحبة فى وطن لا نكبة فيه أبداً.. يمضى الشهر الكريم وقد احتفلت مصر العظيمة بالعاشر من رمضان.. ويوم الشهيد.. ولا يمكن أن ينسى المصريون أيضا يوم زار الرئيس السيسى الأكاديمية العسكرية.. فإن كلاً من هذه المناسبات رسائل شديدة الأهمية رصدها العالم بكل الوعى والاحترام.
مصر العظيمة لن تنسى أبداً شهداءها.. لن تنسى رئيس الأركان الفريق أول عبدالمنعم رياض.. والعميد محمد محمود محمد عبدالمتجلى والبطل العقيد أحمد منسى والملازم أول أحمد الشاذلى والجنديين ماهر عطية عبدالمجيد والسيد مهدى المعداوى.. لن ننسى الدبابة البطل نقيب خالد مغربى والشهيد العملاق مهندس هدم الأنفاق العميد عادل رجائى إسماعيل والشهيد الرائد محمد صلاح إسماعيل ابن أسيوط.. وابن البحيرة الشهيد رامى حسنين وغيرهم.. فإن كلاً من هؤلاء الشهداء.. وكما سجل الرئيس السيسى فى كلمته على «فيس بوك» فقد قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم الطاهرة لتظل مصر عزيزة آمنة مستقرة.. رجال صدقوا العهد.. قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم.
يمضى الشهر الكريم.. وقد استعاد المصريون روح النصر العظيم فى العاشر من رمضان.. جيش قوى عظيم عقيدته النصر أو الشهادة.. وحرب جسدت قدرة الردع المصرية بالإنسان قبل الآلة.. فقهروا المستحيلات والجيش الذى لا يقهر وأقوى خطوط العالم فى بارليف.
يمضى الشهر الكريم ويتجدد العهد مع القائد والزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسى فقد أبدي- بكل التواضع- سعادته بالتفاف الشعب المصرى حوله على قلب رجل واحد لمواجهة التحديات والدفاع عن ثوابتنا الأخلاقية والإنسانية.
.. وتقف «المساحة» حائلاً أمام المزيد.. وللحديث بقية.